الإبل.. سفينة الصحراء ومصدر الغذاء

عادات تراثية في التربية والنحر بتندوف

عادات تراثية في التربية والنحر بتندوف
  • القراءات: 645
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

يهتم أهل الصحراء عموما وأهل منطقة تندوف خصوصا، بتربية الإبل؛ إذ تُعدّ جزءا أساسيا في التركيبة الطبيعية للمنطقة، وهو ما يجرنا للحديث عن كتاب للشاب أمباركي السعدي، الذي يتضمّن واقع وتاريخ الجمال في الثقافة الحسانية، بعنوان "المستيبل، الإبل في الثقافة الحسانية" ؛ إذ تطرّق  في 174 صفحة، لكل ما يتعلق بالإبل، وكيفية تربيتها وأعمارها، بالإضافة إلى التعرّض لبعض مناحي الحياة البدوية، وعلاقتها بالشعر والإبل عموما، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير بالبعير. وخلال هذا المقال سنتطرق لمزاياها، وطرق نحرها.

تستطيع الإبل شرب حوالي 113 لتر من الماء في 13 دقيقة. وتقوم بتخزين الدهون في منطقة من الظهر تكون "السنام" وذلك عند وفرة الغذاء. وعندما يكون الطعام والماء أقل فإن الدهون المخزّنة في السنام تفرز الماء؛ حيث يفرز كل 9.3 كلغ دهوناً 1.13 غرام ماءً؛ لذلك يمكن أن تعيش الإبل لمدة تصل إلى ستة أشهر بدون ماء أو طعام. ويغطي الجزءَ الداخلي من فم البعير بما في ذلك لسانه وشفتيه وباطن خديه، تبطينٌ على شكل تراكيب مخروطية مرتفعة تسمى الحليمات. وتتكوّن هذه الحليمات من الكيراتين، الذي يشبه البلاستيك تقريباً.
فم البعير له بطانة سميكة، تسمح له بأكل النباتات الصحراوية، بما في ذلك النباتات الشائكة. ويحتوي أيضًا على حنك صلب، يمكنه من خلاله طحن الطعام بقوّة. وغالباً ما يوزَّع المضغ متناوب الضغط على الصبار؛ حيث تنزلق الأشواك عمودياً أسفل.
وعندما يستنشق الجمل فإنه يحبس بخار الماء في أنفه، ويمتصه مرة أخرى إلى جسمه؛ كوسيلة للحفاظ على الماء.
الإبل لها أرجل طويلة. وتُبقي أجسادها بعيدة عن الأرض، ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 70 درجة.
رموش الجمل الطويلة والريش في أذنيه وخياشيمه لها القدرة على التغطية، كلّ هذا يساعده في محاربة الرمال؛ إذ تستخدم الإبل الدهون الموجودة فيها في عملية التمثيل الغذائي؛ فعندما تبقى الإبل لفترة طويلة دون طعام، تخزّن المزيد بمجرد العثور على الطعام. كما يساعد الحدب الإبل على تنظيم درجة حرارة أجسامها عندما ترتفع درجات الحرارة.
ويبلغ علوّ الذكور البالغة ما بين 1.8 متر ومترين. وزنتها ما بين 400 و600 كيلوغرام، بينما تصل الإناث في علوها إلى ما بين 1.7 و1.9 متر. ويكون وزنها أقل من الذكور بنسبة 10 ٪. كما إن متوسط عمر الجمل هو 40 إلى 50 سنة.
وتختلف خلايا الدم الحمراء في الجمل عن غيرها من حيث أنّها بيضاوية وليست كروية، وذلك لتسهيل تدفّق خلايا الدم الحمراء في حال الإصابة بالجفاف.
والجدير بالذكر أنه نادرا ما يتعرق الجمل؛ فما لم تتجاوز درجة الحرارة 49 درجة مئوية، لا يتعرّق. وبما أن حرارة التبخر ناتجة عن درجة حرارة الجسم لا الحرارة المحيطة، فإن العرق يتبخر من سطح الجلد بدلاً من سطح الشعر.
وتمتلك الإبل كلى وأمعاء ذات قدرة عالية على امتصاص الماء. وقطر الكلى أصغر من قطر البقرة؛ ما يجعل مساحة الترشيح أقلّ، وبالتالي تكون قدرة الإبل على الاحتفاظ بالماء أعلى، والبول أقل؛ فيصبح بول الجمل سميكاً.

العلاج بأبوال الإبل "أفاق"

الجمل هو أحد أنواع الماشية المهمّة التي تلعب دورا رئيسا في نمط الحياة الرعوية من خلال تلبية المتطلبات الأساسية للمعيشة، تقليديا. وتم استخدام بول الإبل في علاج الأمراض التي تصيب الإنسان. وأما الفوائد الصحية من شرب بول الإبل فأبثتتها الأبحاث العلمية الحديثة؛ إذ يحتوي بول الإبل على تركيبة كيميائية حيوية غير عادية وفريدة من نوعها، تساهم في القيم الطبية.
أظهر التركيب الكيميائي لبول الإبل وجود قواعد البيورين، وهيبوكسانثين، والصوديوم، والبوتاسيوم، والكرياتينين، واليوريا، وحمض البوليك، والفوسفات. ويمكن استخدام الجزيئات النانوية الموجودة في بول الجمل، لمحاربة السرطان.
ولبول الإبل نشاط مضاد للميكروبات ضد البكتيريا المسبّبة للأمراض. وتحتوي مكوّناته الكيميائية والعضوية أيضا، على خصائص مثبطة ضد نموّ الفطريات، والصفائح الدموية البشرية، والأمراض الطفيلية، وبشكل رئيسي داء اللفافة في العجول.

حيل عند النحر

للجمل هيبة فريدة عند نحره. ولا بدّ من اتباع الكثير من الحيل أثناءه. ومنها ضرورة وجود جمل آخر يُستعمل كدليل لإقناع بقية الجمال بالدخول إلى المذبح. ويتم جرّه بقوّة. وسرعة الجزار تحميه من غضبه.
وحسب بعض الموّالين والجزارين المعتادين على النحر، فإن عملية نحر الجمل تتم من نهاية عنقه قبل الصدر. ويمكن تلخيص كيفية نحر الإبل وما يجب على الذابح بما يأتي، أن يكون اتجاه الجمل عند النحر إلى القِبلة.
يجب عرض الماء على الجمل قبل نحره بغرض الشرب، وعدم القيام بنحر الجمل أمام حيوانات أخرى. وأن يكون الجمل بشكل قائم، وتكون معقولة قدمه اليسرى مع الركبة إلى الخلف. وقبل القيام بالنحر يجب قول: "بسم الله، الله أكبر".