"خامسة، بئر النسيان" في العاصمة ووهران وقسنطينة

أوّل فيلم تحريك طويل جزائري يدخل قاعات السينما

أوّل فيلم تحريك طويل جزائري يدخل قاعات السينما
  • القراءات: 811
دليلة مالك دليلة مالك

دخل أوّل فيلم تحريك طويل جزائري، الموسوم بـ«خامسة، بئر النسيان"، منذ الجمعة المنصرم، إلى قاعات السينما وهي "ابن زيدون"، "ابن خلدون"،" كوسموس"، وفي المركز التجاري "غاردن سيتي" في الجزائر العاصمة، "سيني غولد" بالمركز التجاري "السانية" و«أ زاد" في وهران وقاعة "أحمد باي زينيت" في قسنطينة.
هذا العمل، الذي أخرجه خالد شهاب وأنتجته شركة Production Clik-D  يمثّل نقلة نوعية في مجال الرسوم المتحركة في الجزائر ويعكس التقدّم الملحوظ في صناعة السينما الجزائري، تدور أحداث "خامسة، بئر النسيان" في عالم خيالي وعميق، حيث نتابع مغامرات صبي صغير يُدعى "آدي"، حسب ملف صحفي عن الجهة المنتجة، تحصّلت "المساء" على نسخة منه.
يستعيد "آدي" وعيه في بئر مظلم وعميق، ويكتشف أنّه يعاني من فقدان الذاكرة. بدافع من فضوله، يتبع "خامسة"، وهو مخلوق طائر غريب، نحو "بئر النسيان"؛ مبنى عملاق تحت الأرض تحرسه "تيدار"، السيدة المسؤولة عن هذا المكان الغامض.
من خلال محاولته لاستعادة ذكرياته، يكتشف "آدي" أنّ "باب النسيان" يحجز خلفه كلّ الذكريات المنسية، وأنه يجب عليه عبور هذا الباب لاستعادة هويته وذكرياته، يواجه "آدي" تحديات كبيرة خلال رحلته، حيث يكتشف أسراراً مظلمة عن هويته وطبيعة المخلوقات التي ترافقه. تدور القصة حول مسألة الهوية والذاكرة، وتستعرض التحديات التي يواجهها البطل في رحلته لاستعادة ماضيه.
آدي الشخصية الرئيسية في الفيلم، طفل بريء ومطيع يجد نفسه في بيئة غير مألوفة وصعبة، تعكس رحلته الداخلية صراعاته الخارجية، حيث يبحث عن ذكرياته وهويته في عالم مليء بالتحديات. وتيدار الوصية على "بئر النسيان"، تجسّد شخصية الأم ورمز السلطة في حياة "آدي". تلعب دوراً محورياً في توجيه "آدي" خلال رحلته.
أما "خامسة" فهو مخلوق طائر صامت ومليء بالطاقة، يرافق "آدي" ويكون مرشده خلال مغامرته في "بئر النسيان"، شخصيتها الغامضة تعزّز طابع الفيلم السحري والمليء بالأسرار.
يستمد "خامسة، بئر النسيان" إلهامه من التراث الأمازيغي والشمال إفريقي، ويشير إلى الحكايات القديمة التي تجمع بين الوحوش والغيلان والطقوس التقليدية. يتجسّد الإلهام أيضاً في العناصر البصرية والفنية، مثل الأقنعة والأزياء التقليدية، التي تعكس جماليات إفريقيا والصحراء.
العمل يستعير أيضاً من مصادر عالمية شهيرة، مثل فيلم "Angel’s Egg" (Mamoru Oshii) ولعبة "Bloodborne" (Hidetaka Miyazaki)، ما يعزّز طابعه الفريد ويعكس التأثيرات العالمية التي شكلت رؤيته الفنية. يطمح الفيلم إلى تقديم تجربة سينمائية تأسر المشاهدين وتدعوهم للتأمل في موضوعات الهوية والذاكرة.
تأسّست شركة Production Clik-D في الجزائر العاصمة عام 2005، وهي متخصّصة في إنتاج المحتوى السمعي البصري. بعد نجاحها في إنتاج أفلام قصيرة، أطلقت الشركة "خامسة، بئر النسيان" كأوّل فيلم تحريك طويل جزائري.
الفيلم استغرق عدّة سنوات في تطويره، إذ استخدم الفريق تقنيات متقدّمة في الرسوم المتحركة لخلق عالم خيالي غنيّ بالتفاصيل، تم تعزيز الفيلم بموسيقى تأليف طوبياس ليليا، الذي ساهم في خلق الجوّ الصوتي الفريد الذي يعزّز تجربة المشاهدة.
في حوار حصري مع المخرج خالد شهاب يكشف عن رؤيته وتجربته في صناعة الفيلم "كان لديّ دائماً ميل للتعبير من خلال الصور، والسينما توفر وسيلة غنية لسرد القصص. أفلام الرسوم المتحركة تسمح لنا بخلق عوالم خيالية غير محدودة. فيلم خامسة، بئر النسيان يمثل رحلة استكشافية في عالم مليء بالأسرار والتحديات، ويعكس تأثيرات واسعة من ثقافات مختلفة" ويضيف "بدأنا العمل على الفيلم بعد تلقي دعوة للمشاركة في حدث بيهانس، حيث قرّرنا تطوير فكرة الفيلم القصير إلى مشروع فيلم طويل. التحديات التي وجهناها في بناء العالم المرئي للفيلم كانت كبيرة، ولكننا سعينا لدمج عناصر من التراث الأمازيغي مع إلهام عالمي لخلق تجربة فريدة".
«خامسة، بئر النسيان" يمثل إنجازاً هاماً في تاريخ السينما الجزائرية، ويعكس الجهود المبذولة في تطوير صناعة الرسوم المتحركة وتعزيز الثقافة الفنية في المنطقة.