"المساء" تتوغل في أسواق بيع قطع الغيار الجديدة والمستعملة
السلع المغشوشة والمقلّدة من أسباب حوادث المرور
- 413
❊ جمعية حماية المستهلك تدق ناقوس الخطر
❊ ندرة كبيرة في قطع الغيار الأصلية والأسعارُ غير معقولة
❊ أصحاب الورشات يبحثون عن البديل لإرضاء الزبائن
❊ أسواق السيارات المستعمَلة مقابر الموت
تحدّث رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي إلى " المساء"، عن أزمة ندرة قطع الغيار الأصلية للسيارات والمركبات في الأسواق، والتي تؤثر على أصحاب السيارات، وعلى السلامة المرورية، موضحا أن المقلدة منها والمغشوشة تُعد أحد الأسباب الرئيسة وراء تسجيل حوادث مرور مميتة عبر الطرقات، لا سيما أن العديد من المواطنين يقصدون مقابر السيارات أو ما يُعرف بـ "لاكاس" ، لاقتناء القطع المستعمَلة.
وأضاف محدث "المساء" أن وكلاء السيارات باتوا يطلبون من الزبائن البحث عن قطع الغيار في فضاءات مقابر السيارات والمحلات؛ من أجل تركيبها، وهذا ما يُعد سابقة خطيرة في مجال خدمات ما بعد البيع.
وطالب المتحدث السلطات الوصية بالتدخل العاجل لإصلاح الأوضاع، وتوفير قطع الغيار الأصلية، التي باتت نادرة في الأسواق، وحتى عند الوكلاء، داعيا إلى مراقبة وتنظيم أسواق بيع العتاد المستعمل، لا سيما أن استعمال القطع القديمة قد يتسبب في وفاة حتمي لأصحاب المركبات؛ لكونها سببا في حوادث المرور، وتؤثر على السلامة المرورية.
نفاد المخزون وأسعار خيالية للقطع المتوفرة
تعرف سوق قطع غيار السيارات هذه الأيام، ندرة حادة بسبب نفاد المخزون، وهو ما أدى، بالضرورة، إلى ارتفاع أسعارها؛ ما أرق أصحاب المركبات، الذين باتوا يعانون الأمرّين للعثور على قطع الغيار التي يبحثون عنها؛ سواء عند المستوردين، أو الوكلاء المعتمدين الذين يمثلون العلامات العالمية؛ الأمر الذي جعل الزبائن يتوجهون نحو سوق قطع الغيار المستعمَلة.
جولة "المساء" بسوق قطع الغيار بباب الزوار وبعض محلات التجزئة بالرغاية والهراوة، جعلتنا نكتشف معاناة تجار التجزئة والمواطنين مع غياب قطع الغيار الأصلية، وإن وُجدت فتُعرض بأسعار خيالية، إلى جانب قلة السلع المعروضة؛ إذ تُعد غالبيتها رديئة، وكثيرا ما يرفضها الزبون، ولكنه مضطر لشرائها حتى يتخلص من العطب الذي طال مركبته، نفعية كانت أم من الحجم الكبير.
كما تحدّث أصحاب المركبات عن الغلاء الفاحش الذي مس جميع قطع غيار السيارات ولواحقها؛ حيث أكد أحدهم لـ"المساء" أن الزيادة في الأسعار فاقت أربع مرات منذ بداية العام الجاري مقارنة بالأسعار التي كانت متداولة في أسواق الجملة والتجزئة على حد سواء خلال السنوات الأخيرة المنصرمة. كما عرفت المحلات نقصا ملحوظا بخصوص بعض القطع. وهناك ما هو مفقود؛ مثل المدحرجات الخاصة بسيارات (بيجو وهيونداي).
ورشات تصليح السيارات في ورطة
ومن جهة أخرى، توجهت "المساء" إلى عدد من ورشات تصليح السيارات بالعاصمة؛ حيث وجدت عددا معتبرا من السيارات مركونة تنتظر القطع اللازمة لتصليحها، مثلما هي الحال بمحل حكيم بالرغاية، الذي أكد أنه يجد صعوبة كبيرة في التعامل مع الزبائن، خصوصا أصحاب المركبات التي تعاني من ندرة في قطع غيارها، والتي تكون ناقصة بالسوق، أو غير موجودة تماما، أو تباع بأسعار غالية.
كما أكد أن استعمال قطع ذات جودة رديئة تعرّض السيارة للتلف بعد فترة قصيرة من تركيبها في المركبة؛ ما يثير استياء الزبائن، محمّلين أصحاب الورشات المسؤولية.
وأشار في سياق حديثه إلى أن ارتفاع أسعار قطع الغيار يعود لعدة أسباب؛ منها الندرة، والحد من عمليات الاستيراد، وتذبذب أسعار الصرف في العالم؛ حيث يطالب أصحاب الورشات وتجار بيع القطع ومستعملي المركبات، السلطات المعنية بالتدخل السريع؛ لوضع حل لمشكلة الأسعار والندرة المسجلة في مختلف قطع غيار السيارات النفعية، والموجهة للنقل الخاص والعمومي.
الأسواق المستعمَلة قنابل موقوتة
حسب الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى سوق السمار بعين النعجة الخاص ببيع قطع الغيار المستعملة وأجزاء السيارات المصدومة، فإن محلات التجار امتلأت بلواحق وإكسسوارات وأجزاء وقطع غيار مستعملة، تختلف من ناحية مدة الاستعمال، ودرجة الإصابة بالصدمات الطفيفة والخدوش، ونوعيتها، وشركة السيارات التابعة لها.
وأكد الباعة أن المواطن لم يجد البديل؛ حيث يتوجه إلى سوق القطع المستعملة لشراء ما يحتاج، فبعض القطع لا يجد فيها مشاكل، وأخرى تكون رديئة، وتؤدي إلى تدهور السيارات.
وأجمع المواطنون على أن غياب القطع الأصلية وغلاء البعض منها، جعل المواطن يتردد على أسواق القطع المستعملة بمختلف الأماكن؛ على غرار السمار بعين النعجة، وتيجلابين ببومرداس، وذراع بن خدة بتيزي وزو؛ لإصلاح سياراتهم. وقال أحدهم: "بالرغم من أن اقتناء قطع قديمة ومستعملة أمر خطير، إلا أن غياب البديل يدفع بالمواطن البسيط إلى مثل هذه الحلول".