سعدي مباركي رئيس الاتحاد العالمي لأدباء الحسانية:
الجزائر تحتضن الطبعة الثانية للثقافة الحسانية سنة 2025
- 733
أعلن رئيس الاتحاد العالمي لأدباء الحسانية، سعدي مباركي، عن احتضان الجزائر خلال 2025، الطبعة الثانية للثقافة الحسانية، بعد الطبعة الأولى التي نُظمت بنواكشط الموريتانية. وهي الثقافة المتجذرة وسط المجتمع المحلي الصحراوي. ويعمل هذا التنظيم على إبرازها للعالم.سعدي أمباركي المعروف باسم سعدي بيه، من الوجوه الثقافية البارزة بتندوف. ينحدر من عائلة مثقفة حسانية، لها موقعها في النسيج الاجتماعي. كان والده ـ رحمه الله ـ الحاج دلي، أحد أعيان تندوف، ورفيق البدو الرحل. عايش يومياتهم عن قرب في حياته؛ حيث كان مندوبا بلديا مكلفا بالمناطق النائية. وكان له سمعة طيبة، ووقار، وجاه.
ولمباركي سعدي حضور دائم ومتميز داخل المجتمع، وقريب، كوالده، من الضعفاء والمحتاجين. يمثل مسكنه محجا ومزارا لكل طالب حاجة. ومزرعته مكان للشعراء والأدباء، ومصدر إلهامهم داخل الخيم المنصوبة في وسطها. متحصل على شهادة ليسانس وشهادة ماستر2 تخصص دراسات أدبية من المركز الجامعي علي كافي بتندوف. ومتحصل على شهادة بكالوريا سنة 1998 من ثانوية طه حسين بتندوف. له إنتاج أدبي وفير منه " كتاب الإبل في الثقافة الحسانية "، وكتاب " منتخبات حسانية "، وكتاب " رحلة الشاي "، بالإضافة إلى مشاركاته العلمية والأدبية والأكاديمية المتعلقة أساسا بالثقافة الحسانية. ومن أبرز مداخلاته الثقافية نذكر على سبيل الحصر، " الشعر الحساني في مقاومة الاستعمار التراث الثقافي الإفريقي المشترك، ثم الشعر حساني النشأة، والتطور، والتقعيد.
وعن طبيعة وتموقع الثقافة الحسانية بالجزائر عامة وبتندوف على الخصوص، أجاب بأنها لون من الثقافة الوطنية الجزائرية غير معروف، وهذا ينطبق على كثير من الثقافات الجزائرية التي لم تنل حقها من الإعلام والتعريف؛ كعنصر فعال من عناصر الهوية الوطنية؛ إذن هي ثقافة جاثمة على براثنها بأماكنها العديدة؛ تندوف، وجنوب بشار، وبني عباس، وتوات، وأدرار، وبرج باجي مختار، وتيمياوين، وتمنراست، وإليزي إلى غير ذلك. هذه المناطق تتواجد بها ثقافة حسانية منطوية على ذاتها بهذه الصحراء الكبرى. وتكاد تكون مجهولة وغير معروفة؛ بسبب قلة التدوين، وغيابها إعلاميا.
وبخصوص مدى المحافظة على هذا المكون التراثي ذكر سعدي أن هناك العديد من المحاولات هنا وهناك من طرف أشخاص متطوعين وغيورين على هذه الثقافة الحسانية، لحمايتها من الاندثار والنسيان، عن طريق تأسيس عدد من الجمعيات ذات الطابع الثقافي التي بدأت تحتفظ بهذا اللسان الحساني، منها جمعية بيت الشعر الجزائري، وجمعية العناية للثقافة والتراث الحساني، إضافة إلى بروز محاولات التدوين بالإمكانيات الخاصة، ونشر بعض المطبوعات حول هذه الثقافة الحسانية من شعر ونثر وحكايات شعبية وغيرها... ناهيك عن المشاركة في كثير من الملتقيات والتظاهرات الثقافية الوطنية والدولية.
وعن مشاركة الجزائر في مهرجان نواكشط عاصمة الثقافة الحسانية المنظم بمقاطعة أوجفت الموريتانية من طرف الاتحاد العالمي لأدباء الحسانية في أواخر شهر أوت 2024، كشف مباركي أن مهرجان أوجفت يندرج ضمن تظاهرة نواكشط عاصمة الثقافة الحسانية التي يؤطرها الاتحاد العالمي لأدباء الحسانية، كانت مشاركة الجزائر فيها فعالة ومتميزة؛ من خلال وفد يتكون من 11 مشاركا من شعراء وحرفيين وأدباء، يترأسهم مدير المكتبات والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة السيد تامة تيجاني. وكانت مشاركة قوية وحصرية من خلال مداخلات للشعراء باللهجة الحسانية، ومعرض للصناعة التقليدية الحسانية، التي أبدعت فيها الحرفية الحسانية بولاية تندوف، وترمز إلى الأصالة.
من جهة أخرى، سألنا السيد سعدي عن أهم البرامج المسطرة للاتحاد العالمي لأدباء الحسانية، فقال بأن الاتحاد لديه مشاريع وطموحات كبيرة تخص التعريف بالثقافة الحسانية، والعمل على نشرها على أوسع نطاق. ومن أبرز المشاريع الكبرى للاتحاد مشروع تنظيم الطبعة الثانية من مهرجان الثقافة الحسانية بالجزائر في السنة المقبلة 2025. وقد أعلن عن ذلك السيد الدوه ولد بنيوك رئيس الاتحاد العالمي للأدباء الحسانية، على هامش افتتاح مهرجان أوجفت الثقافي الذي تشارك فيه الجزائر.
وستتخلل التظاهرة التي ستحتضنها الجزائر، محطات وفقرات ثقافية وتراثية متعددة؛ من معارض للحرف، وندوات فكرية وأكاديمية، وأماسي شعرية باللهجة الحسانية، وسهرات فنية حسانية؛ لإبراز أوجه وتنوع هذه الثقافة التي يتقاسمها معنا كل من الصحراء الغربية، وموريتانيا، وشمال مالي، وشمال النيجر، إضافة إلى ولايات عبر الوطن، خاصة بالجهة الجنوبية؛ حيث تتواجد وتنتشر الثقافة الحسانية.