شهداء وجرحى في استهداف الاحتلال لساحة مستشفى وسط غزة
إدانة المجزرة الصهيونية بمدرسة "المفتي"
- 427
يبدو أن العدوان الصهيوني سيزداد شراسة على لبنان في ظل توعد الكيان الصهيوني "حزب الله" برد قوي على هجوم هذا الأخير الذي استهدف مساء أول أمس قاعدة عسكرية جنوب حيفا شمال فلسطين المحتل خلفت مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة ما لا يقل عن 60 آخرين.
قال فتوح، في بيان أمس، إن هذه الأفعال تشكل إرهابا يمارسه كيان خارج عن القانون، واصفا ما جرى بأنه "إجرام مغلف" بحماية أمريكية وصمت دولي غير مبرر يغض الطرف عن التصعيد الإجرامي للاحتلال الصهيوني.
ودعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني المجتمع الدولي إلى تعزيز الجهود لوقف عمليات الإبادة والتطهير العرقي وفرض عقوبات على الكيان الصهيوني ومحاسبته على انتهاكاته المستمرة، بما يضمن تطبيق القانون الدولي وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، مساء أول أمس، جراء سلسلة غارات شنّتها قوات الاحتلال الصهيوني على مناطق متفرقة من قطاع غزة. وأكد مستشفى "العودة" ارتقاء 18 شهيدا وإصابة عشرات الجرحى على الأقل وفق حصيلة أولية للقصف الصهيوني على مدرسة "المفتي" التي تؤوي نازحين في مخيم النصيرات.
ويواصل جيش الاحتلال إبادته في حق سكان غزة، حيث أعلنت مصادر فلسطينية أمس استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 70 أخرين في قصف صهيوني على ساحة مستشفى ومركز توزيع مساعدات وسط وشمال قطاع غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، أن طائرة صهيونية مسيرة استهدفت ساحة مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، موضحا أن الغارة أدت إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة 70 آخرين بجروح بينهم حالات خطيرة ومعظمهم أطفال ونساء من النازحين داخل المستشفى.
وأدانت السلطات الصحية في غزة استهداف جيش الاحتلال لساحة المستشفى والتي نجم عنه حريق كبير في خيام النازحين، داعية المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لحماية المستشفيات والكوادر الصحية.
ومنذ السابع أكتوبر من العام الماضي، يشنّ الاحتلال الصهيوني عدوانا مدمرا على قطاع غزة خلف في حصيلة مؤقتة استشهاد 42 ألف و289 شخص وإصابة قرابة 99 ألف آخرين وكارثة إنسانية غير مسبوقة تسببت في نزوح أكثر من 85% من سكان القطاع بما يعادل 1.9 مليون شخص.
لتعميق الإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني
الاحتلال يستغل ازدواجية المعايير الدولية
حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية من أن الاحتلال الصهيوني يستغل ازدواجية المعايير الدولية لمواصلة سياساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل تصاعد وتيرة الإبادة والتهجير القسري في شمال قطاع غزة خلال الأيام العشرة الماضية.
واعتبرت الوزارة الفلسطينية، في بيان أصدرته أمس، أن الاحتلال يمارس أبشع أشكال الجرائم التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين لتفريغ المناطق من سكانها سواء من خلال القتل المباشر أو التهجير القسري.
وأشارت إلى أن آخر هذه الجرائم كانت المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم في مركز لتوزيع المواد الغذائية في جباليا، بالإضافة إلى المجزرة التي وقعت فجرا ضد خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح. وأكدت الخارجية الفلسطينية أن "الفشل الدولي في اتخاذ خطوات حازمة لوقف هذه الحرب، يساهم في تشجيع الاحتلال على المضي قدما في تنفيذ مخططاته الهادفة إلى تهجير الشعب الفلسطيني وتقطيع أوصال وطنه من خلال جرائم الضم التدريجي، وإنشاء المناطق العازلة وتعميق الاستيطان".
واعتبرت أن هذه الجرائم تهدف إلى تصفية أي إمكانية لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض، مشدّدة على أن الشعب الفلسطيني ليس فقط ضحية للاحتلال الذي طال أمده، بل هو أيضا ضحية لازدواجية المعايير الدولية وعجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
ولفت البيان إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية تستمر في بذل جهودها السياسية والقانونية على المستوى الدولي لفضح الجرائم الصهيونية والمطالبة بخطوات عملية ملزمة لوقف العدوان. كما تعمل على حث المجتمع الدولي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة خاصة القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، الذي يدعو إلى إنهاء الاحتلال في غضون 12 شهرا.
منذ العدوان الصهيوني على غزة
ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 177 صحفي
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 177 صحفي وصحفيةً منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد اغتيال مصوّر قناة الأقصى الفضائية، أيمن محمد رويشد.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان له، بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين، وحمله كامل المسؤولة عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء. كما نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وذات العلاقة بالعمل الصحفي في العالم إلى ردع الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف جريمة قتل واغتيال الصحفيين الفلسطينيين.
وسط تصاعد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية بعواقب وخيمة
إسرائيل تتوعد و"حزب الله" يهدّد
يبدو أن العدوان الصهيوني سيزداد شراسة على لبنان في ظل توعد الكيان الصهيوني "حزب الله" برد قوي على هجوم هذا الأخير الذي استهدف مساء أول أمس قاعدة عسكرية جنوب حيفا شمال فلسطين المحتل خلفت مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة ما لا يقل عن 60 آخرين.
وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، نظيره الأمريكي، لويد أوستن، بأن بلاده سترد بقوة على "حزب الله" بعد أن استهدف بواسطة طائرات مسيرات قاعدة عسكرية إسرائيلية في هجوم وصفه مسؤولون عسكريون اسرائيليون بأنه "صعب ومؤلم".
وقال مكتب الوزير الصهيوني إن هذا الأخير تحادث مع نظيره الأمريكي ليلة الأحد إلى الاثنين، حيث "شدّد على خطورة الهجوم والرد القوي الذي سيتم القيام به ضد حزب الله".
بالمقابل هدّد "حزب الله" إسرائيل بشنّ المزيد من الهجمات في حال واصلت عدوانها على لبنان. وقال إن "المقاومة تعد العدو بأن ما شهده في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرّر الاستمرار في الاعتداء على شعبنا، واصفا هجوم الأحد على حيفا بأنه "عملية نوعية ومركبة".
وأعلن "حزب الله" أمس، أنه خاض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال في بلدة جنوب لبنان استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الأوتوماتيكية والقذائف والمدفعية، مؤكدا استهدافه لعربة نقل جند صهيونية بواسطة صاروخ موجّه بما تسبب في اندلاع حريق. كما تم إطلاق صواريخ باتجاه شمال فلسطين المحتلة، حيث وسع "حزب الله" نطاق هجماته على الجليل وحيفا.
وأوضح أن مقاتليه أطلقوا "عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة الإسلامية أسرابا من مسيّرات متنوعة، بعضها يستخدم للمرة الأولى باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا"، مضيفا أن "المسيرات النوعية... وصلت إلى هدفها" و"انفجرت في الغرف التي يوجد فيها عشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي الذين يتحضرون للمشاركة في الاعتداء على لبنان".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل أربعة من جنوده وإصابة سبعة آخرين بجروح خطرة، في الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية منذ 23 سبتمبر الماضي، حين كثف الكيان المحتل هجماته على لبنان.
وتزامن ذلك مع إعلان الصليب الأحمر اللبناني عن سقوط 18 شهيدا في قصف صهيوني استهدفت قرية "عيطو" الجبلية ذات الأغلبية المسيحية الواقعة جنوب لبنان، في وقت أعلنت به وزارة الصحة اللبنانية على استمرار جهود انقاذ وانتشال الضحايا.
وتعد هذه المرة التي يستهدف فيها الطيران الحربي الصهيوني هذه القرية الجبلية منذ بدء عدوانه السافر على لبنان في 23 سبتمبر الماضي، والذي أسفر حتى الآن عن سقوط مئات الضحايا ما بين قتلى وجرحى.
ويعتمد جيش الاحتلال بشكل كبير على الغطاء الجوي كعنصر تفوق سواء في عدوانه المستمر منذ أكثر من عام على قطاع غزة أو في عدوانه حاليا على لبنان، حيث يشن طيرانه الحربي غارات مكثفة ومدمّرة تستهدف بالدرجة الأولى منازل المواطنين والمباني والمنشآت المدنية والبنى التحية بما يلحق أضرارا بليغة في كل منطقة يقصفها.
وبلجوئه إلى القصف الجوي المكثف، يكون بذلك جيش الاحتلال يسعى على فشله في المعارك البرية سواء في قطاع غزة أو على الجبهة اللبنانية والتي تكبده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وبين وعيد الاحتلال وتهديد "حزب الله"، شدّد المفوض الأممي الخاص باللاجئين، فليبو غراندي، على الحاجة الماسة إلى وقف إطلاق النار سواء في لبنان أو غزة يكون مدعوما بمسار سلام ذي معنى باعتباره السبيل الوحيد لكسر دوامة العنف والكراهية والبؤس.
ويرى المسؤول الأممي أن وقف إطلاق النار من شأنه أيضا تفادي حرب إقليمية خطيرة بعواقب عالمية وخيمة لا تزال كل المجموعة الدولية تحذّر من مغبة الانزلاق إليها خاصة في ظل التعنت الصهيوني الرافض لكل الدعوات والمطالب الدولية حتى من اقرب حلفاءه بوقف إطلاق النار، بل ويواصل هذا الكيان المحتل في اعتداءاته وخروقاته لكل القوانين والشرائع الدولية. وهو ما جعل إيران تنتقد أمس، وبشدة عجز مجلس الأمن الدولي في وقف شلال الدم في غزة ولبنان، واصفة عدم فعاليته بأنها "كارثية".
وجاء ذلك على لسان رئيس الدبلوماسية الايرانية، عباس الرغشي، خلال اتصال هاتفي أجراه، أمس، مع نظيره الصيني، وانغ يين حيا خلاله الوزير الإيراني الجهود الصينية باعتبارها بلدا دائم العضوية في مجلس الأمن. واتهم بالمقابل الولايات المتحدة بعرقلة عمل المجلس بسبب حق "الفيتو" الذي تستخدمه في خدمة إسرائيل.
دعوات لتقديم توضيح عاجل وتحقيق شامل
إدانة أوروبية لهجمات إسرائيل على "اليونيفيل"
أدان الاتحاد الأوروبي استهداف إسرائيل لقوات حفظ السلام الأممية في لبنان "يونيفيل" التي من المفروض أنها تسهم في التخفيف من حدة التوتر على طول الخط الأزرق الفاصل بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتل.
وأعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، عن "قلقهم البالغ" من هجمات الجيش الإسرائيلي على "اليونيفيل"، داعين إسرائيل إلى تقديم "توضيح عاجل" وتحقيق شامل بهذا الخصوص. وأكد البيان أن الاتحاد الأوروبي يدين جميع الهجمات الإسرائيلية ضد البعثات الأممية، ويعرب عن بالغ قلقه إزاء الهجمات ضد قوات اليونيفيل التي تلعب دورا أساسيا في استقرار جنوب لبنان.
من جانبه، قال وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، إن هجمات إسرائيل على قوات "اليونيفيل" غير مقبولة وتنتهك قواعد الأمم المتحدة. وأضاف في تصريحات صحافية قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ "إنها تتعارض مع ما نتوقعه من أي دولة عضو في الأمم المتحدة، التي هي في نهاية المطاف منظمة تحمي السلام العالمي".
أما رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، فقد طالب، أمس، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاستجابة لطلب إسبانيا وايرلندا بتعليق اتفاقية التجارة الحرة بين التكتل وإسرائيل بسبب ما تقوم به من جرائم في غزة ولبنان، وشدّد على ضرورة أن توقف إسرائيل غزوها المزدوج لغزة ولبنان، مؤكدا أن منع تصدير الأسلحة لإسرائيل مهم لأنها لا تزال تقصف المدنيين في القطاع.
وبينما اتهم وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن إسرائيل بالعمل على تقويض الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام التابعة لها، دعت وزارة الخارجية السويسرية، الجيش الإسرائيلي إلى وقف جميع هجماته على "اليونيفيل" بشكل فوري. وقالت في منشور عبر منصة إكس "ندعو الجيش الإسرائيلي إلى وقف جميع الهجمات على اليونيفيل فورا واحترام حرمة مرافق الأمم المتحدة وحماية القانون الدولي".
وكانت "اليونيفيل" اعلنت أول أمس جيش الاحتلال الصهيوني اقتحم موقعا لها بدبابتين في بلدة "راميا" جنوب لبنان وكان قبلها أصاب خمسا من عناصر القبعات جراء استهداف قوات الاحتلال لبرج مراقبة تابع لها في لبنان.
وهو ما أثار انتقادات دولية لاذعة باتجاه اسرائيل التي راح رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، يلقي باللوم على الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، متهما إياه بأنه لا يحافظ على حياة القوات الأممية جراء رفض "اليونفيل" طلب احتلال بالانسحاب من لبنان مما يجعلها عرضة لنيران آلة الدمار الصهيونية.
وفي سياق هذه الإدانة، رفض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بشدة ما وصفها بالاتهامات غير المبررة ضد الأمين العام للأمم المتحدة بشأن معاداته السامية. وقال، في منشور على منصة "إكس" إن مجلس الأمن الدولي هو الذي يقرّر بشأن بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وليس الأمين العام، كما أعرب بوريل عن غضبه إزاء المواقف المتناقضة للدول الأعضاء بالاتحاد تجاه الصراع المتزايد في الشرق الأوسط.