قرية البخاتة بوسدرة بمغنية (تلمسان)

توسع عمراني ونقص في المرافق الخدماتية

توسع عمراني ونقص في المرافق الخدماتية
  • 921
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

رغـم التوسع العمراني الذي تشهد قرية البخاتة بوسدرة، التابعة إقليميا لبلدية مغنية، والبعيدة عنها بنحو 8 كيلومترات، إلا أن مرافقها الإدارية والخدماتية، بقيت ضيقة، ولا تلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان، الذين فاق عددهم خلال الإحصاء العام للسكن والسكان الأخير، 7 آلاف نسمة، مما دفع بهم إلى مطالبة سلطات بلدية مغنية، باستدراك النقائص المسجلة في منطقتهم، والتي لها صلة مباشرة بحياتهم اليومية.

تأتي في مقـدمة هذه الانشغالات، التي حملتها جمعية قرية البخاتة بوسدرة، على لسان قاطني القـرية، حسب العريضة التي تسلمت "المساء" نسخة منها، المطالبة بتهيئة المدخل الرئيسي لقريــة البخـاتة، إلى جانب التهيئة والتكسية بالخرسانة الزفتية للطرق الحضرية بقرية البخاتة الشطر الثاني، وقد سبق وأن استفادت القرية، من مشروع إعادة الاعتبار للطريق البلدي الرابط بين حي الشهداء وقريتي المصامدة والـبخاتة على مسافة 15 كلم، ورصد لهذا المشروع، الذي أشرفت عليه السلطات العمومية، غلاف مالي يقدر بـ 12 مليار سنتيم، مع تحديد مدة إنجازه في ظرف 3 أشهر، وهو المشروع الذي يدخل في إطار إعادة الاعتبار للطرق البلدية، والتي ستمس 54 كلم منها على مستوى ولاية تلمسان.
استحسن سكان دوار البخاتة ببلدية مغنية، من جهتهم، هذا المشروع، الذي لطاما كان مطلبا ملحا من قبل سكان هذه القرى، نظرا للتدهور الذي كان يشهده هذا الطريق، إذ سمح بفك العزلة لسكان المناطق التي يقطعها، وتسهيل تنقل المواطنين من وإلى مدينة مغنية، كما طالب سكان القرية بتوسعة قاعة العلاج في القرية، التي أصبحت لا تلبي حاجيات المرضى الذين يقصدونها، مقارنة بالخدمات التي تقدمها، مما يستدعي في الحالات الاستعجالية التوجه إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية "شعبان حمدون" بحي الشهداء، باعتبارها النقطة الأقرب إليهم للعلاج.

فضلا عن إنجاز شبكة الصرف الصحي بالجهة الجنوبية للقرية، حيث يعاني العديد من سكان هذه الجهة، من انعدام قنوات الصرف الصحي، مما اضطر البعض منهم إلى الاستعانة بالحفر الصحية. الأمر الذي أضحى يشكـل خطرا كبيرا على السكان، خاصة الأطفال منهم، إذ رغم استفادة القرية من هذا المشروع، إلا أن سكان الجهة الجنوبية لازالوا يعانون الأمرين، مع غياب شبكة الصرف الصحي، التي باتت تثير قلقهم، رغم الشكاوى العديدة الموجهة للمصالح المعنية، بهدف التكفل بهذه المعضلة، حسب تصريحات السكان.
باتت هذه الوضعية، تثير استياء العائلات القاطنة بعدة سكنات تنعدم بها الشبكة، وهو ما يتسبب في معاناة قاسية جراء استعمال الحفر التقليدية التي تآكلت حالتها بفعل قدمها، الأمر الذي أصبح يشكل مصدر قلق، جراء الروائح الكريهة التي تزداد خطورتها، خاصة مع أيام فصل الصيف، التي تكثر فيها حالات الأمراض المتنقلة عبر المياه والزواحف والبعوض.

ضيق مكتب البريد يحرم المواطنين من خدمات لائقة

مشكل آخر لا يقل أهمية لدى سكان قرية البخاتة، على مستوى قطاع البريد والاتصالات، الذي يبقى بحاجة هو الآخر إلى تدعيم. ومن بين النقائص المسجلة بهذه القرية، التي يحمل مقامها 42 اسما لشهداء المنطقة، أطلق بعضها على عدة شوارع ومرافق، نقص الخدمات البريدية، بسبب ضيق المقر المتواجد بوسط القرية، والذي صار لا يتسع للعدد الهائل من الزبائن، الذين يقصدونه يوميا.
فزائر مكتب بريد هذه القرية، يلاحظ تلك الطوابير والزحمة الدائمين، حيث يطالب سكانها بتوسعة مركز البريد الوحيد المتواجد بوسط القرية مع إنجاز سكن وظيفي، إذ أضحى هذا المركز لا يستوعب الزبائن، خاصة مع تقديمه لخدمات كبيرة بالنسبة للبطالين والمتقاعدين وذوي الحقوق بالقرية، الذين يزيد عددهم سنويا، كما أن مساحته ضيقة لا تلبي حاجيات الزبائن، مقارنة بعدد سكان القرية الذي تجاوز 7 آلاف نسمة.
أشار العـديد من المواطنين الذين التقـت بهم "المساء" بمكتب البريد، إلى المتاعب الكبيرة التي يواجهونها، بسبب ضيق المقر، رغم أن مستخدمي البريد يحاولون تسريع وتيرة العمل، لكن ذلك لا يفي بالغرض المطلوب، حسبهم، أمام ضيق مكتب المبنى الذي أعيد ترميمه وتحويله إلى مكتب بريد، مؤخرا، بعدما كان مبنى تابع للبلدية، والذي لا يرقى ـ حسبهم ـ إلى تقديم خدمات أفضل، لعدم وجود حيز مكاني يستوعب العدد الهائل من الزبائن، مما يضطر أغلبهم للانتظار خارج جدران المبنى تحت أشعة وحرارة الشمس صيفا، والبرد والأمطار شتاء.

الأولياء يطالبون بإنجاز متوسطة

كما جدد قاطنو القرية وأولـياء التلاميذ على حد سواء، مطلبهم الخاص بإنجاز متوسطة بقرية البخاتة، حيث يعاني التلاميذ من التنقل يوميا إلى متوسطة حي "الشهداء"، بالرغم من أن عددهم يزيد عن 300 تلميذ وتلميذة. وقد تمت دراسة هذا المشروع لتجسيده في العديد من المرات، واختيار أرضيته بقرية أولاد الشارف، إلا أنه لم ير النور بعـد، وقد أثـقـل هذا المشكل كاهل أولياء التلاميذ لكلا القريتين، بسبب المعاناة اليومية لأبنائهم الذين ينتقلون من القريتين ومداشرهما ودواويرهما التابعة إليهما إلى متوسطة حي "الشهداء".
وتسبب مشكل انعدام متوسطة، حسب تصريحات أولياء التلاميذ، في إحداث تسرب مدرسي للتلاميذ، حيث مست هذه الظاهرة فئة الإناث بنسبة كبيرة، رغم تفوق الكثيرات منهن في الدراسة، وهذا بسبب عدم قدرتهن على تحمل قساوتها وبرودة أجوائها، وبعـد المسافة لمزاولة دراستهم وخروجهم من منازلهم باكرا في حدود الساعة الخامسة صباحا.
ورغم أن حوالي 70 بالمائة من سكان القرية، من فئة الشباب المتعطشين إلى النشاطات الثقافية والفكرية والرياضية، والتي تبقى محتشمة أو منعدمة، رغم وجود قاعة متعددة الخدمات على مستوى القرية، يلجأ إليها الشباب بعيدا عن مرافق الترفيه والتسلية المنعدمة، بسبب افتقادها للتجهيزات اللازمة لشباب القرية، الذين أضحى بعضهم يمضي يومه بالمقاهي، عوض اللجوء إلى هذا المرفق الشبابي.

..ومحطة لتوقف القطار

وفي المقابل، لازال مشكل ممر السكة الحديدية المتواجد بمدخل القرية مطروحا، حيث طالب سكان القرية بإنجاز محطة لتـوقـف الـقـطار، إذ يأتي هذا الطلب في وقت اسـتحسن سكان قرية البخاتة بوسـدرة إنهاء مشكل غياب ممر السكة الحديدية، المتواجد بمدخل القرية، حيث بادرت السلطات المحلية مؤخرا، بإنشاء ممر للسكة الحديدية، وتوظيف عون حارس، لـوضع حد للمشكل الذي يزداد تأزما يوما بعد يوم، بسبب الفتح العشوائي لهذا الممر القاتل، الذي كان يهـدد حياتهم وحياة أبنائهم. 
للإشارة، حظيت قـرية البخاتة بوسدرة، خلال السنوات الأربع الأخيرة، بعـدة مشاريع تنموية هامة، تدخل ضمن مناطق الظل، تنفس سكان القرية  خلالها الصعداء، مما ساهمت في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، وعملت على تثبيتهم بمقرات سكنهم، وساهمت كذلك، في القضاء على ظاهرة النزوح الريفي، بحثا عن متطلبات الحياة الأساسية التي تفتقد لها المنطقة. ولعلى أبرز هذه المشاريع، ربط سكنات القرية بشبكة الغاز الطبيعي، الذي يعتبر المطلب الرئيسي للسكان، وشغلهم الشاغل منذ الاستقلال، كما تم تدعيم القرية بمياه الشرب والقضاء على التذبذب الحاصل في التزود بهذه الثروة الطبيعية، فضلا عن إنجاز شبكات التطهير، وربطها بشبكة الأنترنت، وإنجاز مرافق إدارية جديدة، لتقريب الإدارة من المواطن كملحقة للبلدية، وترميم المدرسة الابتدائية الوحيدة المتواجدة بالقرية.  


تحسبا لإطلاق دورة أكتوبر التكوينية

مركز إمامة يوفر 600 منصـب جديد

كشفـت مستشارة التوجـيه والإرشاد والإدماج المهني، لمركز التكوين المهني والتمهين "الشهيد بوعـبسة عبد القادر"، بإمامة بوهناق في تلمسان، طبال فاطمة الزهراء، في تصريح لـ"المساء"، عن استعداد المركز لاستقبال 610 طلبة جدد لدورة أكتوبر 2024، بعد التحضير البيداغوجي والمادي الجيدين لها.

أكدت السيدة طبال، أن هذه  الدورة توفر تخصصات مهمة ذات طلب كبير في سوق الشغل، لفائدة الطلبة الراغبين في الالتحاق بالمركز في مختلف أجهزة وأنماط التكوين، منها الحضوري، التمهين، دروس مسائية، التكوين عن طريق المعابر، وكذا التكوين عن بعـد، التكوين في الوسط الريفي بزلبون، والتكوين في المؤسسات العقابية بعـين فـزة.
فبخصوص النمط الحضوري الذي خصص له 60 منصبا بيداغوجيا، هناك تخصصين يتعلقان بالخياطة وأمين مخزن. أما التكوين عن طريق التمهين، فهناك مجموعة من التخصصات موجودة في مدونة الشعب، موزعة على 40 منصبا، فضلا عن التكوين عن طريق الدروس المسائية بـ 210 منصب موزع على تخصصات تلقـين الإعلام الآلي، وخياطة وتجميع الملابس، وعون وقاية وأمن. أما التكوين عن طريق المعابر، فيضم تخصص خياطة الألبسة الجاهزة، إلى جانب التكوين في الوسط الريفي للمرأة الريفية، وتخصص خياطة وتجميع الملابس بـ 60 منصبا.

كما فتح المركز لفئة الموظفين وكذا الجامعيين، تخصص "إعلام آلي خـيار قاعـدة المعطيات" في نمط الدروس المسائية، وتم بالمقابل أيضا، تخصيص 90 منصبا تكوينيا بيداغوجيا في مجال معالجة النصوص، واستعادة النفايات وإعادة تدويرها، وخياطة وتجميع الملابس لفائدة المستفيدين من منحة البطالة.
أكدت نفس المستشارة، أن التكوين المهني لم يعـد ذلك التكوين الذي يحصل من خلاله المتربص على شهادة وفقط، وإنما هناك مرافقة للشاب خريجي التكوين المهني، ومساعدتهم في الاندماج في الحياة العملية، من خلال أجهـزة الدعـم التي وفرتها الدولة، مشيرة إلى أن الكثير من الحائزين على شهادة البكالوريا وشهادات "ليسانس"، التحقوا بالمنظومة التكوينية، وهذا يعني أنهم يفضلون، على غرار الشهادات الجامعية، شهادات تكوين في مختلف الحرف، سواء تعلق الأمـر بالذكور أو الإناث.
وأضافت، أن الشهادة التي يمنحها التكوين المهني والتمهين في أي تخصص، تمكنهم من ولوج سوق الشغل بسهولة، داعية فئة الشباب من مختلف الأعمار والجنسين ببلدية تلمسان، وكذا المناطق النائية، إلى الالتحاق بالمركز لكسب مهارة وحرفة تسمح لهم بولوج عالم الشغل بسهولة، بالتالي التحرر من شبح البطالة، من جهة، وتلبية احتياجات البلاد بخصوص اليد العاملة المؤهلة في بعض التخصصات، لاسيما المساهمة في التنمية الاقتصادية الوطنية، من جهة أخرى.

وبخصوص الاستعـدادات للدورة التكوينية، فالتحضيرات، حسب المتحدثة، على قدم وساق، حيث عـقـد مدير مركز التكوين المهني والتمهين الشهيد "بوعـبسة عـبد القادر" بإمامة بوهـناق في تلمسان، اجتماعا مع رؤساء المصالح، لتسهيل مهمة التسجيلات والتحضير للدخول الرسمي المقرر في أكـتوبر 2024. كما قامت الجهات المختصة، بعمليات تنظيف واسعة شملت لقاعات والبهو وساحة المركز، تحضيرا للدخول، ونظمت حملة إعلامية في الإطار للتعريف بالتخصصات المبرمجة لهذه الدورة، في شكل قوافل إعلامية، بالتنسيق مع مديرية التكوين، وقد مست المناطق النائية، منها تيرني عـين غـرابة وغيرها، إلى جانب معارض على مستوى المركز، وكذلك وسط المدينة، من خلال توعـية الشباب وتعريفهم أكثر بعـدة تخصصات، والإعلام والتحسيس والتوجه مباشرة، وإقناعهم بأهمية التكوين الذي يحمل آفاقا واعدة ومستقبلا زاهرا، حتى يتوجهوا للمركز ويقوموا بالتسجـيلات.   


نظمته مديرية التربية

أول اجتماع بتقنية التحاضر عن بعد

ترأس مدير التربية لولاية تلمسان، محمد بشير زيد، مؤخرا، في خطوة إيجابية تهدف إلى تحسين وتيسير التسيير والتواصل بين مديرية التربية والمؤسسات التربوية، عبر تراب الولاية، أول اجتماع له بتقنية التحاضر المرئي عن بعد، على مستوى القطاع بالولاية، حيث جمعه بمديري الثانويات، بحضور رئيس مصلحة التنظيم التربوي.
يهدف هذا الإجراء، إلى تسهيل عقد الاجتماعات بين مديرية التربية ومدراء المؤسسات التربوية، مما يساهم بشكل كبير في توفير الوقت والجهد، بالإضافة إلى الاستجابة السريعة للاجتماعات التي تتطلب الاستعجال والفعالية. وقد تمحور الاجتماع للمرة الأولى بتقنية التحاضر المرئي عن بعـد، حول الترتيبات التنظيمية لإعادة إدماج التلاميذ بعنوان السنة الدراسية 2024-2025، التي تضمنها المنشور رقم 199 المؤرخ في 17.9.2024 للمديرية العامة للتعليم، بوزارة التربية الوطنية، حيث أسدى مدير التربية، التوجيهات اللازمة لضمان معالجة إيجابية وهادفة لهذه العملية، إذ من المتوقع أن تساهم هذه المبادرة في تعزيز كفاءة التسيير، من خلال تسريع عملية اتخاذ القرار وتوفير قنوات اتصال أكثر فاعلية. كما ستتيح هذه التقنية، إمكانية عـقـد الاجتماعات بمرونة أكبر، مما يسمح بمعالجة الوضعيات بشكل فوري، ومن دون الحاجة إلى التنقـل.