كهينة بوزيد تعرض بالمركز الثقافي الجامعي

القصبة في حلة وردية بهيجة

القصبة في حلة وردية بهيجة
  • القراءات: 365
لطيفة داريب لطيفة داريب

لكل فنان تشكيلي نظرته الخاصة للقصبة، والفنانة كهينة بوزيد، تتخيل المحروسة في حلة وردية، وترسمها بهذا اللون الرومانسي، وتعرضها أمام الجمهور، مثلما هو الحال في معرضها المقام بالمركز الثقافي الجامعي، تحت عنوان "القصبة الوردية المضيئة"، إلى غاية الثالث أكتوبر المقبل.

لوحات كهينة بوزيد عن القصبة فعلا استثنائية، فلم تتلون البهجة كثيرا باللون الوردي في السابق، لتجد نفسها مع هذه الفنانة الشابة، بهذا اللون البهيج المفرح والجذاب في أكثر من لوحة، مثل لوحة "القصبة الوردية" التي رسمت فيها كهينة أبوابها وأزقتها وبنيانها وتقريبا كل تفصيلة فيها بتدرجات الوردي. أما لوحة "صدى في القصبة" فمزجت فيها اللون الوردي باللون الأصفر، مع إضافات صغيرة للألوان البرتقالية والزرقاء والبنفسجية. كما رسمت فيها امرأة ورجل يصعدان سلالم القصبة في الليل.
تقول كهينة في ورقة تعريفية لها ولعملها، إنها تنجز لوحات مفعمة بالحيوية والبهجة والألوان، معتمدة في ذلك على الأسلوبين الفنيين العفوي وشبه التجريدي. مضيفة أن الهدف الرئيسي من رسمها، هو إضفاء الفرحة على المتلقي، وفي نفس الوقت التقاط جوهر الحياة وترجمته في قالب بصري وديناميكي. كما أكدت حبها لإثارة المشاعر الإيجابية للمتلقي، وإنشاء علاقة حقيقية وفريدة معه، من خلال هذه اللوحات التي ترسمها بتقنيات مختلفة وبألوان ساخنة.

بالمقابل، اهتمام كهينة بالتراث العمراني الجزائري الأصيل، لا يدفعها بالضرورة إلى رسمه تحديدا، والتركيز على تفاصيله، بل تقول إنها ترسم الفن العفوي أو الساذج وكذا شبه التجريدي، كما رسمت القصبة في أكثر من لوحة، ليلا، من خلال إبرازها كمدينة مضيئة في ليلة مقمرة، لتشكل كل هذه الأنوار، لوحات جميلة فعلا. وتمثل الاستثناء برسم القصبة ليلا وبحلة وردية.
لوحة أخرى لكهينة بعنوان "باب وردي نحو المجهول"، رسمت فيها بابا أخضر من أبواب بيوت القصبة، ولونت بلاطها بالوردي، أما لوحة "القصبة الوردية المضيئة" التي عنونت بها معرضها أيضا، فقد رسمت فيها مشهدا من مشاهد الحياة في المحروسة، وأبرزت فيها بعض الحرف المعروفة في هذه المدينة، في قالب ساحر يجمع بين دقة التفاصيل من جهة، وضبابيتها من جهة أخرى، فيمكن فهم موضوع هذا العمل، وفي نفس الوقت التنعم بالجانب الطفولي للوحة، مثل الأشكال الهندسية التي رسمتها في السماء.
واعتمدت الفنانة في لوحاتها هذه، على الرسم الزيتي والرسم بالأكريليك وكذا الباستال. كما غاب الوردي في لوحة "ظلال قديمة في طرق جديدة"، التي رسمت فيها البهجة في الليل، ورغم قتامة خلفيتها، إلا أن الفنانة أضفت عليها الكثير من الأنوار في قالب شبه تجريدي.

بتقنية مختلفة تتمثل في الباستال، رسمت كهينة بوزيد أيضا أكثر من لوحة، لم تغمرها بالألوان مثل سابقاتها، التي رسمتها بالأكريليك والألوان الزيتية، بل أدرجت فيها اللون الأبيض بغزارة، مثل لوحة "القصبة بكل بساطة" التي وضعت فيها الكثير من اللون الأبيض وكأنها ترمز بذلك إلى نقائها وصفائها، وحددت معالمها باستعمال اللونين الوردي والبرتقالي. أما لوحة "المحروسة"، فرسمت في سمائها شكل امرأة بدون ملامح، بالقرب منها أعلام الجزائر، نعم فالقصبة تحرس الجزائر الوطن من كل أذية، فهي المحمية منذ عصور غابرة. كما تعرض كهينة لوحات "راقصة القصبة"، "أناقة بالوردي والأحمر"، "تجريدي وردي في القصبة"، "طيف تحت ظلال القصبة الوردية"، "هذه الليلة الهادئة والملونة بالقصبة"، "إحدى أبواب القصبة"، "بين الظل والنور"، و"زين القصبة".