الإعلان عن مشروع استكتاب وطني

الشعرية الجزائرية المعاصرة.. رهان وتحولات

الشعرية الجزائرية المعاصرة.. رهان وتحولات
  • القراءات: 1085
  لطيفة داريب لطيفة داريب

يشرف قسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات لجامعة "يحي فارس" (المدية) على مشروع استكتاب بعنوان: "الشعرية الجزائرية المعاصرة... رهان وتحولات"، تحت رئاسة الدكتور البشير ضيف الله، علما أنه حدد تاريخ الفاتح من نوفمبر آخر أجل لاستقبال المشاركات.
جاء في ديباجة المشروع، أنه لاشك فيه أن التجربة الشعرية الجزائرية المعاصرة فرضت حضورها وطنيا وإقليميا وعربيا، بفضل مجموعة من الأسماء الشعرية التي كانت لها تجاربها الخاصة واتجاهاتها، فشكلت معطى متنوعا، ضم كل الأطياف الشعرية من شعراء العمود والتفعيلة إلى شعراء النثر والهايكو والقصيد الرقمي الذي فرضته تحولات الألفية الثالثة.
ولا يمكن في هذا الشأن، إلا التذكير بالمحمول الشعري الضخم الذي عرفته الساحة الشعرية الجزائرية، انطلاقا من سبعينات القرن الماضي، حيث تحركت آلة النشر، وساهمت الدولة في صناعة الكتاب، وأحيتْ المعارض والنشاطات المختلفة نظير معطيات سوسيو-ثقافية، ألقت بظلالها على عالم الكتابة والنشر، إضافة إلى مواكبة بعض اليوميات والصحف لحركية الكتابة، على غرار"الشعب"، "المساء"، "الوحدة"، "المجاهد الأسبوعي" وغيرها.
إن هذا الثراء- رغم بعض الأصوات النقدية المتشائمة- يدعو إلى ضرورة التوثيق لربط تلك المرحلة بالمرحلة الجديدة، أيْ الألفية الثالثة وتحقق العبور من جيل إلى جيل، هذه الألفية التي جعلت كثيرا من الأصوات الشعرية تنحاز إلى التجريب، التمرد، الانفتاح على العوالم الشعرية الأخرى، وبالمقابل خفوت أصوات وغياب أخرى عن المشهد برمته أو نزوحها نحو الرواية، مما دفع بفرقة بحث هذا المشروع إلى الحفر في كل هذه التداعيات، وتقديم مادة علمية للمهتمين بالشأن الشعري الجزائري، ونفض الغبار عن بعض الأصوات التي لم تأخذ نصيبها من الانتشار والتقدير.
بالمقابل، تم تحديد أهداف الاستكتاب وهي: التوثيق لمحطات شعرية هامة، والوقوف على منجزاتها وأثرها في المدونة العربية بكل مشاربها وأطيافها، باعتبارها مرتكزا رئيسا لا يمكن القفز عليه، إذا ما أردنا فهم التحولات الشعرية في الألفية الثالثة، بالإضافة إلى نفض الغبار عن الأصوات الشعرية المنسحبة، أو تلك التي لم تجد صدى واسعا، أو تلك التي انسحبت لصالح الرواية، رغم أهميتها في تأثيث المشهد الشعري برمته، وكذا إبراز تيمة الثورة الجزائرية كقيمة قائمة في المنجز الشعري الجزائري برمته، على اختلاف الأجيال، أجيال ما بعد الاستقلال طبعا، خصوصا الألفية الثالثة بما تحمله هذه القيمة من مرتكزات وأبعاد، ومدى قدرة الأجيال الجديدة على تمثل ثورة التحرير الكبرى بكل تجلياتها.
ويهدف المنظمون أيضا، إلى إبراز حضور الشعرية الجزائرية على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال "الملتقيات، الجوائز، الترجمات، التمثيل...."، ومدى قدرة النصوص الجديدة على التموقع عربيا وعالميا، في ظل تعدد الوسائط الرقمية، وتلاشي المسافات بين مختلف التجارب الشعرية، ما يفرض تناولها والتعريف بها كمكون أساسي من مكونات التجربة الشعرية الجزائرية الثرية، وكذا تسليط الضوء على محاولات الوصاية الثقافية للاهتمام بالمحمول الشعري الجزائري، من خلال الاحتفاء بالتجارب الشعرية الجزائرية وآليات التحفيز، كاعتماد جائزة رئيس الجمهورية "علي معاشي"، ودورها في اكتشاف الأصوات الشعرية الجديدة، والاهتمام بها، ونشر أعمالها، علاوة على الوقوف على مختلف الدراسات التي رافقت الشعرية الجزائرية على المستويين الوطني والعربي، وإبراز أهميتها وقيمتها كمادة يمكن الاستئناس بها وتقديمها لطلبتنا والمهتمين بالشأن الشعري الجزائري.
أما عن محاور الاستكتاب، فتتفرع إلى: "شعرية ما بعد الاستقلال (ثنائية الثورة والاستقلال) سيتم خلالها التطرق إلى تيمة الثورة وتجلياتها في المنجز الشعري، وتجليات الاستقلال والحرية في المحمول الشعري من 1963 إلى 1969. بينما يحمل المحور الثاني عنوان: "شعرية السبعينيات والمحمول الإيديولوجي"، الذي يتوزع على نقطتين وهما: المد الاشتراكي وتجلياته في المنجز الشعري السبعيني ومهيمنات الخطاب في ظل المد الاشتراكي.
"اتجاهات الكتابة الشعرية الجزائرية في نهايات القرن السابق" هو عنوان المحور الثالث للاستكتاب، سيتم خلاله دراسة الاتجاه الإحيائي والكلاسيكي والتجريبي. بينما يحمل المحور الرابع عنوان: "شعرية الألفية الثالثة.. من قصيدة النثر والهايكو، إلى القصيد الرقمي".