وسط تهديدات بتوسيع العدوان على لبنان إلى عملية برية
بيروت تحت القصف الصهيوني
- 309
واصلت إسرائيل، أمس، تماديها في قصف لبنان باستهداف الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت بغارات جوية عنيفة مخلفة سقوط المزيد من الضحايا الذين يضافون إلى حصيلة 550 شهيد الذين سقطوا أول أمس في أعنف ضربات صهيونية شملت عدة مناطق في هذا البلد العربي الذي كان يوصف في وقت من الأوقات بـ"سويسرا العرب".
اهتزت، أمس، الضاحية الجنوبية لبيروت إحدى أهم معاقل "حزب الله" على وقع تفجير صهيوني عنيف خلف في حصيلة أولية ستة قتلى ودمر طابقين بإحدى البنايات وسط تهديد مسؤولين إسرائيليين بمواصلة القصف دون استبعاد تنفيذ عملية برية عسكرية في لبنان للقضاء على المقاومة الإسلامية.
وقال جيش الاحتلال، الذي أطلق اسم "سهام الشمال" على عدوانه على لبنان، أنه استهدف في هجومه على الضاحية الجنوبية أحد قادة الحزب في نفس الوقت الذي أعلن عن استهدافه بيروت وعشرات الأهداف والبنى التحية التابعة للمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان.
ونفذ جيش الاحتلال سلسلة غارات جديدة على مناطق عديدة في لبنان، مما أدى لسقوط مزيد من الشهداء والجرحى وإلحاق أضرار جسيمة بالمباني والممتلكات، في حين كثف "حزب الله" قصف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية.
وهزت عشرات التفجيرات شمال فلسطين المحتل، حيث تبنى "حزب الله" قصف الكيان بصواريخ "فادي 2" وقال إنه استهدف قواعد عسكرية قريبة من حيفا والميناء الكبير ومصنع للمتفجرات يقع علة بعد حوالي 60 كلم من الحدود اللبنانية وايضا مستوطنة "كيرات شمونة". ورغم الحاق صواريخ "حزب الله" دمار كبير في حيفا وفي كل المناطق الأخرى من الكيان التي لحقها القصف، إلا أنه لم يتم الحديث عن سقوط قتلى وجرحى بسبب خطة الملاجئ التي توفرها اسرائيل لحماية مستوطنيها في ملاجئ تحت الأرض من دون أن يمنع ذلك الآلاف منهم من الفرار من المستوطنات المستهدفة.
ومع تصاعد المواجهة العسكرية بين الطرفين، اعلنت السلطات اللبنانية، أمس، عن تمديد غلق رياض الأطفال والمدارس والجامعات الى غاية نهاية الاسبوع في كل من الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان والمنطقة الشرقية.
وتفجرت بهذه المناطق موجة نزوح كبيرة لآلاف العائلات اللبنانية التي اخلت منازلها واخذت معها ما قل من متاعها باحثة عن أماكن اقل توترا خاصة باتجاه صيدا وحتى باتجاه سوريا.
وكانت السلطات اللبنانية أعلنت، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا الضربات الجوية العنيفة التي استهدفت الاثنين لبنان إلى 558 قتيلا منهم 50 طفلا و94 امرأة وما لا يقل عن 1835 جريحا في حصيلة هي الأدمي منذ حرب 2006.
وعلى اثر تصاعد العدوان الصهيوني على لبنان، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أمس عن فتح مركزين لإيواء النازحين في شمال وجنوب لبنان، وقالت في بيان نشرته على شبكات التواصل الاجتماعي، أنه في إطار استجابتها للتطورات الحالية وتوسع النزاع في لبنان، افتتحت مركزين لإيواء النازحين، الأول في مدرسة طوباس بمخيم نهر البارد شمالا والثاني مركز سبلين للتدريب جنوبا.
وأعقبت الوكالة بأن "موظفي الأونروا هم المسؤولون عن إدارة هذين المركزين على الأرض لاستقبال النازحين وتقديم الدعم لهم"، مشيرة إلى أنها "حسب الحاجة، ستفتح مراكز إيواء إضافية"، كما أعلنت أنها "قدمت الاثنين بعض المواد لبلدية الوردانية في إقليم الخروب بالجنوب لدعم النازحين في المنطقة"، مضيفة أنه "اعتبارا من يوم أمس، قامت بتفعيل خطتها للاستجابة للطوارئ والتي تتضمن توفير الاستشفاء في المستشفيات المتعاقدة مع الأونروا للجرحى المدنيين من لاجئي فلسطين المسجلين".
في أوج العدوان الصهيوني على غزة ولبنان.. قادة وزعماء العالم يجتمعون في الأمم المتحدة
يجتمع ما لا يقل عن 133 من قادة ورؤساء دول وحكومات العالم في أكبر محفل دبلوماسي بنيويورك على مدار أيام في إطار أشغال الدورة الـ79 للجمعية العامة الأممية التي يخيم عليها هذا العام، الوضع المتفجر في الشرق الأوسط ، على وقع عدوان صهيوني جديد على لبنان واستمرار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين لقرابة عام في قطاع غزة، بما ينذر بحرب اقليمية شاملة عواقبها مدمرة.
بعد يومين من "قمة المستقبل" التي خصصت لمناقشة أكبر التحديات التي تواجه الإسانية في عالم غلبت عليه الحروب والصراعات وانتهاكات حقوق الإنسان، شرع أمس حوالي 133 من قادة ورؤساء الدول والحكومات في القاء خطاباتهم من على منبر الأمم المتحدة.
والمؤكد أن العدوان الصهيوني على لبنان واستمراره في قطاع عزة سيأخذ حصة الأسد في أشغال هذه الدورة التي يطغى عليها عنوان "الحرب والسلم" في ظل استمرار عدة صراعات وتفجر أخرى.
ككل مرة يلتقي فيها قادة وزعماء العالم في هذا المحفل الدبلوماسي الكبير، يتناقشون ويتبادلون الآراء ويصدرون المواقف من هذه القضية وتلك، ويتعهدون ويلتزمون بالعمل من أجل احتواء هذا الملف وذاك وتخفيف التوتر وحفظ الأمن والسلم العالميين. وهو الامر الذي يبدو أنه سيتعهد به الرئيس الامريكي، جو بايدن، في آخر خطاب له أمام أعضاء الجمعية الاممية باعتباره في نهاية عهدته الرئاسية، حيث كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة تعارض الغزو البري" الصهيوني للبنان وستقدم لشركائها "أفكارا ملموسة" هذا الاسبوع في الأمم المتحدة لتخفيف هذا الصراع.
والمؤكد أن جدول أعمال هذه الدورة سيكون مثقلا وسط مساع لاحتواء أزمات وتفادي تفجر أخرى خاصة في الشرق الأوسط المهدد بصراع مسلح واسع النطاق وقوده اسرائيل وضحاياه شعوب المنطقة المغلوب على أمرها.
ومن أهم الملفات المطروحة للنقاش، العمل على وقف اطلاق النار في غزة والذي فشلت المجموعة الدولية بعد قرابة عام من العدوان الصهيوني وحصيلة ضحايا دامية تقارب 42 ألف شهيد من فرضه لإنهاء واحدة من ابشع المآسي الانسانية في العصر الحديث، لا زال العالم اجمع يتابع فصولها على المباشر منذ 356 يوما.
ويتوقع أن يطرح الزعماء على جدول أعمال الجمعية العامة مسألة منع خطر نشوب حرب إقليمية نتيجة تكثيف إسرائيل لهجماتها في المنطقة، خاصة تلك التي استهدفت لبنان مؤخرا عبر تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية والغارات التي تنفذها في مناطق متفرقة من هذا البلد العربي، وخلفت المئات من الضحايا بين قتلى وجرحى.
وتعد الحرب الدائر رحاها في السودان، منذ سنة ونصف السنة، من الملفات المطروحة على جدول الأعمال، وسط تحذيرات أممية من أسوأ أزمة إنسانية أخرى، من مجاعة وتشريد بسبب هذه الحرب، إضافة إلى بحث الأزمة في هايتي.
كما سيكون لمصير الحرب في أوكرانيا نصيبا في هذه الاشغال. والكل يتذكر أن بطل النسخة السابقة من أشغال الجمعية العام الاممية في دورتها 2023 كان بلا منازع الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي، الذي يخشى إلى جانب باقي المسؤولين الأوكرانيين بأن تنسى أزمة بلاده مع روسيا لصالح الاهتمام بالأزمات الشرق أوسطية.
وحسب جدول أعمال الاجتماع، فإن الخطاب الأول سيكون لرئيس البرازيل بعد مسؤولي الأمم المتحد، ثم سيكون، ووفقا للتقليد المتبع منذ 1955 تاريخ انعقاد أول دورة، الكلمة الثانية للدولة المضيفة للمقر الأممي (الولايات المتحدة الأمريكية). وتمتد أشغال الدورة من 24 إلى 30 سبتمبر الجاري، على مستوى قادة الدول، بعد أن كانت قد افتتحت في 10 من نفس الشهر تحت شعار "الوحدة في التنوع من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان".
ومن المنتظر أن يلقي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كلمته غدا، فيما سيلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كلمته بعد ظهر نفس اليوم. في حين سليقي الرئيس الايراني الجديد، مسعود بازيكشيان، أول خطاب له أيضا الذي يبدو أنه سيتضمن رسائل سلام مع الولايات المتحدة واعادة فتح ملف التفاوض النووي.