أكد أن المبدأ يفرض تكثيف جهود دول الاتحاد الإفريقي..الرئيس تبون:

لا مخرج لمشاكل إفريقيا إلا بحلول إفريقية

لا مخرج لمشاكل إفريقيا إلا بحلول إفريقية
  • 255
 كمال. ع كمال. ع

❊الهدف الإستراتيجي يقتضي تدعيم أركان البنية القارية للسلم والأمن

❊الجزائر تعمل على تعزيز الجاهزية العملياتية لقدرة إقليم شمال إفريقيا

❊عزم جزائري على الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية في مجلس الأمن

❊التحضير لتمرين محاكاة عملية لنشر بعثة لدعم السلام أواخر 2024

❊تضامن ودعم متجدد مع الفلسطينيين إلى غاية استرجاع حقوقهم المشروعة

أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن "الوقت قد حان لتفعيل دور القوة الإفريقية الجاهزة في تجسيد إفريقيا التي نريد"، آمنة ومستقرة، مندمجة ومزدهرة، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية تساهم بكل مسؤولية في معالجة التحديات التي تواجهها في مجال السلم والأمن، مشدد على عزم الجزائر التام للعمل بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة، من أجل الدفاع عن مصالح القارة وإعلاء صوتها.
أوضح رئيس الجمهورية في كلمة وجهها بالعاصمة الغانية أكرا للمشاركين في الاجتماع نصف السنوي السادس بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، ألقاها باسمه الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، أن ما يحيط بقارتنا من تطورات متسارعة دوليا وما يشوبها من أزمات متنامية داخليا، يفرض على الدول الأعضاء، تكثيف الجهود المشتركة وحشد قدراتهم الجماعية لتكريس مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية.
وأشار الرئيس تبون إلى أن "المبدأ الذي أرساه الآباء المؤسسون لمنظمتنا القارية لم يكن يوما مجرد شعار أجوف، بل كان ولا يزال هدفا استراتيجيا بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى، وبكل ما يفضي إليه تجسيدها على أرض الواقع من نتائج نتطلع جميعا أن تسهم في بناء مستقبل أفضل لشعوبنا".
ومن هذا المنظور -يضيف السيد الرئيس- تأتي حتمية تدعيم أركان البنية القارية للسلم والأمن، عبر استكمال تفعيل جميع آلياتها المعنية بالوقاية من النزاعات وتسويتها، وفي مقدمتها "القوة الإفريقية الجاهزة"، وذلك بغية توظيفها أحسن توظيف في الاستجابة للتحديات الراهنة.
وبعد أن أكد رئيس الجمهورية على مواصلة الجزائر التي تتولى رئاسة "قدرة إقليم شمال إفريقيا"، أحد المكونات الخمس للقوة الإفريقية الجاهزة، جهودها من أجل تعزيز الجاهزية العملياتية لهذه الآلية الإقليمية وتمكينها من تقديم مساهمة فعلية وفعالة في حفظ السلم والأمن في إفريقيا، أثنى على جهود الدول الشقيقة المنخرطة مع الجزائر في هذه الآلية.
وبالمناسبة، سجل الرئيس تبون، أن الإعلان الذي بادرت بنشره مفوضية الاتحاد الإفريقي لتأكيد الجاهزية الكاملة لقدرة إقليم شمال إفريقيا، يأتي تتويجا لسلسلة من الزيارات التفقدية التي سمحت لخبراء كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بالاطلاع على ما تحوز عليه هذه القدرة من إمكانيات عسكرية ومدنية ولوجستية، تؤهلها، وفقا للمعايير الدولية، للمشاركة في عمليات حفظ السلام على المستوى القاري.
ومن شأن هذا الإعلان -يضيف السيد الرئيس- أن يشكل حافزا قويا للدول الأعضاء من أجل المضي في التحضير والإعداد للتمرين الميداني المقرر أواخر عام 2024، لمحاكاة عملية نشر بعثة لدعم السلام، وذلك قصد الحفاظ على مستوى عال من الجاهزية وضمان استجابة سريعة وفعالة تجاه الوضعيات المستعجلة والحالات الطارئة.
كما أكد رئيس الجمهورية على ضرورة تعزيز المكاسب المحققة وتدعيم النتائج المحرزة، من خلال أربع توصيات "الترحيب بإعلان جاهزية قدرة إقليم شمال إفريقيا، وتوفير الدعم الضروري واللازم للأمانة التنفيذية لقدرة إقليم شمال إفريقيا في أفق تنفيذ التمرين الميداني المبرمج والذي سيشكل إضافة نوعية لإعداد وتحضير القوة الإفريقية الجاهزة برمتها، إضافة إلى التعجيل باعتماد مذكرة التفاهم المتعلقة بالقوة الإفريقية الجاهزة بين مفوضية الاتحاد الإفريقي، من جهة، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، من جهة أخرى، وكذا المضي قدما في عملية مراجعة المفهوم الاستراتيجي للقوة الإفريقية الجاهزة، لجعلها أكثر اتساقا مع عقيدة الاتحاد الإفريقي بخصوص عمليات حفظ السلام وتوفير الدعم اللازم لها كجزء لا يتجزأ من البنية الإفريقية للسلم والأمن".
وجدد رئيس الجمهورية عزم الجزائر التام للعمل بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة، من أجل الدفاع عن مصالح قارتنا وإعلاء صوتها، وحشد الدعم لمساعينا المشتركة لتمكين قارتنا من لعب دورها الكامل في مجال حفظ السلم والأمن في إفريقيا، وفقا لمقتضيات ميثاق الأمم المتحدة، في انتظار تصحيح الظلم التاريخي على قارتنا فيما يخص تمثيلها على مستوى مجلس الأمن الأممي، خاصة "أننا نعيش اليوم مشهدا دوليا متقلبا يطبعه تنامي بؤر النزاع، وسط عجز المجموعة الدولية عن تحمل مسؤولياتها في استتباب السلم والأمن الدوليين".
وخلص رئيس الجمهورية الى أن "أبرز دليل على ذلك، حرب الإبادة الهمجية التي تشنها قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني الأعزل، والذي نجدد من هذا المنبر تضامننا الراسخ معه، ونؤكد له دعمنا الثابت إلى غاية استرجاع حقوقه المشروعة كاملة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".