ترفع معدلات البدانة وتصيبهم بأمراض خطيرة

الوجبات السريعة سم قاتل لتلاميذ المدارس

الوجبات السريعة سم قاتل لتلاميذ المدارس
  • 484
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعرف محلات الأكل السريع، بعد خروج التلاميذ من مؤسساتهم بمختلف الأطوار التعليمية، إقبالا كبيرا لاقتناء وجبة الفطور، التي تتباين بين "البيتزا" أو "الكرانتيكا"، أو بعض أنواع "الساندويشات" المرفقة طبعا بالمشروبات الغازية، ورغم تحذيرات المختصين في التغذية، من مخاطر الإقبال المبالغ فيه على الوجبات السريعة، بالنظر إلى ما تشكله من مشاكل صحية، جعلت معدلات الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل السكري والبدانة وأمراض الجهاز الهضمي، ترتفع في صفوف المتمدرسين، إلا أن عدد المتوافدين عليها يظل كبيرا، بحثا ـ حسبهم ـ عن "البنة".

إذا أردت الظفر بمقعد في بعض محلات الأكل السريعة، خاصة القريبة من المؤسسات التربوية، فعليك أن لا تختار موعد خروج التلاميذ من أقسام المدارس، لأنك لن تجد مكانا، بسبب توافدهم الكبير على مثل هذه المحلات، لاقتناء وجبة الغداء، وعلى الرغم من أن بعض أصحاب المحلات تفطنوا للأمر، حيث أزاحوا الكراسي والطاولات لاستقبال أكبر عدد من الزبائن، حتى ولو كان ذلك بالوقوف لتناول وجباتهم، إلا أن الطلب يبقى كبيرا، حسبما وقفت عليه "المساء"، في بعض محلات الأكل السريع بالبليدة، والغريب أن بعض المستجوبين من المتمدرسين، لا يقصدون مثل هذه المحلات، لعدم وجود من يحضر لهم الوجبات في المنزل، أو بسبب بعد المدرسة عن المنزل، أو أن الأم عاملة، إنما هروبا من الوجبات المنزلية التي ـ حسبهم ـ تفتقر لـ"البنة".

وعلق أحدهم في هذا الشأن، وهو يقتني وجبة الغداء تقريبا يوميا من محلات الأكل السريع، والتي تتباين بين "ساندويش" بطاطا وبيض أو "كرانتيكا"، أو شرائح "البيتزا" المربعة المعروفة "بالبيتزا كاري"، بقوله: "في بعض الأحيان، أرفع سقف الوجبة إلى ‘الشاورما’ أو ‘الطاكوس’، حسبما يقدم لي من نقود".
وحسب بعض الباعة، فإن إقبال المتمدرسين على الوجبات السريعة، كان في وقت سابق، بسبب خروج الأم للعمل، أو بسبب بعد المدرسة عن المنزل، حيث يضطر المتدرسون إلى إسكات جوعهم بمثل هذه الوجبات، لكن في السنوات الأخيرة، أصبحت بعض الأمهات يرفضن فكرة تحضير الوجبات المنزلية، ويفضلن تلك التي تباع في المحلات، حيث يأتي المتمدرسون ويطلبون وجبات بحجم عائلي، ما يعني أن كل أفراد الأسرة معنيون بالوجبة، فضلا عن الوجبات المنقولة إلى المنزل، والتي تلقى طلباتها بين الساعة العاشرة والحادية عشرة، رواجا كبيرا.

أمراض جديدة وسط الأطفال

حذر فيصل أوحدة، رئيس جمعية مرضى السكري، الأمهات، من إقبال أبنائهن بشكل مبالغ فيه على تناول الوجبات من محلات الأكل السريع، بالنظر إلى ما تشكله من مخاطر على صحتهم، خاصة تلك الغنية بمادة "المايونيز" وأنواع الصلصات المنزلية و"الكاتشب" وغيرها من أنواع الجبن الصناعي.
وقال في تصرح خص به "المساء": "في الوقت الذي لا تزال الجمعية تناضل، من أجل رفع الوعي فيما يخص فطور الصباح، والذي لا يزال أغلب الأطفال يعتمدون فيه على الأكل المحلى الغني بالسكريات، وكذلك الحال بالنسبة للمجة التي تعتبر من أكبر التحديات التي أصبحت تهدد صحة الأطفال، وتعطيهم طاقة فارغة، سرعان ما تزول وتصيبهم بالخمول ونقص التركيز والتعب". وأضاف: "في السنوات الأخيرة، أصبح التحدي الجديد هو الإقبال بشكل مبالغ فيه على الوجبات السريعة بشكل يومي، والتي أصبحت هي الأخرى تتسبب في إصابة المتمدرسين، بما فيهم الأطفال في الطور الابتدائي، بأمراض، إلى وقت قريب، لم نكن نسمع عنها، مثل تلك التي تصيب الجهاز الهضمي، نتيجة الإفراط في تناول كل ما هو وجبة مقلية أو غنية بالدهون".

وأشار المتحدث، إلى أنه لا مانع من تناول ما يحضر بمحلات الأكل السريع، لكن بشرط أن لا تحل هذه الوجبات، محل الوجبات المنزلية، وهو الدور الذي ينبغي أن تلعبه الأم في المنزل، من خلال تحفيز أبنائها على تناول ما يطبخ في البيت بطريقة صحية،  وتشجيعهم على أكل ما يقدم لهم في المطاعم المدرسية، التي تظل أفضل بكثير من تلك التي تباع في المحلات.
من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أنه من بين الظواهر التي انتشرت أيضا في صفوف الأطفال، وأصبحت تهدد صحتهم، إقبال المتمدرسين على شرب بعض أنواع المشروبات، التي يجري الترويج لها من باب أنها تساعد على رفع معدل التركيز. يقول: "غير أنه في الحقيقية، مخاطرها أكبر بكثير من منافعها"، مؤكدا في السياق، بأن نسبة السمنة لدى الأطفال في ارتفاع مستمر، حيث تصل حسب بعض الإحصائيات في صفوف المتمدرسين، إلى أكثر من ربع التلاميذ. أما فيما يتعلق بمرض السكري، في صفوف الأطفال، فهو الآخر في ارتفاع، يكشف المتحدث، حيث يصل ـ حسب بعض الإحصائيات ـ إلى 8 آلاف مصاب بالسكري من النوع الأول.
وفي الختام، قال أوحدة، إنه تبقى هذه الأرقام بحاجة إلى إجراء دراسات حديثة، لإعطاء صورة واضحة حول عدد المصابين في صفوف المتمدرسين.