بين الرافضات للفكرة والمتعودات عليها
إقبال كبير على محلات كراء فساتين المناسبات
- 788
يعيش الجزائريون حاليا، موسم الأعراس، وباتت محلات كراء فساتين المناسبات والأفراح تعرف إقبالا كبيرا، خاصة مع ارتفاع أسعار مختلف القطع الخاصة بها، حيث يتعدى سعر القطعة الواحدة أحيانا 50 ألف دينار، ولرصد الحركية التي تعرفها هذه المحلات، وكذا أسباب إقبال النساء عليها ودوافعهن، كان لـ«المساء" جولة في عدد من المحلات بولايات برج بوعريريج، سطيف وميلة.
بداية جولتنا كانت من المحلات المتواجدة بحي 500 مسكن ببرج بوعريريج، حيث وجدناها تعج سواء بالمقبلات على الزواج، أو اللواتي يهيّئن أنفسهن لحضور حفلات الزفاف، وبسؤال "المساء" إحدى المقبلات على الزواج، عن سبب كراء فساتين السهرة، أكدت أن سعر شراء الفستان الواحد يتراوح ما بين ثلاثة وخمسة ملايين سنتيم، وهو ما يصعب عليها اقتناءها، لارتدائه في سهرة واحدة، في حين أكدت أخرى، أن سبب كرائها لعدة فساتين بأشكال وألوان مختلفة، يعود إلى غلاء سعر شرائها، بالإضافة إلى أنها لن تستعملها مجددا، وهو ما دفعها إلى كرائها من أجل "التصديرة".
أما إحدى الأوانس، كانت تتهيأ لحضور عرس إحدى قريباتها، أكدت أن سعر الكراء الذي لا يتجاوز 3000 دينار لليلة الواحدة يناسبها جدا، خاصة وأنه في كل مرة تكون هناك نوعية جديدة وبأسعار في المتناول. أما سيدة أخرى، فقد اشترت فستانا تجاوز سعره 4 ملايين سنتيم، وباستفسارنا عن سبب الشراء، أكدت أنها لا تحب ارتداء فستان لبسته سيدة أخرى قبلها، في حين تفضل أخريات اقتناء حلي ذهبية، بدلا من شراء فستان باهظ الثمن، وهو نفس الأمر الذي وجدناه في حي بلعلى بالعلمة وعاصمة الهضاب سطيف، وكذا محلات بلديات تاجنانت وشلغوم العيد في ولاية ميلة.
في نفس السياق، حاولت "المساء" الاقتراب من التجار وأصحاب المحلات، حيث أكد أحدهم أن تجارة فساتين الأعراس والسهرة، تراجعت كثيرا، بسبب ارتفاع الأسعار التي تجاوزت 7 ملايين سنتيم، خاصة "القندورة" القسنطينية، المعروفة باسم "الفرقاني"، وهي من الفساتين التي يستوجب الأمر على العروس ارتداءها ليلة زفافها.
أما عن سبب ارتفاع سعرها، فيعود حسب محدث "المساء"، إلى صعوبة خياطتها وتطريزها، مع غلاء سعر المادة الأولية، وهو نفس الشي مع "بنوار الزدف السطايفي"، أما البعض الآخر، وأمام تراجع تجارة بيع الفساتين، فقد اهتدوا إلى بيعها بالتقسيط المريح، ورغم ذلك لا تعرف إقبالا كبيرا من طرف المشتريات.
وبتواجدنا في أحد المحلات وسط مدينة تاجنانت بولاية ميلة، حاولنا معرفة رأي شابة وصاحبة محل، في الموضوع، فأكدت لـ«المساء"، أن أغلبية الشابات يستأجرن الفساتين، بسبب الغلاء الذي أصبح هاجسا بالنسبة لهن، وتزامن تواجدنا بالمحل مع تجريب عدد من الزبونات الفساتين المعروضة دون كرائها أو شرائها، وهو الأمر نفسه بالنسبة لصاحبة هذا المحل، التي لجأت هي الأخرى إلى بيع البعض منها بالتقسيط.
صاحب محل آخر ببلدية شلغوم العيد، جنوب ولاية ميلة، أكد لـ«المساء"، أن سبب ارتفاع أسعار الفساتين يعود إلى انخفاض سعر الدينار الجزائري، وارتفاع تكاليف الكراء والشحن، مؤكدا أن الفساتين الطويلة المستوردة من دبي، الأغلى سعرا في السوق، حيث تتراوح أثمانها ما بين 5 و7 ملايين سنتيم بالنسبة للطويلة، فيما يبلغ سعر القصيرة 3 ملايين سنتيم، مرجعا سبب الارتفاع إلى كون سلعته مستوردة من تركيا ودبي، ويقتنيها بأسعار مرتفعة، كما أن مصاريف الشحن مكلفة جدا، مضيفا أن تجارة بيع الفساتين هامش الربح فيها جد ضعيف، إذ يجني من الفستان الواحد مبلغا لا يتجاوز 3000 دينار، لا يمكّنه حتى من تعويض سعر كراء المحل المقدر بأزيد من 10 ملايين سنتيم في الشهر.
من جهة أخرى، وببلدية رأس الوادي، الواقعة جنوب شرق ولاية برج بوعريريج، كانت وجهتنا نحو العديد من محلات بيع فساتين الأفراح، وبسؤال أصحاب هذه المحلات، أشاروا إلى أنهم توقفوا عن كراء الفساتين، بسبب الإهمال الذي تبديه بعض العرائس في الحفاظ على الفستان المستأجر، حيث يؤكد بعض أصحاب المحلات أن أغلب الفساتين المستأجرة، تعود إليهم ملطخة، وأحيانا يصعب تنظيفها، ما يجعلها غير صالحة للاستئجار مرة أخرى، وبين هذا وذاك، تتضارب الآراء وتختلف من شخص لآخر، ومن سيدة لأخرى، وتبقى الفرحة تصنع الحدث سواء بالكراء أو الشراء.