بومرداس تحتضن الطبعة الخامسة لعيد المنتوج

4,5 ملايين قنطار عنب إنتاج الموسم الحالي

4,5 ملايين قنطار عنب إنتاج الموسم الحالي
  • 472
حنان. س حنان. س

❊ "الصابال" و"الرادغلوب" و"الكاردينال" أنواع تأخذ حصة الأسد

 ❊  نقص مياه السقي يلقي بظلاله على شعبة الكروم

❊  مطالب بإنجاز حواجز مائية جديدة

❊ دعوة لتأهيل شبكات 3 سدود في السقي

❊  تهيئة شاملة لسوق الجملة ببرج منايل تستجيب لطموحات المنتجين

بلغت كمية عنب المائدة المنتجة إلى غاية منتصف سبتمبر الجاري بولاية بومرداس، قرابة مليوني قنطار، فيما يتوقع أهل الاختصاص أن تصل الكمية الإجمالية المنتجة خلال الموسم الحالي، إلى 4.5 ملايين قنطار في موسم وُصف بـالأحسن"، وهو ما يجعل ولاية بومرداس تحافظ على ريادتها من حيث تزويد السوق الوطنية بهذه المادة بحوالي 50% رغم الصعوبات التي تواجه الفلاحين، وأهمها شح مياه السقي؛ ما جعلهم يناشدون السلطات الولائية التدخل لإيجاد حلول واقعية لإشكالية السقي، لا سيما إعادة تأهيل بعض السدود وشبكات التوزيع، ناهيك عن إنجاز حواجز مائية جديدة بكل البلديات، فيما طالب مهنيو الشعبة بتهيئة شاملة لسوق الجملة المستحدث مؤخرا.

نظمت الغرفة الفلاحية لولاية بومرداس بالتنسيق مع عدة شركاء، الخميس المنصرم بدار الثقافة "رشيد ميموني"، الطبعة الخامسة لعيد العنب، بمشاركة قرابة 70 عارضا. هذه التظاهرة التي أضحت تقليدا سنويا يعكس النتائج المشجعة التي تحققها هذه الشعبة الفلاحية بالولاية الموسم تلو الآخر والتي بفضلها تبقى بومرداس تحافظ على الريادة وطنيا من حيث إنتاج العنب كمّا ونوعاً. كما تشكل، في المقابل، فرصة حقيقية لطرح انشغالات الفلاحين والمهنيين؛ بهدف تطوير ذات الشعبة.

ولفت، في هذا الصدد، عدد من الفلاحين في حديث إلـى "المساء" على هامش ذات التظاهرة، أن إشكالية السقي الفلاحي تبقى من أهم الصعوبات المطروحة في المجال، حيث طالبوا السلطات الولائية بالعمل على إنجاز حواجز مائية لتسهيل عمل الفلاحين في سقي منتوجاتهم، لا سيما في المناطق الجبلية التي تفتقر لموارد مائية سطحية، بينما طالبوا بمزيد من التسهيلات الإدارية في مجال حفر الآبار الارتوازية. والأكثر من ذلك، طالبوا كل الجهات الرسمية ذات الصلة بملف المياه، بالتفكير جديا في إمكانية توسيع الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار.
ويشير الواقع إلى أن التغيرات المناخية تتسبب في فترات جفاف طويلة، تعقبها فترة أمطار بمعدل تساقط كبير في ظرف زمني وجيز؛ فقد يهطل ما معدله شهر كامل من المطر في يوم واحد، ينجر عنه تصريف الكمية الأكبر من الأمطار نحو البحر، في الوقت الذي تحتاج الفلاحة لاستقطاب تلك الكميات المتهاطلة لاستغلالها في السقي، وذلك من خلال الاستثمار أكثر في إنجاز حواجز مائية لاستيعاب كميات متزايدة من مياه الأمطار.

كما جدد المهنيون مطلب إعادة تأهيل شبكة القنوات لسدود الناصرية، وسيدي دواد وكاب جنات بالجهة الشرقية للولاية التي تعيد طرح نفسها بإلحاح، ناهيك عن إعادة تأهيل شبكة حوض وادي سباو؛ لتمكين الفلاحين بمنطقة دلس ككل، من استعمال مياه الوادي في السقي الفلاحي.
من جهة أخرى، باتت إشكالية تذبذب الأمطار وشح مصادر السقي الفلاحي تفرض على مهنيّي شعبة الكروم ببومرداس، التفكير في أهمية استعمال تقنيات جديدة لتحسين المردود كمّا ونوعا.
وقال رشيد مسعودي الأمين العام للغرفة الفلاحية ببومرداس، " بات من الضروري على الفلاحين اليوم، الاستثمار في أنواع جديدة من العنب مقاومة للجفاف "، موضحا أن ذلك يتم عن طريق عمليات التقليم، ومن ثمة توسيع الأنواع الجديدة دون الإضرار بالأنواع الحالية. ويعتقد محدث "المساء" أنه بات لزاما التفكير في هذه التقنيات لمواجهة التحديات الكثيرة التي بات يفرضها التغير المناخي.
أما عن عيد العنب فقال المسؤول إنه أضحى تقليدا سنويا يجمع الفلاحين بمختلف الفاعلين والسلطات؛ من أجل العمل قدما نحو تطوير هذه الشعبة أكثر فأكثر، مثمنا في السياق، فتح سوق جملة للعنب ببلدية برج منايل، كان مطلبا ملحّا من أجل المساهمة في تنظيم هذه الشعبة أكثر. غير أن المتحدث لفت إلى أن هذا الصرح التجاري لا يرقى إلى مستوى تطلعات الفلاحين منتجي العنب؛ لعدة أسباب، وعلى رأسها عدم قدرته على استيعاب الكمية الكبيرة للمنتوج لصغر المساحة؛ ما أدى ببعض الفلاحين إلى التنقل إلى ولايات أخرى لتسويق منتوجهم.

ودعا في نفس السياق، السلطات لإعادة النظر في هذا الأمر، لا سيما حاجة السوق إلى تهيئة شاملة، أو فتح سوق آخر يكون مهيأ، وأكبر من حيث المساحة، ومجهزا بكل وسائل العمل الضرورية.
ومن ناحية الأرقام، تشير معطيات المصالح الفلاحية لولاية بومرداس، إلى أن المساحة الإجمالية لعنب المائدة، تصل خلال موسم 2023- 2024، إلى أزيد من 20 ألف هكتار، منها قرابة 18 ألف هكتار منتجة، فيما تصل الكمية المنتجة إلى غاية منتصف الشهر الجاري، لأزيد من 1.5 مليون قنطار من مساحة مجنية تفوق 6845 هكتار، بينما تصل تقديرات الإنتاج الكلي إلى قرابة 4.5 ملايين قنطار، علما أن هناك 20 نوعا من عنب المائدة يتقدمها "الصابال" بحوالي 51% من إجمالي المساحة؛ أي بتوقع إنتاج إجمالي يصل إلى أزيد من 2.7 مليون قنطار. يليه "الرادغلوب" بحوالي 22 % من إجمالي الإنتاج؛ بتوقع إجمالي يصل إلى 1.73 مليون قنطار، ثم "الكاردينال" في المرتبة الثالثة بقرابة 20% من كمية الإنتاج. والمتوقع أن تصل إلى أزيد من 625 ألف قنطار من مساحة منتجة تفوق 3 آلاف هكتار، فيما تتقاسم بقية الأنواع المساحة المتبقية منها "الداتيي" بتقدير إنتاج إجمالي يفوق 17 ألف قنطار. وتوقع أزيد من 61 ألف قنطار من "الموسكا"، ونحو 12 ألف قنطار لنوع  "فيكتوريا"، وأزيد من 10 آلاف قنطار لـ"غرونوار"، يليه "ميشال" بتوقع جني 924 قنطار، وأخيرا نوع "بلاك ماجي" بكمية إنتاج تصل إلى حوالي 180 قنطار؛ ما يجعل الكمية المتوقعة الإجمالية بنهاية حملة الجني، تقارب 4.5 ملايين قنطار.