توفير قوارب النقل وتنظيم رحلات للمغامرين

جزيرة "بالوما"... قِبلة مستكشفي أعماق البحر

جزيرة "بالوما"... قِبلة مستكشفي أعماق البحر
  • القراءات: 603
 رضوان. ق رضوان. ق

تحولت جزيرة "بالوما" الواقعة بولاية وهران، إلى قِبلة لمحبي المغامرة والباحثين عن اكتشاف هذه الجزيرة التي ظلت، لسنوات، غير معروفة، إلى جانب اكتشاف الغطس بالمنطقة المرجانية التي تزخر بمناظر طبيعية تحت الماء، وبأنواع عديدة من الأسماك تختلف ألوانها.
أصحبت جزيرة "بالوما" المتواجدة على بعد 7 كلم من سواحل شاطئ بوسفر بدائرة عين الترك بولاية وهران، قِبلة يقصدها مئات الأشخاص يوميا، بفضل توفر النقل البحري الذي يوفره بعض المستثمرين، الذين اندمجوا ضمن مساعي مديرية السياحة في تفعيل المنطقة؛ حيث يتم، يوميا، نقل المصطافين عبر القوارب المتوقفة بشاطئ كوراليس، والتي تعرض خدماتها بأسعار في المتناول، وبأسعار خاصة بالعائلات. وتكون الانطلاقة صباحا، في الغالب، في حدود الساعة الحادية عشرة، فيما يعرض ملاّك آخرون للقوارب، نشاطات أخرى أمام المصطافين؛ كالغوص بعرض البحر بجوار الجزيرة، وكذا الغوص بخليج جزيرة "بالوما" الذي يُعد من أهم النشاطات المطلوبة من قبل المصطافين.
وبالرغم من عدم توفر الجزيرة على هياكل ومنشآت أو مبان للراحة والاستجمام ما عدا منارة الجزيرة التي تُعد قطبا سياحيا وتاريخيا، إلا أن المصطافين يلجأون للتخييم وفق الطرق التقليدية؛ بنصب الشمسيات للاستمتاع بجمال ساحل الجزيرة، فيما يقوم آخرون باكتشاف الجزيرة بالمشي حولها، والسباحة في مناطق متفرقة منها، والتي يحبذها الكثيرون، فيما يقبل أغلب زوار الجزيرة على الغوص في أعماق الخليج الجميل بمكوناته، وتنوع بيئته البحرية، وأنواع أسماكه بألوانها الباهية.
وتشرف على عملية الغطس جمعية متخصصة ترافق المصطافين؛ حيث يتم تقديم الإرشادات الأولية حول السباحة بالأعماق، وكيفية استخدام تجهيزات الغوص، وعلى رأسها قارورات الأوكسجين وأنبوب التنفس، وكيفية تبديل التنفس والإشارات الخاصة بالغوص والسباحة، لينطلق بعدها في الغوص واكتشاف البيئة المائية الجميلة لخليج الجزيرة. وتستغرق مدة الغوص نحو 15 إلى 20 دقيقة، فيما تقل المدة حسب سن الغطاس، وتفاعله مع الغطس.
كما يميز عمليات الغطس أخذ صور داخل المنطقة المرجانية وسط الأسماك التي تسبح إلى جانب الغطاسين، وتأخذ الأكل من أيديهم؛ ما يزيد من متعة الغطس، ومتعة التواجد داخل الخليج الجميل.
ويفضل أغلب الغطاسين حمل العلم الوطني في الأعماق؛ كرمز من رموز التعلق بالراية الوطنية، وحب الوطن، والاعتزاز به. وتُعد هذه الصورة الأكثر طلبا من قبل الغطاسين.

موقع إيكولوجي نادر بحاجة إلى تثمين

صُنفت، رسميا، جزيرة "بالوما" المعروفة كذلك منذ العهد الاستعماري بجزيرة "بلام" الواقعة بساحل ولاية وهران، ضمن المناطق المحمية التي ستخضع لقانون خاص بالتسيير والاستغلال. وهو التصنيف الذي جاء بعد سنوات من الدراسات، تزامنا مع إيداع الملفات الخاصة بها، من قبل جمعية حماية الساحل "بربروس" الناشطة بولاية وهران، التي عكفت منذ سنوات، على حماية الجزيرة وتنظيفها، وتنظيم خرجات ميدانية للتعريف بها كموقع إيكولوجي نادر بالجزائر.
وتُعد جزيرة "بالوما" من الجزر القليلة بالجزائر التي تتوفر على نظام بيئي خاص، ضمن منطقة البحر الأبيض المتوسط؛ حيث تتربع على مساحة 4 هكتارات. وجاء دور تصنيفها بعد أن حظيت جزر حبيبة سنة 2003، بالتصنيف كمحمية، بمرسوم وزاري ساهم في تطوير البحوث التي تقام بالجزر، وتشرف عليها بعثات دولية.