في حفل افتتاح الألعاب البارالمبية

صفية جلال ومحمد برحال يحملان العلم الجزائري بباريس

صفية جلال ومحمد برحال يحملان العلم الجزائري بباريس
  • القراءات: 621
 فروجة. ن فروجة. ن

سيكون الرياضيان صفية جلال ومحمد برحال حاملي العلم الجزائري في حفل افتتاح الألعاب البارالمبية في دورتها 17 بالعاصمة الفرنسية باريس، المقررة ما بين 28 أوت و8 سبتمبر القادم، حسبما عُلم من الوفد الجزائري، الذي أفاد بأن هذا القرار تم اتخاذه بالإجماع، خلال الاجتماع التقني الذي كان بالقرية البارالمبية.
وفي هذا الشأن، أوضح رئيس الوفد سيد أحمد العسري قائلا: "جلال وبرحال من أحسن رياضيّينا.. فسجلّهما ثري، ومشوارهما بالألعاب البارالمبية حافل. ومن المنطقي أن يتم تعيينهما حاملَي العلم الجزائري في النسخة 17  للألعاب. ويستحقان، عن جدارة، هذا الشرف".
واستهلت صفية جلال مشوارها في رياضة ذوي الهمم، عام 1998 قبل أن تصبح رياضية دولية عام 2002؛ حيث تُوجت بميدالية ذهبية في مونديال 2002 في رمي الرمح (ف 58/57)، لتنال بعد عامين، ميدالية ذهبية في برالمبياد أثينا (اليونان) في الرمح (ف 58-56)، بالإضافة إلى مرتبة سابعة في رمي الجلة (ف 58/56). كما احتلت المركز 13 في رمي الصحن (58/56).
وتُوجت جلال، أيضا، بميدالية ذهبية في رمي الرمح (58/56) وميدالية فضية في الجلة (ف 58) في مونديال2006، لكنها أخفقت في بارالمبياد 2008 في بكين، باحتلالها المركز الخامس في الرمح (ف58/56)، والصف التاسع في الجلة (ف 58/57). إلا أنها عادت بقوة بعد 3 سنوات بافتكاكها ميدالية فضية في الرمح (ف58/57) في مونديال 2011. ونفس الإنجاز في بارالمبياد 2012 بلندن، بحصولها على المرتبة الرابعة.
وفي مونديال فرنسا 2013، تُوجت باللقب العالمي في الرمح (ف 58/57)، بالإضافة إلى برونزية في الجلة (ف 57) عام 2017، ومرتبة رابعة في الصحن، وتاسعة في الجلة في بارالمبياد 2016 بريو.
وفي ألعاب طوكيو، تألقت بنت مدينة باتنة، باللقب البارالمبي في الجلة (ف 57)، ومرتبة خامسة في الصحن.
ومن جهته، بدأ محمد برحال (إعاقة حركية) والمنتمي لمولودية الجزائر، ممارسة الرياضة في تصنيف (ط/ف51)؛ حيث تُوج في مشواره بذهبية رمي الصحن (ف53/51)، وبرونزية (100م/ 51) في ألعاب لندن 2012. كما يتضمن سجله ميدالية فصية في سباق 200م (ط51) في ألعاب ريو عام 2016.
وعلى الصعيد العالمي، تُوج محمد برحال بثلاث ميداليات ذهبية الرمح (صحن)، ورقم قياسي عالمي في مونديال ليوم عام 2013، وبرونزية في سباق 100 م عام 2015 بالدوحة، وفضية سباق 200م في كوبي باليابان.

...سجلٌّ حافل بالإنجازات ينتظر التأكيد في باريس

بمجموع 85 ميدالية (27 ميدالية ذهبية و22 فضية و36 برونزية) في تاريخ مشاركاتها في الألعاب البارالمبية، ستكون رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة الجزائرية، حاضرة، مرة أخرى، في الألعاب بمناسبة باريس 2024، بفضل مجموعة من الرياضيين العازمين على مواصلة التألق والبروز، بإضافة المزيد من التتويجات إلى قائمة الإنجازات التاريخية، والإبقاء على المنحى التصاعدي في مثل هذه المواعيد.
وفي تاريخ مشاركات الجزائر في الألعاب البارالمبية، تبقى رياضة ألعاب القوى الاختصاص المتوج بأكبر عدد من الميداليات، بمجموع 75 ميدالية (23 ذهبية و22 فضية و30 برونزية)، يليه اختصاص الجيدو بـ9 ميداليات (4 ذهبيات و5 برونزيات)، ثم رفع الأثقال ببرونزية واحدة.
وكانت المشاركة الأولى للجزائر في الألعاب البارالمبية "بمثابة الاكتشاف" ببرشلونة 1992 في اختصاصين (ألعاب القوى وكرة الهدف)، تألق فيها العدّاء بشير زرقون بمرتبته السابعة في نهائي 1500 متر و800 متر، والسادسة في 5000 متر، بينما اكتفى فريق كرة الهدف بالمركز الثاني عشر والأخير.
وكانت طبعة إسبانيا التي شارك فيها 83 بلدا، فرصة للرياضيين الجزائريين لاختبار إمكانياتهم في المستوى العالي، في تجربة مفيدة جدا.
وفي ظهورها الثاني في أتلانتا (1996)، أكدت رياضة ذوي الهمم الجزائرية، تحسنها، ونالت ذهبيتين وفضيتين و3 برونزيات، محتلة المركز 40 من أصل 104 دولة.
وكانت الذهبيتان من نصيب المرحوم محمد علاك الأسطورة في سباق 100 متر و200 متر(ت36)، مع تحطيم رقمين عالميين (12ثا و03ج) و(24ثا و 32ج). وتبعه فوزي بلال (فضية في 5000 متر) وبرونزيتين (800 متر و1500 متر)، ويوسف بوجلطية (فضية في 400 متر)، وبشير زرقون (برونزية في 800 متر).
أما المشاركة الثالثة بسيدني (2000) فكانت أفضل بكثير؛ حيث احتلت الجزائر المركز 38 من مجموع 111 دولة، بفضل بطلها العالمي والبارالمبي الراحل محمد علاك، الذي فاز بمفرده بثلاث ذهبيات (200 متر و400 متر)، مع رقمين قياسيين عالميين جديدين (100 متر).. هذا الأداء المتميز والتاريخي حتى الآن سيدوَّن في سجلات رياضة ذوي الهمم العربية والإفريقية.

دورة أثينا 2004 .. الأكثر ثراء من حيث الذهب

وتَواصل هذا البروز التصاعدي في نتائج الجزائر بعد أربع سنوات في دورة أثينا (2004) التي كانت الأكثر ثراء من حيث الميداليات الذهبية. وبعشرين رياضيا في ثلاثة اختصاصات (ألعاب القوى، الجيدو والحمل بالقوة) تركت رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة الجزائرية بصمتها مرة أخرى؛ حيث فازت بـ 13 ميدالية (6 ذهبيات، فضيتان و5 برونزيات)، محتلة المركز 25 من أصل 135 دولة.
وشهد الحدث في المدينة اليونانية العريقة، بروز مواهب جديدة؛ على غرار سمير نويوة (ذهبيتان في 1500 متر و5000 متر وفضية في 800 متر)، ونين مسعود (الجيدو ) الذي أصبح أول بطل إفريقي وعربي في الجودو البارالمبي، بالإضافة إلى كريم بتينة (ذهبية في رمي الجلة + رقم قياسي عالمي 7. 64 مترا)، وبرونزية منافسة الصولجان، وصفية جلال (ذهبية في رمي الرمح + رقم قياسي عالمي 30.90 مترًا)، ونادية مجمج (ذهبية في رمي الجلة + رقم قياسي عالمي 9.79 مترا).
وتَواصل مشوار رياضة ذوي الهمم الجيد بمناسبة دورة بكين عام 2008؛ حيث حصدت الجزائر 15 ميدالية (4 ذهبيات و3 فضيات و8 برونزيات)، واحتلت المركز 31 من أصل 76 دولة مصنفة.
وكان لمولود نورة وسيد علي العمري (الجيدو) وكريم بتينة وكمال كرجنة (ألعاب القوى)، شرف إهداء بلدهم الذهب في دورة تم فيها اعتماد الإدماج بين الأصناف لأول مرة، وهو ما لم يخدم العديد من الرياضيين. كما شهدت هذه الدورة إقصاء أربعة جزائريين كانوا مرشحين للتتويج بميداليات؛ حيث تم إعلانهم "غير مؤهلين" للمنافسة من قبل لجنة التصنيف البصري التابعة للاتحاد الدولي لرياضة المعاقين بصريا (IBSA).
وفي لندن 2012، رفع الرياضيون الجزائريون مرة أخرى، التحدي، وفازوا بـ 4 ميداليات ذهبية و6 فضيات و9 برونزيات بمجموع 19 ميدالية (وهو ثاني أفضل مجموع في جميع الطبعات السابقة)، والمركز 26 من أصل 75 دولة مصنفة.
وكانت الذهبية من نصيب كل من نسيمة صايفي (رمي القرص)، وعبد اللطيف باقة (800 متر)، ومحمد برحال (200 متر/كراسي) وكمال كرجنة (رمي الجلة).
وفي هذه المنافسات، حققت الجزائر إنجازا فريدا من نوعه لم يسبق لأي دولة أن حققته من قبل؛ بتقاسم ثلاثة عناصر وطنية منصة التتويج في رمي الجلة (F32). 
ومرة أخرى، تألقت الجزائر في مشاركتها السابعة على التوالي، في الألعاب البارالمبية التي استضافتها ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016، وحصدت 16 ميدالية (4 ذهبيات و5 فضيات و7 برونزيات)، محتلة المركز 27 من أصل 80 دولة مصنفة.
وكان أبرز ما ميّز منافسات هذه الدورة تألق الشاب عبد اللطيف بقة الذي فاز بذهبية 1500 متر في زمن قدره 3د و48ثا و 29ج/م، محطما الرقم القياسي العالمي بفارق جزءين من المائة، ومسجلا زمنا كان أفضل من توقيت البطل الأولمبي في نفس الدورة، بالإضافة إلى ذهبيات سمير نويوة (1500 متر)، وأسمهان بوجعدار (رمي الجلة)، ونسيمة صايفي (القرص).
وعلى غرا ر سابقاتها من الدورات، عرفت المشاركة الجزائرية الأخيرة في طوكيو 2020 بروزا آخر، اتسم بحصد 12 ميدالية (4 ذهبيات، 4 فضيات و4 برونزيات)، ومرتبة 29 من أصل 86 دولة في جدول الميداليات النهائي.
وكان عدّاء السرعة عثماني إسكندر جميل اكتشاف الدورة، الذي تُوج بالذهبية في أول موعد بارالمبي له في 400 متر، مسجلاً رقماً قياسياً عالميا جديدا (46.70). كما أضاف فضية في 100 متر بزمن 10.54 متر، مضيّعا الذهبية بفارق عشر من الثانية عن حامل اللقب.
أما الميداليات الذهبية الأخرى فكانت من نصيب صفية جلال (الجلة) محققة رقما عالميا (11.26 م)، وأسمهان بوجعدار في ذات الاختصاص لفئة (F33)، ومصارعة الجيدو عبد اللاوي شيرين (52 كغ).
وستكون دورة باريس 2024 موعدا آخر، وتحديا جديدا للرياضيين (رجالا وسيدات)، الذين سيحاولون خلال هذه النسخة الجديدة من الألعاب البارالمبية، تدوين المشاركة الجزائرية بأحرف من ذهب، ولِم لا تحقيق إنجاز غير مسبوق، سيدوَّن في السجلات العالمية لرياضة ذوي الهمم.