الكاتب والقاص جمال فوغالي لـ"المساء":

أعمل على جمع تجربتي لعرضها في "سيلا 2024"

أعمل على جمع تجربتي لعرضها في "سيلا 2024"
  • القراءات: 731
حاورته: حنان. س حاورته: حنان. س

يكشف الكاتب والقاص جمالي فوغالي في هذا الحوار، عن خطوة إقدامه على نشر عدد من النصوص في الأدب والشعر؛ تحضيرا للمشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب "سيلا 2024" ؛ إذ كانت له مؤخرا اتصالات بعدد من دور النشر؛ من أجل جمع ونشر إبداعاته.
وفي المقابل، كشف فوغالي الذي التقته "المساء" مؤخرا في عنابة، عن عمله الجاري لكتابة مذكراته التي ضمَّنها تجربته الشخصية؛ سواء المهنية في مجال التدريس، أو التسيير، وكذا الأدبية في الشعر، وفي النثر أيضا.

❊ عرفنا الأستاذ جمال فوغالي مديرا للثقافة في ولاية بومرداس، وقد تقلد قبلها وبعدها مناصب كثيرة؛ فأين هو اليوم لا سيما من الكتابة والإبداع؟

❊ لم أغِب عن الكتابة والإبداع قطُّ؛ فأنا أَعدُّه ملاذي. وإني أجد نفسي بين طيات الكتب؛ من أدب، وشعر، وفلسفة، ونقد، حتى في خضم مسؤوليات كثيرة؛ سواء في مجال التدريس، أو في مجال التسيير كمدير للثقافة بولايات معسكر وقسنطينة وبومرداس، ثم مديراً للكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة، لأغادر، بعدها، إلى التقاعد.
ولأكون صريحا، فإني حريص على القراءة والمطالعة ولو متأخرا؛ فلا أذكر أني نمت ليلة قبل أن أقرأ ولو بضع صفحات وإن تأخر الوقت إلى ما بعد منتصف الليل، تلك عادتي وديدني الذي لم أفارقه قط؛ فما بالك الآن ولي متسع من الوقت أقضيه بين رفوف مكتبتي التي تؤم مئات الكتب، أسعى بينها وبين أسماء الكتّاب والمؤلفين والروائيين والشعراء؛ سواء من مبدعينا أو الكتّاب من العالمين العربي والغربي على السواء.
اليوم أجد نفسي متفرغا للإبداع في حرية رائعة واستثنائية. وأكثر ما أجد نفسي مبدعا هنا في المكان الذي أحبه وأسكنه في نفسي؛ المكانة اللائقة به. وأسميه أنا "الكور المجيد" بمدينة بونة الجميلة. هو مكان يحفظ الذاكرة والتاريخ والطفولة والصبا..وإلى اليوم مايزال هذا المكان يسعني ويسع طموحاتي وآمالي وذاكرتي الأولى. وأنا هنا مع جدي. والبيت قريب من المدينة العتيقة. ولي من هذه الذاكرة كل تلك النصوص التي كتبت، ومازلت أكتبها من حين إلى حين. وأعيّنها للناس عبر صفحتي على موقع التواصل "فيسبوك"، والتي أراها صفحة أدبية خالصة لوجه الأدب ولا شيء سواه.

❊ ليس من السهل أن يجتمع الإبداع والتسيير معا؛ فكيف تقيّمون مسيرتكم؟ وهل أثرت الإدارة والتسيير في كتاباتكم؟

❊ ظللت أنا.. أحفظ هنا وصية جدي الذي قال لي يوما، "عليك أن تنظر في مرآة ذاتك؛ فلا تغير في نفسك شيئا".
بدأت مسيرتي في التعليم في الطورين المتوسط ثم الثانوي لسنوات، إلى أن أصبحت أستاذا مشاركا في الجامعة، ثم ملحقا بالإدارة مكلفاً بالثقافة والإعلام بديوان ولاية عنابة. بعدها تقلدت منصب مدير الثقافة في عدة ولايات إلى أن رُقيت إلى منصب مدير دائرة الكتاب بوزراة الثقافة. وإني بذلك قد نلت ما طمحت إليه، شاكرا لبلدي أن وضع فيَّ هذه الثقة الكبيرة؛ حيث سيرتُ بما ينبغي للتسيير أن يكون، وإن كانت هناك أخطاء أو تقصير فلم يكن عن قصد. وكنت أرى دم أبي شهيد هذا الوطن والذي لا نملك لا صورة له ولا نعرف له قبرا، في كل محطة من محطات حياتي؛ لذلك أراني اليوم سعيدا بكل ما وصلت إليه.
أما الإبداع فإني لم أغب عنه مطلقا؛ سواء في القصة، أو النصوص المفتوحة على الشعر، والنقد، والدراسات، والترجمات. وإني أرى نفسي متشبثاً بالحياةِ وبالكتابة، مقيماً في بهائهما معاً.

❊ نحن نتابع تلك الكتابات، ونتساءل إن كنتم ستجمعونها في إصدار واحد أو في كتب أو مجموعات شعرية؟

❊ في الحقيقة هناك مشروع أدبي من هذا النحو؛ حيث اتصل بي مؤخرا الكثير من أصدقائي من أصحاب دور النشر، على أن أدفع إليهم هذه النصوص لكي تصدر؛ استعدادا لمعرض الجزائر الدولي للكتاب "سيلا 2024". وأعمل حاليا على جمعها ونشرها لكي أقدمها عربون وفاء لمن يتابعني عبر صفحتي على فايسبوك أو من يقرأ أعمالي؛ إذن نقول نعم، ستُجمع كل تلك النصوص، وستصدر على شكل مجموعة من الكتب، سأسعد كثيرا بأن أقدّمها بما يليق بهذه النصوص، لكل هؤلاء.
كما سأكون حاضرا في "سيلا 2024" للاطلاع أيضا على الجديد في كل ضروب الفن والأدب. وأراه فرصة ثمينة لشراء العديد من الكتب التي تناسب ذوقي في الفلسلفة والنقد والأدب والروايات والشعر. وأصدقك القول إني من أكثر الناس قراءة للشعر. وتجيء الرواية بعده، ثم النصوص القصصية في المقام الثالث.

❊ ونحن اعتدنا على قراءة جمال فوغالي شعرا؛ فمتى نقرؤه نثرا أو نصاً؟

❊ أنا في الحقيقة أكتب النص، ولكن الشعر يظل الأقرب إليّ. وكل النصوص التي سيتم نشرها قريبا تزاوج بين ما هو نثري وشعري، ويتداخل بعضه ببعضه ليقول الحياة. ولي من القصة القصيرة: "احْبارة، موتة الرجل الأخيرة، أزمنة المسخ الآتية، أحلام أزمنة الدَّمِ" . وفي النصوص "دم الذاكرة، مجد الأمكنة، كتاب الأحبة، كتاب الأشواق" وغيرها.
ولكني أقرب ما أكون إلى الشعر؛ ذلك لأني أرى الحياة شعرا.. وأنا أقول الشعر تبعا لذاكرة المكان، وجمالية اللقاءات، وكله يصاغ في عفوية تامة. وتبقى مدينة بونة بالنسبة لي، منطلقا لقول شعر بديع في الأولين والآخرين؛ ذلك لأن علاقاتنا الإنسانية كلها إبداع للشعر. وما قاله أجدادنا سواء ما كان أبجديا مُقفى في اللغة والمجاز، أو في الاستعارات وغيرها، كل هذه العلاقات تمنحنا القدرة على أن نكون بشرا أسوياء، وهو ما أقوله شعرا.

❊ الكثير من الكتّاب يجمعون عصارة مسارهم على شكل مذكرات؛ فهل فكرتم في هذه الخطوة؟

❊ نعم صحيح، أفكر في ذلك. وإني أرى المذكرات، في النهاية، عصارة مراحل عمرية كثيرة مررت بها؛ فطوال مسيرتي المهنية تقلدت مثلما ذكرت، عدة مناصب ومسؤوليات متعددة. كما تملأني علاقات إنسانية كثيرة. وهناك الكثير من الأصدقاء والزملاء من يحثني على كتابة هذه المذكرات بالطريقة الشعرية التي عرفوني بها. وأطمح لأن أكتب هذه المذكرات بالطريقة التي تناسبني؛ حتى تكون عالية المعنى لا سيما بشعريتها.