إقبال كبير على مضايق الشفة بالبليدة

قردة "الماغو" تصنع الفرجة

قردة "الماغو" تصنع الفرجة
  • القراءات: 577
رشيدة بلال رشيدة بلال

يشكّل منبع القردة الواقع بمضايق جبال الشفة على الطريق الوطني الرابط بين ولايتي البليدة والمدية، منطقة جذب سياحية بامتياز؛ حيث تشهد إقبالا كبيرا من العائلات والزوّار على مدار السنة، وتحديدا في فصل الصيف؛ بحثا عن الهدوء والهواء العليل، وهروبا من حرّ الصيف؛ لما توفّره المنطقة من جوّ منعش بفعل الجبال التي تغطيها أشجار وغطاء نباتي كثيف. ولعلّ أهم ما يجذب إليها العائلات أيضا، قردة "الماغو" ، التي ألِفت على مدار سنوات، الزوّار، فأصبحت هي الأخرى، تنتظرهم؛ أملا في الحصول على بعض الطعام.

تقع مضايق الشفة بين جبال الأطلس البليدي وجبال ولاية المدية. وأهم ما يميّزها وجود شلالات مائية عذبة يزيد تدفقها خلال موسم الشتاء. أما في فصل الصيف وبفعل الحرارة المرتفعة، فتجف أغلبها، بينما تبقى بعض الينابيع المائية المتدفقة، التي يتوقف الزوار عندها من أجل الشرب، وتعبئة ما أمكن من الماء العذب البارد. أضف إلى ذلك، فإنّ أهم ما يميز مضيق شفة أو منبع القردة، كونه فضاء طبيعيا خلابا بالنظر إلى اخضراره الدائم؛ حيث تغطي الأشجار والغطاء النباتي الجبال؛ ما يجعله موطنا خصبا للقردة التي تكاثرت بشكل ملفت للانتباه بالنظر إلى أعدادها الكبيرة، التي حوّلت منبع القردة إلى شبه حديقة مفتوحة، تتجوّل فيها بكل حرية.
ولعلّ هذا ما أكسب المنطقة شهرة تخطّت حدود الولاية والوطن؛ حيث أصبح التوافد على منبع القردة كبيرا على مدار السنة، خاصة خلال فصل الصيف، وهو ما أكده لـ«المساء" بعض الباعة الموسميين، من الذين استغلوا شهرة المكان للترويج لنشاطاتهم التي يتم تكييفها حسب المواسم؛ فمثلا، على حدّ قول أحدهم، يتم خلال فصل الصيف بيع الذرة المشوية، والتين الشوكي، وبعض الفواكه الموسمية مثل التين والعنب؛ حيث يزداد الإقبال على منبع القردة خلال الفترة المسائية. وتفضّل بعض العائلات المكوث بالمنطقة لساعات من أجل الاستمتاع ببرودة الطقس، خاصة الوافدين من ولاية البليدة التي تعرف خلال هذه السنة حرارة كبيرة.

قرود "الماغو" ألِفت الزوّار وصادقتهم

الملفت للانتباه وأنت تزور منبع القردة، الصداقة التي تكوّنت بين القرود والزوّار؛ حيث تجدها تقترب من الكثيرين دون خوف، للحصول على الطعام، بل وأكثر من هذا، أصبحت صديقة مع بعض الزوّار؛ حيث تحاول اللعب معهم، والقفز من حولهم،. ورغم أنّ إعطاء الطعام، حسب ما أكد محافظ الغابات محمد مقدم في تصريح سابق لـ"المساء"، "ممنوع بالنظر إلى عدد من الأسباب، أهمها الأمراض التي تصيب القردة من إسهال، وبدانة، وتسوّس الأسنان، خاصة أن غلب الأطعمة عبارة عن حلويات، وكذا تغير سلوك القردة، التي أصبحت تبحث عن الزوّار من أجل الحصول على الطعام عوض البحث عنه"، إلاّ أن كل الزوّار يحبون إطعام القردة من منطلق أنها الطريقة الوحيدة لجلبها، والتقاط صور معها، أو من أجل تمكين الأطفال الصغار من مشاهدتها عن قرب.

المواطن البليدي يروّج  للسياحة المحلية

يساهم المواطن البليدي عن غير قصد منه، بطريقة أو بأخرى، في الترويج لمختلف الفضاءات السياحية لولايته، وهو ما وقفت عليه "المساء" من خلال احتكاكها ببعض العائلات المتوافدة على المنطقة؛ حيث يرافق أرباب الأسر ضيوفهم إلى منبع القردة لاكتشاف جمال المكان، والاستمتاع بمنظر القردة، وتذوّق المياه المعدنية العذبة المتفجّرة من بعض الينابيع، وهو ما جاء على لسان زائر من سعيدة، قال إنّه جاء لزيارة عائلته بالبليدة، فاختار له أن يزور منبع القردة الذي انبهر بجماله الطبيعي، وشكل القردة وهي تقفز بين الأشجار وترحّب بالزوّار، معلقا أنه لأول مرة يرى قردا أمامه، فيما اختارت مغتربة من فرنسا جاءت لزيارة أهلها بولاية البليدة، زيارة منبع القردة بالشفة؛ لكثرة ما سمعت عن جماله، وطبيعته الخلابة.
وإذا كان المواطن البليدي يروّج للسياحة المحلية، فإن الرحلات السياحية المنظمة بين الولايات، هي الأخرى تلعب دورا كبيرا أيضا في الترويج لمختلف الفضاءات السياحية بالولاية. وفي العادة نجد أن الوكالات السياحية تفضّل تنظيم الخرجات إلى الولايات السياحية، لكن يبدو أن البعض يفضل اكتشاف الفضاءات الغابية؛ حيث يعرف منبع القردة بالشفة، توافد أعداد كبيرة من الحافلات السياحية من مختلف الولايات؛ على غرار بومرداس، والجزائر العاصمة، وتيبازة، وعين الدفلى؛ من أجل الاستمتاع بجمال المكان، وروعة مناظره الطبيعية.