المفتش العام لوزارة الثقافة والفنون ميسوم لعروسي لـ"المساء":

مدوّنة المهن الفنية قرار قابل للتحيين

مدوّنة المهن الفنية قرار قابل للتحيين
المفتش العام لوزارة الثقافة والفنون ميسوم لعروسي
  • القراءات: 637
دليلة مالك دليلة مالك

❊ ليس من أجل شخص واحد يتم إدراج مهن الناقد السينمائي أو المسرحي

 ❊ القائمة تصدر لأوّل مرة بشكل رسمي في تاريخ الجزائر

❊ واقع ممارسة النقد السينمائي والمسرحي في الجزائر ضعيف جدا

أسفر صدور مدوّنة المهن الفنية في العدد 54  المؤرخ في 8 اوت الجاري من الجريدة الرسمية، حالة من الاستياء، لعدم وجود بعض المهن في هذه القائمة التي تضمّ  222 مهنة، ونشرت أوّل أمس، على الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة والفنون في "الفايسبوك"، ويتعلّق الأمر بالنقد السينمائي والنقد المسرحي على وجه التحديد.

في هذا الشأن، صرح المفتش العام لوزارة الثقافة والفنون ميسوم لعروسي لـ«المساء" أنّه يمكن لمثيري هذه النقطة أن يكونوا على صواب، كما يمكن تدارك الأمر، ذلك أنّ القرار قابل للتحيين، بقرار وزاري فقط، رغم ذلك تأسّف المتحدث لعدم تثمين صدور هذه المدوّنة من قبل جموع الفنانين والمثقفين، فهذه الوثيقة من شأنها أن تحمي هذه المهن وتطوّرها، وهي القائمة التي تصدر لأوّل مرة بشكل رسمي، في تاريخ الجزائر، ويمكنها المساهمة في مجالات أخرى، على غرار السجل التجاري، والمقاول الذاتي وغيرها.
وأكّد المتحدّث أنّ المهن الفنية الموجودة في المدونة قابلة للتحيين، منها التي يمكن أن تزول ومنها الجديدة المستحدثة، المهم أن تستوفي شرط الممارسة والإبداع، الذي يندرج على ضوء قانون الفنان، مشيرا إلى أنّ هذه المدوّنة وضعت بالمشاورة مع شركاء من فنانين وأكاديميين وممارسين.
وبالعودة إلى موضوع عدم ذكر مهنة الناقد السينمائي أو الناقد المسرحي في المدونة، وصف لعروسي أنّ ردود الفعل التي لمسها بـ«الجميلة"، وقال إنّها بدأت مع كاتب أدبي في الأساس، الذي أثار هذه الملاحظة، وهو مشكور على ذلك، لكن واقع الممارسة لهذه المهنة في الجزائر ضعيفة جدا، وبالتالي لا يمكن خلق هذه المهنة من أجل شخص واحد، وجدّد تذكيره بإمكانية تحيين هذه المدونة سنويا بقرار وزاري، مؤكّدا أنّه تم إبقاء هذه المدوّنة الرسمية على شكل قرار وزاري ليتمتّع بالسلاسة والليونة في التعديل والتحيين.
وقال لعروسي أيضا إنّه رغم أنّ تخصّصه في الفنون هو "المسرح" لكنّه لم يدرج النقد المسرحي كمهنة، ذلك أنّه لا يوجد فعلا ممارسين له في الواقع، وتابع "إن كان يجدر بنا إضافة مهنة الناقد المسرحي في المدونة فالأولى بها الصحافيون الذين يتابعون ويكتبون بشكل مستمر في هذا المجال".
وذهب البعض لاعتبار هذه المدوّنة مجحفة في حقّ ممتهني النقد المسرحي والسينمائي، رغم أنّ المدوّنة ليست وثيقة مرسوم لا يمكن مراجعته، بل هو قرار قابل للإثراء، إذ في الوقت الذي أكّد البعض فيه أنّ النقد المسرحي تخصّص مهني يدرس، يتسأل المنطق أين هم، من هم ممارسوه وأين يكتبون أو يذيعون نقدهم المسرحي؟ والأمر نفسه بالنسبة للناقد السينمائي.
أبعد من ذلك، تضمّنت هذه المدونة 222 مهنة، تغطي تسعة مجالات فنية، وهي مهن الفنون الأدبية، مهن الفنون المسرحية، مهن فنون العرض، مهن الفنون الموسيقية، مهن الفنون الكوريغرافية، مهن الفنون البصرية، مهن الفنون السينماتوغرافية والسمعي البصري، مهن فنون الشارع ومهن الفنون الرقمية، وبالتالي كلّ هذه المجالات من المفروض أن تضمّ ناقدا متخصّصا، فبالتالي كان من الواجب رصد مهن الناقد الموسيقي، والناقد التشكيلي وغيرهما، وليس فقط الناقدان المسرحي والسينمائي.   
وقد أفضت المدوّنة بوجود مهنة الناقد الأدبي ضمن نوع مهن الفنون الأدبية، وهي المهنة الفنية الأكثر ممارسة في المشهد الثقافي والفني الجزائري، عكس المهن الفنية الأخرى، والقصد هنا الناقد المسرحي والناقد السينمائي، وإن وجدوا فهم قليلون مع التحفّظ لشكل ومضمون ممارستهم، وفقا للمفتش العام لوزارة الثقافة والفنون.
أما المهن الفنية الأخرى، فلا نكاد نرى نقدا في الموسيقى مثلا، والأمر عينه بالنسبة للفن التشكيلي، ولا قراءات في الكوريغرافيا، أو فنون الشارع على سبيل الذكر، حتى أنّنا لم نواكب الفنون الحديثة، مثل الفنون الرقمية، بالنقد والتحليل.