يتطلع للتعاقد مع وزارة التربية

فواز جليد.. فنان يرسم البهجة في المدارس

فواز جليد.. فنان يرسم    البهجة في المدارس
  • القراءات: 651
 رشيدة بلال رشيدة بلال

عاد الفنان المبدع فواز جليد، ليضرب موعدا مع تزيين الاقسام والمدارس عبر مختلف ولايات الوطن، تزامنا والدخول المدرسي المقبل، وكله أمل في أن تساهم ريشته، ولو بالقليل، في تغير شكل المدرسة، وإعطائها لمسة تشعّ بالحياة من خلال ما يتم رسمه من لوحات مفعمة بالألوان الزاهية.
قال الفنان فواز جليد، ابن مدينة سطيف، في تصريح خص به "المساء" ، إنه اختار منذ خمس سنوات خلت، أن يكون لريشته رسالة في هذه الحياة، فقرر أن يربطها بكل ما له علاقة بالعلم والتعلم؛ من خلال استهداف المؤسسات التربوية، مضيفا أنه يمضي كل العطلة الصيفية في التجول بين الولايات؛ من أجل البحث عن المدارس التي تحتاج لأن تعطى وجها جديدا؛ حيث يتنقل إليها، ويبدع في رسم لوحات فنية مختلفة على الطاولات، وجدران الأقسام، والساحات، مشيرا إلى أنه خلال العطلة المدرسية لهذه السنة فقط، قام بتزيين أكثر من 20 مؤسسة تربوية عبر 15 ولاية .
وحول طريقة عمل الفنان فواز أشار إلى أنه في أول الأمر كان يقوم بطريقة تلقائية باختيار مدرسة على مستوى ولايته والتطوع لتزيينها. وبعدما ذاع صيته من خلال صفحات التواصل الاجتماعي التي روجت طريقته الفريدة من نوعها في تغيير شكل المدارس من خلال ما يرسمه من لوحات جميلة، أصبح التواصل معه من مختلف الولايات للاستمتاع بجمال ما تبدعه ريشته على مختلف الجدران، مشيرا في السياق إلى أنه بالنسبة للمدارس الموجودة في مناطق معزولة أو في مناطق الظل، لا يتقاضى عليها أجرا، يكفي أن تتوفر له مادة العمل ممثلة في الطلاء، فيقدم عمله بمثابة هدية لسكان المنطقة، وللأطفال المتمدرسين بالمؤسسة. ويكتفي بحسن الضيافة، التي يحظى بها خلال فترة إقامته في المكان. أما بالنسبة لباقي المدارس التي تقترح عليه تزيينها، فيطلب مقابل ذلك، أجرا رمزيا؛ فمثلا إن كانت المدرسة تحتوي على أقل من خمسة أقسام فلا يطلب أجرا. أما إن كان العدد أكبر يطلب مقابلا رمزيا، ليتمكن من تلبية بعض الاحتياجات، موضحا أن الرسم بالنسبة له، هو مورد رزقه الوحيد. ويعلّق: " ومع هذا، في أغلب الأحيان أتطوع لتزيين بعض المدارس؛ لأن هدفي الأسمى هو  رسم الفرحة على وجوه الأطفال بعد العودة إلى المدرسية، واكتشاف الوجه الجديد الذي أصبحت عليه مؤسساتهم".
وحول المواضيع التي يتم اختيارها لتزيين المدارس، أشار المتحدث إلى أنه منذ أن بدأ مشواره في الرسم على مختلف الجدران والطاولات، المواضيع لم تخرج عن نطاق الطبيعة، واختيار الألوان  الزاهية التي تنبض بالحياة، مشيرا إلى أن  كل المؤسسات التعليمية التي زيّنها لقيت ترحيبا كبيرا من كل الطاقم العامل بها بمن فيهم الأطفال، الذين يرغبون في بعض الأحيان، في أن يشركهم في عمله، ويجعل لهم بصمة على لوحاته، لافتا في السياق إلى أنه منذ بدأ مسيرته، تمكن من تزيين ما يزيد عن 800 مؤسسة عبر مختلف ولايات الوطن. ويتطلع للرفع من هذا الرقم، لتعانق ريشته كل الأقسام الموجودة عبر كل تراب الوطن، ومؤكدا أنّ في جعبته برنامجا ثريا  لن يتوقف على مدار السنة، في مجال تزيين المؤسسات المدرسية، وحتى الساحات العمومية لمختلف الولايات التي يزورها.
ويتطلع ابن مدينة سطيف لأن تتواصل معه وزارة التربية الوطنية، وتتعاقد معه لإتمام مشروعه الرامي إلى الاهتمام بإعطاء وجه جديد لكل المؤسسات التربوية الموجودة في كل الوطن، مؤكدا أنه يشعر بالكثير من الفخر والاعتزاز وهو يغيّر من شكل المدرسة، متمنيا أن يحوز على بطاقة فنان، ويؤسس لنفسه فريق عمل محترف.
وختم حديثه بالتأكيد على أن رسالته هي المساهمة في تكريس ثقافة الجمال، والنظافة، وخدمة الوطن، كل حسب إمكانياته وقدراته.