السياحة الجبلية بالبويرة

مرتفعات تيكجدة..وجهة المولعين بهدوء الطبيعة

مرتفعات تيكجدة..وجهة المولعين بهدوء الطبيعة
  • 637
 سليم. م سليم. م

تُعد منطقة تيكجدة بولاية البويرة الواقعة في حضن جبال الأطلس على علوّ يزيد عن 2000 متر عن سطح البحر، من أشهر وأبرز المناطق السياحية عبر ربوع الوطن؛ فهي تحفة خلابة، ولوحة من الجمال الطبيعي الذي أبدع الخالق في صنعه. وهي مزيج ما بين التضاريس الوعرة المتشكلة على مر الزمن والحقب، والطبيعة الأخّاذة، المتميزة بالغطاء النباتي المتنوع والنادر.
وما يميز المنطقة أشجار الأرز، والصنوبر الحلبي، والصفصاف، وغيرها من الأنواع السالبة لأحاسيس زوارها، وملهمة الباحثين عن الهدوء، والحالمين بالعوالم الجميلة. كما تشتهر تيكجدة بوجود كثيف لأنواع نادرة من القردة القريبة من سلالة الشامبنزي، والتي تلعب مع زوار تيكجدة وتكون في استقبالهم دوما، مشكّلة مملكة خاصة بها بالمنطقة، ناهيك عن تواجد عدة أصناف نادرة من الطيور؛ فالمنطقة محمية وطنيا، ومنتمية للحظيرة الوطنية لجرجرة منذ عام 1983. كما إن تيكجدة تكتسيها الثلوج كل سنة، ولا تذهب عنها إلا في أشهر متأخرة من حلول فصل الصيف؛ نظرا لارتفاعها الشاهق؛ فهي حتى في فصل الصيف تتميز ببرودتها في الفترة المسائية، ومقصد العائلات الباحثة عن الهدوء والسكينة، والهواء النقي.
فإذا قررت زيارتها فلا يفوتك زيارة عدة مواقع بها؛ كمنطقة "آسول" للتمتع بمغاراتها العميقة؛ مثل فوهة النمر التي يصل عمقها إلى 1007 متر، وهي أعمق هوة في إفريقيا. وبالقرب منها "مغارة الجليد" التي تحتفظ بكميات كبيرة من الثلوج على مدار السنة، وحتى في أشد أيام الصيف حرارة. وعند النزول ستواجه مسلكا بريا حذرا، تزاحمك فيه الأبقار البرية. كما يمكن اختيار المسالك الجبلية الاثني عشر التي تم تحويلها لممارسة رياضة المشي بين الجبال " الهاينكغ" . ويمكنك التوجه إلى بحيرة "اغولميم" ، وهي البحيرة المصنفة من قبل اليونسكو كأعلى بحيرة في إفريقيا على ارتفاع يقارب 1800 متر بأعالي جبال جرجرة الشامخة. وهي تُستغل في فصل الشتاء للممارسة رياضة التزحلق على الجليد، بالإضافة إلى تواجد العديد من المنابع المائية العذبة. مصدرها طبيعي بامتياز، ومخرجها ما بين الصخور.
كل هذه الخصائص والميزات بعروس جرجرة تيكجدة، جعلت السلطات الولائية والمحلية تسهر على تطوير القطاع السياحي بالولاية؛ بإيلاء كل الأهمية والأولوية لهذه المنطقة السياحية بامتياز التي يقصدها سنويا ما يقارب مليوني زائر، خاصة أيام نهاية الأسبوع، على متن مركبات قادمة من كل ربوع الوطن وكل الأصناف العمرية؛ بحثا عن الفرجة، لاكتشاف هذه المنطقة الأخاذة التي أبدع الخالق في صنعها.
الجدير بالذكر أن منطقة تيكيجدة تضم مركزا وطنيا للرياضة والتسلية، يحوي هو الآخر مركّبا سياحيا، وفندقا، وبيتا للشباب بطاقة استيعاب تفوق 1000 سائح، وبأسعار في متناول كل مواطن وشاب. ويوفر خدمات راقية حسب الطلب، وهو مستغَل على وجه الخصوص، من كافة الفرق الرياضية للقيام بتربصات في أعالي تيكجدة، ناهيك عن توفر أماكن للعب الأطفال، وملعب معشوشب طبيعيا وآخر صناعيا. وتم تزويد المنطقة مؤخرا. وبهدف الترويج للموروث الثقافي الذي تزخر به المنطقة، مُنحت رخص للحرفيين باستغلال بعض الفضاءات للترويج لما جادت به أناملهم، والذي يعرف رواجا كبيرا من زوار المنطقة، ولا سيما أيام نهاية الأسبوع.
وتبرع، مؤخرا، محسن ببناء مسجد بالمنطقة، والذي لاقى استحسان الزوار. وتتوفر بالمنطقة كل شروط الأمن والأمان؛ إذ انتصبت بأرجائها ثكنة للجيش الوطني الشعبي، وأخرى خاصة بمصالح الدرك الوطني. كما تتوفر على مركز متقدم خاص بمصالح الحماية المدنية للتدخل السريع في حال أي طارئ؛ فبكل هذه المؤهلات السياحية تستحق تيكجدة السياحية الاكتشاف، والتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة، وأخذ أوقات للراحة والاستجمام.