الأخصائي في علم النفس الاجتماعي والإرشاد الأسري البروفيسور ربيع العبزوزي:

تفشي الأمية الزواجية رفع معدلات التفكك الأسري

تفشي الأمية الزواجية رفع معدلات التفكك الأسري
الأخصائي في علم النفس الاجتماعي والإرشاد الأسري، البروفيسور ربيع العبزوزي
  • القراءات: 506
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرجع الأخصائي في علم النفس الاجتماعي والإرشاد الأسري، البروفيسور ربيع العبزوزي، ارتفاع معدلات الطلاق في الجزائر، إلى ضعف التأهيل الزواجي الذي جعل الطرفين يخطئان في اختيار الشريك، الأمر الذي دفع بعض الجمعيات إلى المبادرة لتنظيم دورات تكوينية في التأهيل النفسي والاجتماعي والشرعي للمقبلين على الزواج، في محاولة لتوضيح بعض المفاهيم الخاصة ببناء أسرة متماسكة، ومنه الحد من حالات الطلاق والخلع، على حد سواء، والقضاء على ما يسمى بـ«الأمية الزواجية"، التي بدأت ملامحها تظهر في السنوات الأخيرة.

اختار أستاذ التعليم العالي في علم النفس الاجتماعي والإرشاد الأسري بجامعة "علي لونيسي" بالعفرون، البروفيسور ربيع العبزوزي، أن يساهم في حل بعض المشاكل المرتبطة بتفكك الأسر الجزائرية، فأسس الجمعية "مشروع أسرتي"، في خطوة تهدف إلى اقتراح بعض الحلول العلمية، التي من شأنها أن تساهم في إحداث استقرار في البنية الأسرية.
يعود تأسيس الجمعية إلى سنة 2022، ببرامج هامة، تهدف إلى بلوغ القيادة الأسرية السوية، من خلال وضع استراتيجيات الاختيار الزواجي، مبنية على جملة من المعايير التي تقوم، حسب رئيس الجمعية، على دراسة بحثية في محاولة لمعرفة أسس الاختيار التي يتم الاعتماد عليها في بناء أسرة، ومن ثمة، يجري بناء التصور كفريق عمل متخصص.
يقول البروفيسور "وذلك إلى جانب تركيز العمل على التأهيل الزواجي الذي ننطلق فيه، من معرفة الحاجات الإرشادية للمقبلين على الزواج في مجموعة من المجالات، وعند تحديد الحاجات، تبني البرنامج الإرشادية"، لافتا إلى التركيز على الجانب الشرعي الديني والجانب الطبي والصحي، من خلال الإجابة على جملة من الانشغالات التي مرجعها، جهل بعض الأمور التي تساهم في انتشار بعض الأمراض، وكذا الجانب النفسي والاجتماعي.
وردا على سؤال "المساء"، حول الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع معدلات الطلاق، بحكم تجربتهم كمختصين في مجال التأهيل الأسري، أشار المتحدث، إلى أن أهم عامل وراء تفاقم قضايا الطلاق في المحاكم، هو سوء اختيار الشريك، حيث يتم ترديد عبارة واحدة "لم أعرفه على هذا النحو ... تغير بعد الزواج"، موضحا أن الأسباب التافهة التي وقفت عليها الجمعية، من خلال فريق العمل، تؤكد "أننا نعيش زمن الأمية الزوجية"، وواصل أن الجمعية تحاول تسطير جملة من الدورات التكوينية، التي تعالج فيها بعض المشاكل التي تعد سببا مباشرا في تفكك الأسر، ولعل من أهم هذه البرامج، دورات تكوينية في التأهيل التكنولوجي، كون التكنولوجيا أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا، وأصبح لديها دور كبير في ربط علاقات بين المقبلات على الزواج، والوصول بهم أيضا إلى تفكيك الأسر، ما يعني أنهم بحاجة إلى دورات ليحسنوا استعمال هذه الوسائط، وكذا برامج تخص الحالات الصعبة التي تمر بها بعض الأسر، التي تعاني عددا من المشاكل الاجتماعية، والتي تهدد بتفكك الأسرة، كوجود معاق أو أيتام أو حالات فقر، حيث يتم معالجة هذه الحالات الصعبة للحفاظ على تماسك الأسرة.
من جهة أخرى، أشار البروفيسور عبزوزي، إلى أن الدورات التكوينية التي يتم برمجتها، والموجهة للمقبلين على الزواج، تمكنهم من الأطر الصحيحة لبناء أسرة متماسكة، وحتى الذين لديهم أكثر من سنة زواج، حيث تعتبر محطة هامة يكتشف فيها الطرفان بعضهما البعض، ومنه تسليط الضوء على السبل التي تساهم في الحفاظ على هذه الأسرة، ومنع تفككها، خاصة وأن التجارب تفيد بأن السنة الأولى من الزواج تعتبر مفصلية في استمرار الزواج من عدمه.
ويختم البروفيسور في الأخير، بالتأكيد على أن أغلب حالات الطلاق، أسبابها تافهة، مبنية في الأساس على سوء الاختيار الذي جعل كل طرف يبحث عن إتمام النقص الذي يعاني منه في الشريك، خاصة في شقه المادي، وهي ليست الغاية من الزواج، ولا تحقق مفهوم الأسرة الوسطية.