مرونة "حماس" مقابل تلاعب الكيان الصهيوني وخداع أمريكا
مفاوضات "الفرصة الأخيرة" على المحك
- 1401
من المقرر أن تستأنف اليوم جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالعاصمة القطرية الدوحة من دون مشاركة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وفي ظل شبه إجماع على أنها ستكون مفاوضات "الفرصة الأخيرة" لإنهاء واحدة من أبشع المآسي الإنسانية التي يعرفها العصر الحديث من خلال التوصل لاتفاق لوقف الحرب يتضمن صفقة لتبادل الأسرى.
في تصريح، أمس، لـ "المساء" حول مدى إمكانية إحداث اختراق في هذه الجولة التي دعا إليها الوسطاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، حسام حمزة، بأن نجاح المفاوضات ليس مرتبطا باللقاء في حد ذاته خاصة وأن حركة "حماس" أعلنت رسميا أمس، أنها لن تشارك في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة المقرّر عقدها اليوم في قطر.
وأوضح في هذا السياق، بأن "حماس" أعلنت أنه إذا كانت المفاوضات ستجري من أجل اللقاء فلا داعي لذلك، مشيرا إلى أن موقف الحركة واضح، حيث تعتبر أن نجاح أي مفاوضات أو أي صفقة مرهون بالشروط التي وضعتها والتي لن تتنازل عنها.
وهي شروط معروفة تتضمن وقف فوري ودائم لإطلاق النار وانسحاب كلي لقوات الاحتلال من غزة ورفع الحصار وعودة النازحين تم يأتي الحديث عن صفقة تبادل الأسرى التي هي جزء من عملية التفاوض، وأوضح أنه "دون هذه الشروط التي تعتبر أساسية لأي اتفاق ناجح مستقبلا لا يمكننا التنبؤ بأي نجاح".
بل يرى أن هناك محفز على التشاؤم بخصوص هذه المفاوضات مرتبط بطريقة تعامل الاحتلال وحتى الوسيط الأمريكي في المفاوضات السابقة، كون خلالها انطباع بأن هناك مسعى لمنح مزيد من الوقت لحكومة الكيان الصهيوني وعلى رأسها، بنيامين نتنياهو، علها تحقق نجاحا عسكريا.
وهو ما يعني، وفق نفس المحلل، جعل المقاومة تنشغل من جهة بعملية التفاوض ولكن عمليا وفي الميدان يواصل هذا الاحتلال وحشيته وجرائمه دون أي محاسبة، وبالتالي يعتبر المحلل السياسي حسام حمزة أن طريقة التعامل هذه قد تكون نفسها التي ستجري بها مفاوضات اليوم.وهو ما يرمي بالكرة-حسب المتحدث- في مرمى الوسطاء الذين دعوا إلى عقد هذه الجولة على أمل التوصل الى اتفاق وقف إطلاق نار فوري يتضمن صفقة تبادل الأسرى، وقد قوبل مسعاهم بمرونة وإيجابية من حركة المقاومة الإسلامية التي أكدت تمسكها بالمبادئ التي تضمنها خطاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، شهر ماي الماضي ولائحة مجلس الأمن الدولي الداعية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي هذه الحالة من المفروض أن تمارس إدارة بايدن كل ضغوطاتها على حكومة الاحتلال التي اتضح أمام الجميع أنها تضع العراقيل أمام جهود الوسطاء لمنع التوصل إلى الاتفاق من خلال اختلاق المزيد من الشروط التعجيزية وغير المنطقية والتي لا تخدم لا جهود الوساطة ولا حتى تلبي طموح الشارع الصهيوني المصر على ضرورة التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.
ويبدو من تصريحات مسؤولي الإدارة الأمريكية الذين كثفوا في الآونة الأخيرة من تأكيدهم على ضرورة التوصل الفوري لإطلاق النار في غزة ومن طريقة تعامل هذه الإدارة مع هذه الأزمة، أن هذه الأخيرة تمارس الخداع.
وسبق لحركة "حماس" أن أكدت أنه بإمكان الإدارة الأمريكية وقف الحرب ومنذ زمن بعيد ولكنها تواصل دعمها العسكري والسياسي للكيان الصهيوني بما يجعلها شريكة متواطئة في حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال منذ عشرة أشهر على قطاع غزة وخلفت إلى غاية الآن قرابة 40 ألف شهيد، ناهيك عن مئات آلاف الجرحى والدمار الهائل والمآسي المتعدّدة من إنسانية وصحية وبيئية وغيرها.
وأشارت إلى أنها "خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبنا وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان".
وتحاول "حماس"، وفق محللين، قطع الطريق هذه المرة على نتنياهو الذي كشفت وثائق نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه أضاف سرا شروطا جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مما يجعل حدوث اتفاق بعيد المنال.
تم ارتكابها في معتقلات الاحتلال الصهيوني.. "حماس" تطالب بالتحقيق في الانتهاكات بحق الأسرى
طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المجتمع الدولي بالتحقيق في الانتهاكات التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني.
وأشارت الحركة في بيان لها إلى أن "الإفراج عن جنود من جيش الاحتلال متورطين في الاعتداء على معتقل فلسطيني يعد محاولة للتغطية على جرائم الاحتلال".
وكانت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي قد ضجت بمقطع فيديو لمشهد صادم يوثق اعتداء جنود من جيش الاحتلال الصهيوني على أسير فلسطيني في معتقل في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة.
ومنذ اندلاع العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، تحدثت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في سجون الاحتلال خاصة في معتقل صحراء النقب.
واعتقل جيش الاحتلال الصهيوني منذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر الماضي، آلاف المدنيين الفلسطينيين، من بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، استشهد العشرات منهم تحت التعذيب في المعتقلات.
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة بما خلّف في حصيلة مؤقتة استشهاد 39 ألفا و929 فلسطيني وإصابة 92ألفا و240 آخرين ونزوح أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع، وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
الولايات المتحدة الأمريكية.. متظاهرون مؤيّدون للقضية الفلسطينية يغلقون طريقا سريعا
لا يزال الشارع الأمريكي والغربي عموما ينتفض دعما لفلسطين وتنديدا بحرب الإبادة الصهيونية التي تتواصل فصولها على مدار عشرة أشهر كاملة، حوّلت قطاع غزة إلى شبه مقبرة جماعية لسكان القطاع.
قامت مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بغلق لفترة وجيزة طريقا سريعا رئيسيا في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا الأمريكية خلال ساعة الذروة صباح أول أمس الثلاثاء.
وظهرت المجموعة على الجانب الجنوبي من الطريق السريع بالقرب من "ناشيونال بوليفارد" في ويست سايد في لوس أنجلس نحو الساعة الـ9 صباحا بالتوقيت المحلي. وتم إغلاق الطريق السريع في ناشيونال بوليفارد اعتبارا من الساعة الـ9:10 صباحا بالتوقيت المحلي، ولكن أعيد فتحه بالكامل بعد ما يزيد قليلا عن ساعة من بدء الاحتجاج، حسبما ذكرت محطة "كيه تي إل أيه" الإخبارية المحلية نقلا عن الشرطة.
وتم تنظيم الاحتجاج جزئيا من قبل مجموعة تدعى "أوف نوت ناو لوس انجلس" والتي تصف نفسها بأنها "حركة في لوس أنجلس لإنهاء دعم الجالية اليهودية الأمريكية للاحتلال وتأمين الحرية والكرامة لجميع الفلسطينيين".
وطالبت الحركة، في منشورها على "فايسبوك"، بفرض حظر بيع الأسلحة على الكيان الصهيوني ووقف فوري لإطلاق النار، وقالت إن "أكثر من 40 ألف فلسطيني قتلوا بالفعل على يد الكيان الصهيوني بمباركة الولايات المتحدة ومواردها"، مضيفة أن "الطريقة الوحيدة لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة وإعادة الرهائن هي الوقف الفوري لعمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى المحتل".
وهرع ضباط دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا بسرعة إلى الموقع بعد أن سار المتظاهرون عبر الطريق السريع، في وقت نقلت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" عن متحدث باسم المجموعة قوله إن نحو 40 شخصا شاركوا في الاحتجاج واعتقل 9 أشخاص.
وانتشرت الاحتجاجات المناهضة للحرب في جميع أنحاء الولايات المتحدة ليعتقل آلاف الأشخاص في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في عشرات الجامعات والكليات في أنحاء البلاد هذه السنة.
الصهاينة يستغلون حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.. تحذيرات من مخططات التهويد في مدينة القدس
أكد المتحدث باسم محافظة القدس المحتلة، معروف الرفاعي، أمس، أن الاحتلال الصهيوني والجمعيات الاستعمارية والمستوطنين يستغلون حرب الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتمرير مخططات استيطانية وتهويدية في مدينة القدس المحتلة.
وقال الرفاعي في تصريح للصحافة إن ما جرى أول أمس، من اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك تزعمها من يسمون "وزراء" في الكيان الصهيوني "يصب في المخطط التهويدي الاستيطاني الذي يريد تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم منذ 200 عام في مدينة القدس، ما دفع بالكيان المحتل بأذرعه الاستعمارية من خلال هذه المسيرات إلى وضع يد لها داخل الحرم المقدسي لاقتسام هذا المكان".ونبّه الرفاعي إلى أن مدينة القدس تعيش منذ السابع من أكتوبر 2023 "ظروفا استثنائية في ظل وجود تضييقات كبيرة تفرضها قوات الاحتلال على المدينة بجانب ارتقاء أكثر من 67 شهيدا نصفهم من الأطفال واعتقال أكثر من 1650 فلسطيني وتنفيذ 300 عملية هدم لمنشآت سكنية وتجارية في المدينة واقتحام أكثر من 40 ألف مستوطن للمسجد الأقصى خلال الشهور الماضية".وأكد المتحدث باسم محافظة القدس المحتلة أنه لولا الصمت الدولي وعدم تنفيذ القرارات الدولية التي اتخذتها الأمم المتحدة منذ عام 48 حتى الآن، لما تمادى الاحتلال في جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الفيتو الأمريكي الذي يغطي على جرائم الاحتلال ويحمي القادة السياسيين والعسكريين من تقديمهم للمحاكمة الدولية، بما يشجع الاحتلال على المضي في جرائمه. بالتزامن مع ذلك، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها المختصة بتحمل مسؤولياتها واتخاذ ما يلزم من الإجراءات الملزمة حسب القانون الدولي لتنفيذ الرأي الاستشاري الذي صدر عن محكمة العدل الدولية حول الآثار القانونية الناشئة عن الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية المحتلة.