ترتبط بالنمط المعيشي
"الصحة العقلية" مرهونة بجودة الحياة
- 339
دعا مختصون في الأمراض العقلية، خلال حديثهم عن واقع التكفل بهذا النوع من الحالات الصحية، إلى التفرقة بين الأمراض العقلية والصحة العقلية، بالنظر إلى الاختلاف الموجود بينهما، من حيث الأسباب وطريقة العلاج، ويرى الأستاذ المختص في الطب العقلي، محمد الأمين بن شريف، بأن كل ما يتعلق بالصحة العقلية مجال حساس، لارتباطه بنمط الحياة، ولا يزال بحاجة إلى الاهتمام به في الجزائر أكثر.
عند الحديث عن موضوع الصحة العقلية، الذي يحتفل به العالم اليوم 10 أكتوبر، فإن الأمر يتعلق بكل شرائح المجتمع، حسب المختص في الطب العقلي، الأستاذ محمد الأمين بن شريف، لأن الأمر ـ حسبه ـ "يتعلق بنمط الحياة الذي عرف في السنوات الأخيرة وتيرة سريعة، ارتفع معها معدل القلق والاكتئاب، الأمر الذي أثر بطريقة أو بأخرى على الصحة العقلية لعامة الناس"، شارحا ذلك بقوله: "من بين الأمثلة الحية التي تعتبر سببا في إصابة الأفراد بالاضطرابات التي تمس سلامة الصحة العقلية، وجود مشاكل في العمل ناجمة عن التأخر، والتي يعاني منها العامل يوميا في وسائل النقل، أو الزحمة المرورية الدائمة، أو عدم القدرة على الإنفاق، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، أو غياب التزود بالمياه الصالحة للشرب، وغيرها من اليوميات التي يعيشها المواطن"، كل هذه العوامل قال إنها "تمس عامة الناس وتؤثر على صحتهم العقلية، وتتسبب لهم في حالات القلق والنرفزة التي يعيشونها بصورة يومية، ناهيك على اضطرابات النوم التي تقود في آخر المطاف، إلى الإصابة بأمراض عقلية، نتيجة عدم القدرة على التحمل".
أما فيما يتعلق بالأمراض العقلية، فهي موضوع آخر، إذ تعتبر، حسب المختص في الطب العقلي، من الحالات المرضية التي يجري تشخيصها منذ البداية، على أنها أمراض عقلية تحتاج إلى تكفل طبي في تخصص الطب العقلي، والذي لا فرق فيه بين الجزائر وغيرها من الدول المجاورة من حيث الأرقام المسجلة، فمثل هذه الاضطرابات العقلية، تعتبر من التحديات التي تواجه الجزائرية، حيث قطعت، حسب المختص "في إطار ترقية التكفل بالأمراض العقلية، أشواطا كبيرة، من خلال توفير المؤسسات الاستشفائية ومراكز العلاج، مشيرا إلى أنه رغم الجهود المبذولة، إلا أن الإشكال المطروح هو توجه الأطباء إلى القطاع الخاص، أو الهجرة إلى بعض الدول، الأمر الذي جعل قطاع الصحة بحاجة إلى دعمه بالأطقم الطبية المختصة في مجال الطب العقلي.
وردا على سؤال "المساء"، حول وجود بعض الحالات المصابة باضطرابات عقلية، تجوب الشوارع وتشكل مصدر قلق للناس، بسبب الاعتداءات التي يمكن أن يتسببوا فيها، أوضح المتحدث بأن ولاية البليدة، تحتوي على مصلحة خاصة للتكفل بمثل هؤلاء المصابين بأمراض عقلية، وإن وجدت بعض الحالات الشاذة، فلا يقاس عليها، وتتطلب البحث في الأسباب. مشيرا إلى أنه بعيدا عن الأمراض العقلية، فإن الحديث عن ترقية الصحة العقلية يتطلب بذل جهد من أجل تفادي الوصول أصلا إلى المرض، وهذا لا يتحقق، حسبه، "إلا ببلوغ مستوى من الحياة التي تغيب فيها بعض الضغوطات، التي تشكل تهديدا للصحة العقلية". وفي الختام، أشار المختص، إلى أن تحسين النمط المعيشي وجودة الحياة، هو السبيل الوحيد لضمان سلامة الصحة العقلية.