تنظمه جامعة باتنة يوم 14 أكتوبر

ملتقى وطني حول السينما التاريخية الجزائرية

ملتقى وطني حول السينما التاريخية الجزائرية
  • 977
 دليلة مالك دليلة مالك

تنظم فرقة بحث تحليل الأفلام في العصر الرقمي، عن مخبر بحث الدراسات الثقافية والإنسانيات الرقمية لكلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية التابع لجامعة الحاج لخضر باتنة، ملتقى وطنيا حضوريا افتراضيا، عنوانه " السينما التاريخية الجزائرية، المسارات الثورية، الأبعاد الثقافية، والتوجهات الإخراجية "، يوم 14 أكتوبر 2024.
ووفقا لديباجة الملتقى، تُعد السينما التاريخية الجزائرية أداة مهمة لاستحضار الماضي الوطني. وقد أولت اهتماما كبيرا بالتاريخ الثوري، لا سيما الثورة التحريرية التي انطلقت عام 1954.
ورغم أن الأفلام الثورية تُعد البارزة ضمن الأفلام التاريخية الجزائرية، إلا أنها تبقى قليلة نسبيا مقارنة بعظم المعاناة التي شهدها الشعب الجزائري.
وقد ركزت معظم هذه الأفلام على الصراع المسلح خلال فترة الثورة التحريرية، متجاهلة معاناة الجزائريين المستمرة منذ الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830.
كما أغفلت فترات أخرى مهمة من المقاومة الشعبية التي بدأت منذ فجر الاحتلال، والتي أسست لانطلاق الثورة التحريرية. إن الاهتمام الكبير بالمسار الثوري في السينما الجزائرية يعود إلى ضخامة التحدي الاستعماري الذي واجهه الشعب الجزائري؛ حيث عمل الاستعمار الفرنسي بشكل ممنهج، على مسخ الهوية الثقافية والحضارية للجزائريين، محاولا نزع أي معالم تشير إلى هويتهم الوطنية.
وفي هذا السياق، كانت الأفلام التي ركزت على الثورة التحريرية، تهدف إلى استعادة الكرامة الوطنية، وتعزيز الروح الجماعية؛ من خلال تسليط الضوء على الأعمال البطولية للجزائريين في مواجهة استعمار مدجج بالإمكانيات الحربية والتقنية.
ولم يكن هذا التركيز مجرد اختيار سينمائي، بل كان استجابة طبيعية لمرحلة تاريخية، تطلبت إعادة بناء الهوية الوطنية في مواجهة آثار الاستعمار. فبعد الاستقلال كان من الضروري تعزيز الذاكرة الجماعية؛ من خلال تصوير البطولات والمقاومة، وهو ما يفسر إلى حد كبير، لماذا كانت معظم الأفلام التاريخية تركز على النضال المسلح ضد الاستعمار.
وجاء في الديباجة أيضا: " نسجل أن التركيز على البعد الثوري على أهميته، أدى إلى إغفال جوانب أخرى من التاريخ الثقافي الجزائري" ؛ إذ إن الجزائر تمتلك تاريخا غنيا ومتعدد الأبعاد، يتضمن تراثا ثقافيا وحضاريا عميقا يمتد عبر قرون من التفاعل الحضاري، بما في ذلك الفنون والآداب، والعادات والتقاليد، والتنوع اللغوي. فالثقافة الجزائرية تمتد عبر آلاف السنين، وتشمل مزيجا من التأثيرات البربرية، والعربية، والإسلامية والإفريقية والأوروبية، إلا أن السينما التاريخية الجزائرية لم تعكس بعمق هذا التنوع الثقافي، بل ركزت، بشكل كبير، على البعد الثوري، وهذا يشير إلى وجود فجوة بين التاريخ الثقافي الغني ومتعدد الأبعاد للأمة الجزائرية، وبين ما يتم تقديمه على الشاشة؛ فهل بالإمكان استغلال السينما التاريخية كأداة لإبراز التراث الثقافي والحضاري للجزائر؟ وكيف يمكن السينمائيين تسليط الضوء على الجوانب الثقافية المختلفة؛ من خلال أفلام تاريخية تمثل الفترات الزمنية المختلفة؟ وماهي التحديات التي تعوق إبراز هذه الجوانب في الإنتاج السينمائي؟
أما على صعيد التوجهات الإخراجية، فهناك ميل من العديد من المخرجين إلى التركيز على البطولة والمقاومة في إطار الثورة التحريرية، وهو توجه يستند إلى ضرورة تعزيز الروح الوطنية. لكن هذا الميل قد يؤدي أحيانا، إلى إغفال تقديم تنوع الروايات التاريخية الأخرى، وخاصة تلك المتعلقة بالثقافة الشعبية، والحياة اليومية، والتفاعل الاجتماعي عبر العصور.
كيف يمكن المخرجين المعاصرين إعادة توجيه السينما التاريخية لتكون أكثر تنوعا في تناولها تاريخ الجزائر؟ وكيف يمكنهم استغلال الأدوات الإخراجية الحديثة والتقنيات السينمائية المتقدمة، لتقديم رؤى جديدة ومبتكرة حول تاريخ الجزائر الثقافي، دون التخلي عن الرمزية والقيم الوطنية التي تعكسها الأفلام الثورية؟.