الكاتب عبد الباسط باني لـ"المساء":

"بوكرش" مهداة لروح الطفل أسامة

"بوكرش" مهداة لروح الطفل أسامة
  • القراءات: 1088
 لطيفة داريب لطيفة داريب

لأنّه مبدع، استلهم الكاتب عبد الباسط باني من واقع مؤلم لفتى، كتابةَ قصته "بوكرش" ، التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة علاء الجابر للإبداع المسرحي، دورة الكاتب الجزائري الراحل حسين طايلب، وتحديدا في فرع النصوص الموجهة للأطفال.
قال عبد الباسط باني لـ"المساء" ، لثاني مرة يدخل نصه القائمة القصيرة لجائزة علاء الجابر للإبداع المسرحي بمصر؛ فقد تُوّج العام الماضي، بجائزة لجنة التحكيم عن نصه المسرحي الموجه للكبار بعنوان "ماذا فعلت لتعيش؟". أما نص "بوكرش" الذي وصل بدوره إلى القائمة القصيرة وهذه المرة للنصوص الموجهة للأطفال، فكتبه، حسب ما قال لـ"المساء" ، بعدما سمع بوفاة فتى كان يلتقي به في محطة نقل المسافرين بعين الدفلى حينما كان يزاول دراسته الجامعية بالبليدة، تخصّص هندسة معمارية.
وتابع أن هذا الفتى ـ واسمه أسامة بلال ـ كان يبيع الزعتر.  وتساءل المتحدّث كثيرا عن فائدة بيع هذه النبتة في محطة المسافرين. ثم لم يعد عبد الباسط يلتقي بالفتى إلى أن بلغه نبأ وفاته بعد معاناته من مرض الصرع، ليقرّر كتابة نص عنه، ويهديه إلى روحه.
أما عن موضوع النص فقد تناول فيه عبد الباسط قصة صاحب مزرعة اسمه بوكرش، وهو كهل أعماه الطمع، الذي كان سببا في وفاته، لترثه حيواناته، المتمثلة في حمار، وديك، وكلب، وفزاعة. ويبدأ الصراع في كيفية تسييرها. وأضاف الكاتب أنه تطرّق في النص، لموضوع البيئة، وخطر التلوّث على صحة الأطفال، وأهمية الأكل الطبيعي الصحي، وبالتالي ضرورة عدم الإفراط في أكل الحلويات والسكريات.
وتحدّث باني أيضا، عن نصه المسرحي "ماذا فعلت لتعيش؟"، وقال إنه نص فلسفي، عالج فيه العديد من القضايا الوجودية والاجتماعية. وتدور أحداثه في مستشفى المجانين. وعدد شخصياته خمسة.
وبالمقابل، أكد أهمية المشاركة في المسابقات الأدبية الدولية للتعريف بالثقافة الجزائرية، وإبراز هويتنا، والتأكيد على تنوّعنا الفني والثقافي والتاريخي في الجزائر القارة.
للإشارة، الكاتب المسرحي والسيناريست حسين طيلب الذي أطلق اسمه على دورة 2024 لجائزة علاء الجابر للإبداع المسرحي، توفي عن عمر ناهز 55 عاما، متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا. وألّف العديد من النصوص المسرحية والمسلسلات التلفزيونية. كما شغل منصب مستشار ثقافي بمديرية الثقافة لولاية تيبازة. ومن بين هذه المسرحيات "أين تركت السيف؟!" (1997)، و"ليلة القبض على جحا" (1998)، ومونودرام "المشرد" (1999)، وكذا "بني كلبون" (2006)، و"الغوثية" (2008). كما عمل مع العديد من المسارح الجهوية.
وقد كتب الراحل العديد من نصوص السيتكومات الدرامية، أبرزها سيناريو الجزء الرابع من مسلسل "جحا" رفقة الكاتب أحمد رزاق في 2006، وسيناريو جزئه الخامس في 2010، وسيناريو السلاسل الفكاهية "روح بالعقل" (2006)، و"ريحة لبلاد" (2009)، و"ماني لويزة" (2016).
وفي إطار آخر، جائزة علاء الجابر للإبداع المسرحي هي جائزة مُخصّصة للمبدعين من الشباب العرب من سن 18 إلى 45 عاماً، بدعم مادي ومعنوي من مؤسّس الجائزة. يتم فيها تخصيص كل دورة باسم مسرحي يمتلك منجزاً مسرحياً مؤثراً، لكن القدر لم يمهله لاستكمال منجزه؛ لرحيله عنّا.
وانطلقت الجائزة بالإسكندرية عام 2017. وسُميت باسم المسرحي المصري الراحل الدكتور محسن مصيلحي. وتم فيها توزيع الجوائز المادية، والاحتفاء بالفائزين، وطباعة النصوص الفائزة في كتاب، لتعود عام 2022 بثلاثة فروع، وهي المقال النقدي، والنصوص المسرحية للطفل، والنصوص المسرحية للكبار.
ويتم تحكيم الأعمال عبر لجان متخصّصة من الوطن العربي. وتتضمّن الجوائز مبالغ مالية، ودروعا وشهادات تفوّق وتقدير، إضافة إلى طباعة النصوص الفائزة في كتاب يوزع مع حفل ختام الجائزة، في العام الذي يليه.
كما تهدف الجائزة إلى تشجيع المواهب الشابة في كافة أقطار الوطن العربي، لتزويد الساحة المسرحية بنصوص مطبوعة؛ تمهيداً لتقديمها مستقبلا، على خشبة العرض المسرحي، مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لمؤلفيها دون تدخّل الجائزة.