بثت نداءاتها استعدادا للدخول المدرسي

الجمعيات الخيرية تسابق الزمن لمساعدة المعوزين

الجمعيات الخيرية تسابق الزمن لمساعدة المعوزين
  • 773
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تنشط، منذ أيام، العديد من الجمعيات المهتمة بالعمل الخيري، لإطلاق حملات جمع تبرعات المحسنين لاقتناء الأدوات المدرسية، ومستلزمات الدخول المدرسي لفائدة العائلات المعوزة والفقيرة؛ حيث تجندت تلك الجمعيات في عز فصل الصيف لإطلاق مبادراتها الخيرية، وحث المحسنين على التبرع وفعل الخير قبل أسابيع عديدة من الدخول الاجتماعي استباقا للتحضير؛ بغرض اقتناء الأدوات اللازمة لإنجاح الموسم الدراسي.
حملت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات عديدة للجمعيات الناشطة في العمل الخيري؛ بغرض جذب المحسنين، ورجال الأعمال، ومحبي الفعل الخيري؛ من أجل جمع التبرعات الخاصة باقتناء الأدوات المدرسية ومختلف مستلزمات دخول القسم؛ حيث تشابهت النداءات الموجهة لعامة الناس من أجل التقدم من مكاتب الجمعيات، أو بكل بساطة التبرع بمبلغ مالي عبر الحسابات جارية الخاصة بتلك الجمعيات؛ لاقتناء الأدوات مع اقتراب انتهاء موسم العطل.
واختلفت "الهاشتاغات" التي تربعت على المواقع التواصلية من جمعية لأخرى، إلا أنها توحدت في دعوة المواطنين للانضمام لحملاتها ومساعدتها ولو بمشاركة منشوراتها عبر الصفحات الخاصة برواد الفضاء الأزرق عبر فيسبوك أو أنستغرام أو حتى تيك توك وتيليغرام حتى تنتشر بشكل أسرع تلك الحملات لتعم الفائدة؛ بهدف رسم الابتسامة والفرحة على وجوه الأطفال من العائلات العاجزة عن توفير أبسط الحاجيات والضروريات لأبنائهم.
وتحت شعار الكل مسؤول تقف تلك الجمعيات بجانب العائلات المحتاجة والمعوزة؛ كنوع من التضامن، وتخفيف نسبي لعبء المصاريف التي تقع على كاهل الأهل، خاصة خلال المناسبات الاجتماعية التي تتوالى في آخر السنة، لا سيما الدخول المدرسي؛ فمع ارتفاع أسعار المستلزمات أصبحت هذه المناسبة حملا ثقيلا نتيجة المصاريف المترتبة عنها؛ بسبب اقتناء الأدوات المدرسية. ورغم جهود الدولة المبذولة للإبقاء على استقرار أسعار الأدوات المدرسية وفتح أسواق جوارية لتوفير المستلزمات بأسعار تنافسية، إلا أن كل تلك الإجراءات تبقى قليلة أمام العجز الكبير من بعض العائلات الفقيرة، لتتدخل حينها الجمعيات الخيرية لتخفيف ذلك العجز من خلال مساعدات المحسنين.
ويبدو أن الفضاء الأزرق شغل مساحة كبيرة من حياة المجتمعات بما فيها الجزائري. كما أصبحت جميع المجالات تعتمد عليه للترويج، أو نشر الأخبار، أو مطالعة الجديد، أو غير ذلك. وتأخذ قسطا كبيرا من حياتنا اليومية؛ الأمر الذي جعل الجميع يعتمدون عليه عند الرغبة في إيصال معلومة إلى أكبر قدر ممكن من المجتمع، وهذا ما جعل أيضا، العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية تستغل تلك المواقع من أجل نشر إعلاناتها الخاصة بحملات جمع الأدوات المدرسية، أو مبالغ مالية لاقتناء الأدوات. وترفق مناشيرها بعناوين جمعياتها، وأرقامها الخاصة، وحتى حساباتها الجارية كصندوق لجمع التبرعات؛ بغية تسهيل عملية التواصل لكل راغب في المساهمة والتبرع بما يستطيع؛ إذ تحظى غالبا تلك الإعلانات بتفاعلات كبيرة من طرف رواد تلك المواقع، والتي تحصد خلالها، على الأقل، دعوة خير وثناء لأصحاب المبادرة من عند غير القادرين على المساهمة.
وفي هذا الإطار أطلقت جمعية "سنابل الخير"، حملة الحقيبة المدرسية، التي يتم فيها جمع كل الأدوات المدرسية، وتوزيعها على التلاميذ اليتامى ومن عائلات المحتاجين وذوي الدخل الضعيف.
ودعت الجمعية المحسنين إلى المساهمة معها في إدخال الفرحة على المحتاجين، ومساعدتهم على إنجاح موسمهم الدراسي دون الشعور بالحاجة.
أما شباب الخير فنسقت في عملها خلال هذه السنة، مع ورشة محلية لصنع المآزر، ستعمل على توزيعها على الأطفال المحتاجين، من عائلات سبق أن أحصتها الجمعية ضمن عملها الذي يسبق الحملة لجمع التبرعات.
وقال القائمون على المبادرة: "كل صغيرة هي كبيرة في عين طفل محتاج وأولياؤه عاجزون عن توفير له أبسط الحاجيات".