يحرم الأطفال من حقهم في الحماية والتعليم الآمن على مدار عام كامل
عام على طوفان الأقصى.. الاحتلال يمعن في جرائمه
- 801
ينقضي غدا عام كامل على الحرب المسعورة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزّة، بكل ما حمله من شرف الرباط وصبر وثبات سكانه، وبكل ما حمل من ثقل كثقل الجبال على شعب تعرض ولا يزال يتعرض لأفظع وأبشع الجرائم والانتهاكات على مرأى ومسمع العالم أجمع.
فعلى مدار عامل كامل استهدف الاحتلال الصهيوني كافة القطاعات الخدماتية الحكومية وغير الحكومية في غزّة، وعلى رأسها قطاع التعليم فحرم أكثر من 650 ألف طالب وطالبة من الالتحاق بمدارسهم للعام الدراسي الثاني على التوالي، بالإضافة إلى نحو 100 ألف طالب وطالبة في مؤسسات التعليم العالي ونحو 35 ألف طفل في مرحلة رياض الأطفال.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها أمس، بمناسبة الذكرى الأولى لهذه الحرب المدمرة، بأن الاحتلال واصل استهدافه للطلبة والعاملين في قطاع التعليم، حيث استشهد منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر من العام الماضي، أكثر من 11 ألفا و600 طفل فلسطيني في سن التعليم المدرسي وأصيب عشرات الآلاف بجراح وإعاقات جسدية وصدمات نفسية، كما استشهد ـ حسب نفس المصدر ـ أكثر من 750 معلم وموظف تربوي وإداري وأصيب المئات.
واستهدف الاحتلال كذلك الطلبة والعاملين في مؤسسات التعليم العالي فاستشهد أكثر من 1100 طالب وطالبة وحوالي 130 عالم وأكاديمي وأستاذ جامعي، وأصيب الآلاف بجراح وإعاقات مختلفة فيما لا يزال مصير المئات مجهولا.
كما يستمر الاحتلال في استهدافه للمنشآت التعليمية بشكل متكرر على الرغم من استخدام ما تبقى منها كمراكز لإيواء النازحين، بما تسبب بالتدمير الكلي أو شبه الكلي لـ93 بالمئة من المباني المدرسية، وتدمير معظم مراكز التأهيل والتدريب ومراكز الإنتاج والتقنيات التربوية والتعليم الإلكتروني، والإذاعة التعليمية ومخازن اللوازم والكتب المدرسية والمباني الإدارية التابعة للوزارة والمديريات.
واستهدف بشكل مباشر ومتعمّد المباني والمنشآت الإدارية والأكاديمية التابعة لمؤسسات التعليم العالي، فدمر أكثر من 130 منشأة إدارية وأكاديمية في الجامعات والكليات والمعاهد بقطاع غزّة.
وعلى إثر هذه الحرب المستمرة بلاد هوادة، قالت وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزّة، بأنها تنظر ببالغ الخطورة لاستمرار جرائم الاحتلال بحق مجال التعليم، واستمرار حرمان الأطفال والطلبة من حقهم في الحماية والتعليم الآمن.
ودعت كافة منظمات المجتمع الدولي، للتدخل العاجل واتخاذ خطوات فعّالة لضمان حماية الأطفال والمنشآت التعليمية، والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق قطاع التعليم ومحاسبته على جرائمه أمام الهيئات والمحاكم الدولية المختصة.
كما دعت للضغط على الاحتلال للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الخاصة بالتعليم أوقات الطوارئ، والخيام التعليمية والغرف الصفية المتنقلة والقرطاسية والأدوات واللوازم المدرسية، والتي لا مبرر لمنعها سوى السعي نحو تعميق الأزمة التعليمية والعمل على تجهيل أبنائنا.
تدمير 814 مسجد وخسائر فادحة في مقدرات القطاع الديني بغزّة
كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، بأن جيش الاحتلال الصهيوني دمر خلال عام من حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزّة، المساجد والمقابر والمقرات الإدارية والمقدرات الوقفية.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس، بأن الاحتلال يواصل انتهاك جميع المحرماتِ الدينية والقوانين الدولية والإنسانية بالاعتداءِ المستمر على قطاع غزّة، واستهداف البشر والشجر والحجر ضمن حرب إبادة جماعية واضحة المعالم على مرأى ومسمعه، خلّفت أكثر من 50 ألفا من الشهداء والمفقودين وأكثر من 96 ألف مصاب وجريح.
وأوضحت أنه دمر 814 مسجد تدميرا كاملا بما يعادل حوالي 80 بالمئة من مساجد القطاع، وثلاث كنائس واستهدف 19 مقبرة وألحق خسائر فادحة في مقدراتها بتكلفة خسائر وأضرار بلغت 350 مليون دولار حتى الآن. وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا من موظفي وزارة الأوقاف ودعاتِها وأئمتِها 238 شهيد، في حين وصل عدد المعتقلين من موظفيها 19 معتقلا.
وعلى إثر ذلك أدانت وزارة الأوقاف، بأشد العبارات الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وبحق المساجد ودور العبادة والمقابر، ودعت كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الواضحة ضد الإنسان وضد الأديان، وحمّلت الاحتلال وكل من يسانده كامل المسؤولية عن استهداف النساء والأطفال والشيوخ والمساجد ودور العبادة والمقابر، واستمرار حربِ الإبادةِ الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وطالبت دول العالم الحر أجمع والمنظمات الدوليةَ والأمميةَ والمؤسساتِ الإسلاميةَ، بالتدخل الفوري والعاجل واتخاذ خطوات عملية من أجل وقفِ حرب الإبادةِ الجماعية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، ومحاسبته على ممارساته الإجرامية تجاه المدنيين العزّل والمساجد ودور العبادة.
بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى"
الفصائل الفلسطينية تدعو لعقد حوار وطني جامع
عقدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، اجتماعا وطنيا في الذكرى السنوية الأولى لمعركة "طوفان الأقصى" المستمرة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الصهيوني الهمجي على الشعبين الفلسطيني واللبناني، دعت خلاله لعقد حوار وطني جامع استكمالا لمخرجات اجتماعي موسكو وبكين لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
جاء ذلك في بيان مشترك للفصائل الفلسطينية قالت فيه بأن "الاحتلال الصهيوني ما زال يمارس في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني أبشع صور القتل والتجويع والتهجير والتدمير الممنهج لكل مناحي الحياة في غزة ويواصل الاستيطان والاقتحامات المتواصلة والاغتيالات الميدانية وعربدة المستوطنين في الضفة المحتلة ويستمر في تهويد القدس وإنهاء الوجود الفلسطيني في عاصمتنا الأبدية".
وحذّر البيان من أن هذا الاحتلال "يقوم بتغيير الواقع الديني والجغرافي للمسجد الأقصى المبارك عبر الاقتحامات والسيطرة الزمانية والمكانية ودعوات قادة الاحتلال بإقامة كنيس يهودي فيه وممارسة التمييز العنصري على شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل والتعذيب والسلوك الفاشي ضد أسرانا الأحرار في سجون الاحتلال".
وأمام هذا المشهد الدموي والعنيف الذي يتخبط فيه الشعب الفلسطيني، وجهت الفصائل "التحية لهذا الاخيرة ومقاومته الأبية الشامخة، اللذين أفشلا بصمودهما وثباتهما مخططات الاحتلال ومشاريعه التصفوية التي تستهدف الهوية والوجود الفلسطيني"، كما توّجت بـ«التحية لأرواح شهدائنا الأبرار وأسرانا الأحرار، ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا البواسل".
وأكد البيان على أن معركة "طوفان الأقصى المباركة في السابع من أكتوبر المجيد أحدثت تحولا استراتيجيا في الصراع مع الاحتلال الصهيوني وكشفت حقيقته للعالم بأسره"، مذكرا بأنها "جاءت في السياق الطبيعي للرد على جرائم الاحتلال المجرم بحق شعبنا الفلسطيني ومواجهة مشاريع ومخططات الاحتلال الصهيوني وداعميه".
وشدّدت الفصائل على أن "المقاومة مستمرة كحق مشروع لنيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة وعاصمتها القدس"، مطمئنين أبناء جلدتهم بأن "المقاومة بكافة أجنحتها بخير حال وهي في تنسيق عالٍ ومستمر على جميع الجبهات وكل محاور القتال".
كما أكدت أن "الشعب الفلسطيني هو الوحيد صاحب الحق في تقرير المصير لليوم التالي للحرب، وهذه القضية تُناقَش فقط على الطاولة الفلسطينية"، محذّرة من أن "أي أفكار ومحاولات لخلق إدارة بديلة خارج الإجماع الوطني وقرار الشعب الفلسطيني ستُعامل معاملة الاحتلال الصهيوني" في نفس الوقت الذي ثمّنت فيه موقف المكوّنات الوطنية والحية الرافض لمشارع الاحتلال ومخططاته.
كما جدّدت تأكيد بأنه لا اتفاق ولا صفقة إلا بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة وفتح المعابر وكسر الحصار وإعادة الاعمار وتحقيق صفقة تبادل أسرى جادة.
ودعت الفصائل الفلسطينيين والمقاومة في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل وفي جميع الساحات والجبهات لتصعيد المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة المسلحة والانخراط بشكل أكبر في معركة طوفان الأقصى المباركة لوقف حرب الإبادة الجماعية وحماية المسجد الأقصى من السيطرة الدينية الزمانية والمكانية ووقف تهويد القدس ولجم التوحّش الاستيطاني وإنهاء التمييز العنصري ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل ووقف المعاملة غير الإنسانية لأسرانا الأحرار.
ودعت أيضا شعوب الأمة العربية والإسلامية والعلماء ورجال الدين والعشائر العربية والنقابات والحركات الشعبية والأحزاب والفصائل في كل مكان للتحرك الفوري والعاجل في كل الميادين والمدن والعواصم واستهداف مصالح الاحتلال وداعميه انتقاما للدم الفلسطيني واللبناني، وضغطا لوقف حرب الإبادة الجماعية ولمحاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه.