مدارس ومعلمون يروّجون لبرامج الدعم

منصات التواصل فضاء لحملات تنافسية مسبقة

منصات التواصل فضاء لحملات تنافسية مسبقة
  • القراءات: 618
رشيدة بلال رشيدة بلال

شرعت بعض المدارس المتخصصة والأساتذة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، في الترويج لعروض خاصة بدعم التلاميذ في مختلف الأطوار، لا سيما ما تعلق منها بالأطوار النهائية، بل وأكثر من هذا، بلغ بالبعض القول إن عدد المقاعد محدود، وأن التسجيلات لا بد أن تتم خلال أوت الجاري، الذي اعتاد فيه بعض الأولياء في السنوات الأخيرة، على تهيئة أبنائهم فيه لموسم دراسي جديد. والسؤال المطروح: "هل هذا يعني أن العطلة الصيفية تنتهي بحلول شهر أوت بالنسبة لبعض التلاميذ؟".
في الوقت الذي عاد عدد من الأساتذة والمعلمين عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج لما يمكن أن يقدموه عبر صفحاتهم من دعم للتلاميذ في مختلف المواد بالاعتماد على عبارات جذابة ومغرية؛ مثل "هل أنت ضعيف في مادة الرياضيات؟ نقدم لك برنامجا سهلا يرافقك كل السنة" ، أو عبارة: "هل تجد صعوبة في الحفظ؟.. الأستاذ " فلان " يقدم لك منهجية سهلة" ، أو "لا تحب مادة الفرنسية.. ما عليك إلا أن تتبع الأستاذ " فلان " عبر صفحته".
ونجد أن بعض الصفحات الأخرى ذهبت إلى أبعد من هذا، حيث بدأت تروج لبعض الكتب الخارجية في جميع المواد ومختلف الأطوار التعليمية، على أساس أنها كانت السبب في نجاح أبنائهم بالنظر إلى ما فيها من دروس وتمارين ملخصة وسهلة.
في المقابل، نجد أن المعاهد والمدارس المتخصصة والجمعيات شرعت هي الأخرى، منذ حلول أوت الجاري، في استقطاب التلاميذ من خلال الترويج لقلة المقاعد، ودعوتهم إلى الإسراع في التسجيل، خاصة أن عملية المراجعة تبدأ مبكرا خلال أوت وتستمر إلى غاية نهاية السنة في إطار برنامج منظم، وهو ما وقفت عليه "المساء" في بعض المدارس الخاصة، التي بدأت عملية التهيئة بالنسبة لطلبة البكالوريا.

المختص في علم النفس التربوي شعبان: هذه فترة راحة لا بد من احترامها

عن مدى تأثير هذه الحملات على الأبناء خاصة أن فترة العطلة يُفترض أنها للراحة، قال الأستاذ أمين شعبان المختص في علم النفس التربوي، في معرض حديثه مع "المساء" ، إن " الجمعيات والمدارس الخاصة وحتى الأساتذة، شرعت في حملات إعلانية تنافسية عبر منصات التواصل الاجتماعي، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ، خاصة المقبلين على اجتياز امتحانات تقييم المكتسبات، وشهادتي المتوسط والبكالوريا رغم أن هذه الفترة هي فترة للراحة؛ لتهيئة الأبناء لموسم دراسي جديد؛ يقول: "نأسف لمثل هذه الحملات؛فهي تجارية، تسيء إلى الدعائم البيداغوجية والتعليمية، لا يهمها الجانب النفسي للتلميذ، وإنما البحث عن الجانب الربحي والتجاري"، مشيرا إلى أنه يجب على الأولياء والناشطين التربويين التحذير من مثل هذه التصرفات؛ لما لها من أثر سلبي على التلاميذ قبل الدخول المدرسي.
ومن جهة أخرى، أكد المتحدث أن الدروس الخصوصية هي ظاهر عالمية، لكنها بحاجة إلى تهذيب، خاصة أنها تسير اليوم بطريقة فوضوية، دون الحديث عن الذين يمارسون هذا النشاط ولا يحوزون حتى على المؤهل العلمي؛ لأن الغرض تجاري، موضحا أن هذا ما تم تسجيله من أخطاء بيداغوجية وعلمية دفع ضريبتها التلاميذ. وأشار إلى أن على مثل هؤلاء التريث؛ لأن أوت هو فترة يحق فيها للتلاميذ الابتعاد عن كل ما يتعلق بالتعليم والتعلم؛ حتى لا يكرهوا المدرسة والعملية التعليمية، مضيفا أن الأبناء بحاجة للراحة، واللعب، والنوم، وبالتالي وجب توعية الأولياء بالتريث، ودعم أبنائهم نفسيا، ومنحهم الوقت الكافي للاستمتاع بالعطلة" . كما لفت إلى أن الوقت المثالي للتفكير في كل ما يتعلق بالعملية التعليمية، يكون قبيل الدخول المدرسي، أو بعد انطلاقه.
وفي الختام أكد شعبان: " كلما ارتاح التلميذ خلال العطلة كان أداؤه أفضل خلال الموسم الدراسي ".