رغم تراجع موجة الحر

سهرات بالشريعة إلى مطلع الفجر

سهرات بالشريعة إلى مطلع الفجر
  • القراءات: 533
رشيدة بلال رشيدة بلال

لاتزال الحظيرة الوطنية للشريعة تستقبل أعدادا كبيرة من الزوار من كل ولايات الوطن؛ حيث تتحول ساحة البلدية إلى فضاء مفتوح، تجتمع فيه العائلات حول مائدة العشاء، أو للاستمتاع بكؤوس الشاي والمثلجات، بينما يلعب الأطفال مختلف الألعاب الترفيهية التي تم تنصيبها في المكان. ويمتد السهر إلى غاية الساعات الأولى من الصباح، وسط تكييف طبيعي، صنعه الغطاء النباتي الذي تنفرد به غابات الشريعة.

كما هو معروف، فإن الحظيرة الوطنية للشريعة تُعرف بجوها المنعش والرطب بالنظر إلى توفرها على غطاء نباتي كثيف، وأشجار متنوعة أهمها أشجار البلوط والأرز النادرة، والتي تؤمّن لمرتادي مرتفعات الشريعة التمتع بتكييف طبيعي طيلة اليوم؛ الأمر الذي جعلها مقصدا سياحيا هاما، وقِبلة مفضلة لعشاق الطبيعة، تجلب إليها منذ بداية الصائفة، أعدادا كبيرة من الزوار.
ويمثل سكان ولاية البليدة الزوار الدائمين الذين يفرون إليها هروبا من الحرارة الشديدة التي عرفتها ولاية البليدة في الأيام الأخيرة التي تُعرف "بالصمايم" على غرار باقي ولايات الوطن؛ الأمر الذي جعل الحظيرة الوطنية للشريعة تكتظ عن آخرها، وهو ما وقفت عليه "المساء" بساحة بلدية الشريعة، التي يصعب الحصول فيها على مكان للجلوس؛ بسبب التواجد المكثف للعائلات والشباب.
وقد بادرت مصالح البلدية بتهيئة الساحة بعدد من الكراسي والطاولات إلى جانب فضاءات للعب الأطفال، بينما تكفل بعض الباعة الموسميين بتأمين ما يلزم من وجبات سريعة وأخرى باردة. وبحكم الحرارة الكبيرة وتوفر الأجواء الملائمة للسهر، فضلا عن انتشار عناصر الأمن، كلها عوامل جعلت الوافد على الحظيرة الوطنية للشريعة، يمضى فيها وقتا طويلا للاستمتاع بما توفر من أجواء منعشة، ومناظر خلابة.
وبشهادة بعض العائلات من سكان ولاية البليدة، فإن الحرارة الشديدة جعلتهم لا يعودون أدراجهم إلى منازلهم إلا في وقت متأخر من الليل؛ للاستمتاع ببرودة الطقس في الشريعة، وبالمناظر الطبيعية الخلابة، معربين عن أسفهم لتوقف المصعد الهوائي الذي عرقل تواجدهم في الشريعة، وجعلها محصورة في من يملكون سيارة؛ كون الحافلات تتوقف عن الخدمة في وقت مبكر.
وحسب رئيس البلدية سمير السماعيلية، فإن بلدية الشريعة شهدت خلال هذه الصائفة، تدفقا كبيرا عليها بسبب موجة الحر، موضحا: "كما هو معروف، فإن درجة الحرارة تكون منخفضة بالمرتفعات؛ الأمر الذي جعل التوافد كبيرا عليها، خاصة خلال الفترة المسائية" ، مشيرا إلى أن مختلف فضاءات الراحة وتلك المخصصة للعب الأطفال، فضلا عن توفير الأمن والأمان، شكلت، هي الأخرى، عنصر جذب لكل الزوار، وجعل البعض يفضل التواجد فيها إلى وقت متأخر من الليل.
من جهة أخرى، أوضح المتحدث أنه كان يُفترض أن يتم إحياء سهرات وليالي الشريعة بتنظيم حفلات غنائية بالتنسيق مع مديرية الثقافة. غير أن الوضع في قطاع غزة وما يحدث من حالات تقتيل وحرب إبادة، جعل مصالح البلدية تتضامن مع القضية الفلسطينية. ويقتصر إحياء ليالي الشريعة على توفير فضاءات الراحة، والمساحات المخصصة لجلوس العائلات.
وفي الختام قال: "مع هذا فإن الإقبال كبير؛ ما يعكس المكانة التي تحظى بها المنطقة، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ إذ تشهد تدفقا غير مسبوق، فقط، للجلوس، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، والأجواء المنعشة".