توالي الضربات الصهيونية الدامية على لبنان

توسيع للحرب أم استفزاز لحزب الله؟

توسيع للحرب أم استفزاز لحزب الله؟
  • 809
ص. محمديوة ص. محمديوة

هل تريد اسرائيل توسيع نطاق الحرب بإشعال الجبهة اللبنانية التي تعيش منذ الأيام الأخيرة، على وقع تصعيد صهيوني جد خطير قد يجر كامل المنطقة إلى أتون حرب شاملة وخيمة العواقب الرابح فيها أكبر الخاسرين، أم أنها تسعى تكليف "حزب الله" ثمنا باهضا بعد مواصلة إسناده ودعمه للمقاومة الفلسطينية وبالتالي حمله على التخلي عنها، أم أيضا محاولة لصرف الأنظار عن إبادتها المستمرة في قطاع غزّة؟.

مثل هذه التساؤلات تطرح نفسها بقوة بعد الغارة الجوية الدامية التي شنها الطيران الحربي الصهيوني أمس، على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وأسفرت في حصيلة أولية عن سقوط تسعة قتلى وما لا يقل عن 59 جريحا من بينهم أطفال.
ففي سياق التطورات الخطيرة التي يشهدها لبنان في الأيام القليلة الأخيرة، واصل جيش الاحتلال عدوانه على هذا البلد العربي باستهدافه أمس، محيط منطقة "الجاموس" في ضاحية بيروت الجنوبية بغارة جوية وصفها بـ"الدقيقة".
وقصفت طائرة حربية صهيونية من نوع "أف 35" بثلاثة صواريخ شقة سكنية في حي "القائم" بالضاحية الجنوبية لبيروت المكتظة بالأبنية السكنية والمحالات التجاري في خرق صارخ للسيادة اللبنانية على مرأى العالم أجمع. 
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن الهدف من الضربة كان القيادي العسكري البارز في حزب الله، إبراهيم عقيل، مضيفة أن الغارة استهدفت اجتماعا لمسؤولين في قوة "الرضوان" ومسؤولين عن مخططات السيطرة على الجليل من دون أن يتضح في حينه ما إذا كان عقيل قد اغتيل أو لا.
وحاولت إسرائيل اغتيال إبراهيم عقيل، قبيل الانسحاب عام 2000 ونجا بعدها من إطلاق صاروخ من مروحية قتالية.
ومن جهتها أشارت وكالة الأنباء اللبنانية، إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى المكان، وتعمل طواقمها على نقل الجرحى وسط انتشار للجيش اللبناني. وأضافت أن "الغارة المعادية جاءت في ساعة الذروة بما تسبب بخسائر بشرية وأحصي خمسة أطفال شهداء على الأقل، وألحقت الغارة الصهيونية دمارا في الشقة المستهدفة وفي باقي شقق البناية وفي السيارات المركونة أمامها.
وتأتي هذه الغارة الصهيونية غداة خطاب الأمين العام لحزب الله نصر الله، الذي توعد اسرائيل بما وصفه بـ"القصاص العادل" للهجمات السيبرانية الصهيونية غير مسبوقة التي استهدفت لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الأخيرين، وخلّفت حصيلة ضحايا ثقيلة من بينهم عناصر من الحزب ومدنيون وأطفال.
كما أكد نصر الله، الذي وصف تلك الهجمات بأنها عدوان وجرائم حرب وإرهاب، بأنها لن تضعف الحزب بل ستقويه ولن تثنيه عن مواصلة إسناده ودعمه للمقاومة الفلسطينية، وقال إنه إذا أرادت اسرائيل عودة مستوطنيها إلى الشمال فإن ذلك لن يتم إلا بإنهاء الحرب على غزّة ولن يتم ذلك بالحل العسكري.  
وأمطر "حزب الله" أمس، شمال فلسطين المحتل بوابل من الصواريخ وذلك بعد ليلة عنيفة شنت على إثرها قوات الاحتلال غارات جوية مكثفة على بلدات وقرى جنوب لبنان.
ورغم التصعيد الحاصل في المنطقة الحدودية ما بين لبنان وفلسطين المحتلّة، إلا أن الكثير من المتتبعين يرون أنه لا يمكن حصر رد "حزب الله" على استهداف بيروت والمدنيين في سياق إطلاق الصواريخ، متوقعين دخول مرحلة جديدة في المواجهة بين حزب الله والكيان المحتل.
 كما يرى هؤلاء أن اسرائيل وبهذا العدوان الغاشم على لبنان، قد خرجت من دائرة الانضباط الجغرافي التي شهدتها المواجهة بين الجانبين منذ دخول "حزب الله" على خط إسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، وبالتالي فإن السؤال المطروح هل سيبقى "حزب الله" في دائرة الانضباط وهو الذي لا يريد ـ وفق ما جاء على لسان أمينه العام الذهاب إلى حرب ـ أم أنه سيكون له موقف مغاير؟.
والمؤكد أن الإجابة على مثل هذا التساؤل ستكشفه الأيام القادمة، التي يبدو أنها ستحمل المزيد من التطورات على مسار تصعيد عسكري أحد أقطابه الحرب التكنولوجية إلى جانب استمرار الحرب التقليدية.