استهدف المستشفيات في الـيوم 15 من حصار شمال غزة

الاحتلال الصهيوني يصعّد من جرائم الإبادة

الاحتلال الصهيوني يصعّد من جرائم الإبادة
  • 432
ق. د ق. د

صعّد الاحتلال الصهيوني من جرائم التطهير العرقي، مرتكبا مجازر أودت بحياة عشرات المدنيين الفلسطينيين، علاوة على استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، وذلك في اليوم 15 من الحصار المشدّد على شمال قطاع غزة.
نفذ طيران الاحتلال الصهيوني، أمس، قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على مخيم جباليا وبيت لاهيا ومناطق الصفطاوي وتل الزعتر والشيخ زايد وتلة قليبو شمال قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء، من بينهم أطفال ونساء، حسبما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأفادت مصادر طبية بأن عشرات الجثامين ما زالت منتشرة بشوارع شمال قطاع غزة وخاصة في جباليا، حيث لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليها، بسبب القصف المكثف.
كما قصف الاحتلال عشرات المنازل بمناطق مختلفة بمخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عديد الفلسطينيين.
وتطلق الطائرات المسيرة وآليات الاحتلال النار بشكل مكثف، وسط قصف مدفعي متواصل، تزامنا مع تحرّكات الآليات بمخيم جباليا ومحيطه، الذي يتعرض لعمليات نسف وتدمير وإحراق المباني السكنية، باستخدام البراميل المتفجرة والروبوتات المفخخة.

وناشدت عشرات العائلات طواقم الإسعاف والدفاع المدني لإنقاذها من تحت أنقاض منازلها المدمرة وأخرى من النيران المشتعلة جراء قصف الاحتلال العنيف والمكثف. وتوغلت دبابات الاحتلال شمال قطاع غزة وصولا إلى بوابة المستشفى "الإندونيسي" بمنطقة الشيخ زايد وقامت بمحاصرته من جميع الجهات وهدم جزء من أسواره. وحسب مصادر طبية من داخل المستشفى، "فقد تم قطع التيار الكهربائي عنه ولا يمكن من إعادة وصله مجددا بسبب خطورة الأوضاع وتواجد قوات الاحتلال بالمنطقة".
ويوجد داخل المستشفى المحاصر 30 مصابا، بخلاف المرضى، منهم 10 يحتاجون رعاية خاصة وأكسجين على مدار الساعة.

وبخصوص مستشفى "العودة" بتل الزعتر شمال قطاع غزة، فقد قصفت مدفعية الاحتلال الطوابق العلوية ثلاث مرات، ما أدى إلى إصابة عدد من الطواقم الطبية، إحداها إصابة بالغة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة قوات الاحتلال حملة الإبادة التي ينفذها في شمال القطاع منذ 15 يوما، عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة، إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلف مئات الشهداء والجرحى، في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها أو منعها من تأدية مهامها.

وأجبر 350 ألف فلسطيني وفلسطينية على النزوح، بسبب قصف الاحتلال الوحشي عبر الطائرات والمدفعية، وما زالت المستشفيات محرومة من الإمدادات الطبية وغير الطبية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على قدرتها على تقديم الخدمات الطبية للمرضى والمصابين، بالإضافة إلى أن الواقع في شمال قطاع غزة أدى إلى نزوح الكفاءات الطبية، ما جعل الفلسطينيين في حالة انكشاف طبي.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 42.519 فلسطيني، وإصابة 99.637 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.


تستهدف عزل الشعب الفلسطيني وتهجيره.. حماس:

قطع الاحتلال للاتصالات والإنترنت عن شمال غزة جريمة

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن قطع الاحتلال الصهيوني لاتصالات والإنترنت عن شمال قطاع غزة جريمة تستهدف عزل الشعب الفلسطيني وتهجيره ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ أكثر من عام كامل.
وقالت الحركة، في بيان لها، أمس، إن قطع جيش الاحتلال المجرم للاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزة، مع تصعيد مجازره الوحشية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وخاصة في مخيم جباليا، جريمة صهيونية ممنهجة تستهدف تهجير شعبنا والانتقام من صموده وثباته على أرضه ومحاولة لعزله ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها ضد أهلنا في القطاع منذ أكثر من عام كامل.

وحذّرت الحركة من خطورة وتداعيات منع الأطقم الطبية والدفاع المدني من الوصول للمصابين، مما ينذر بارتفاع أعداد الشهداء.
ودعت "حماس" كل الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تحمّل مسؤولياتها والتحرك لوقف هذه الجرائم الصهيونية التي ستبقى وصمة عار تلاحق كل المتخاذلين والمتقاعسين في وضع حدّ لهذا الإجرام الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
ولليوم 15 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على شمال قطاع غزة، وتمنع إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود وتدمّر المنازل وتفجر مربّعات سكنية كاملة.


 أكدت أن إعادة إعمار القطاع تحتاج إلى 80 عاما.. الأمم المتحدة: 

مليون طفل في غزّة يعيشون جحيما على الأرض

أكدت الأمم المتحدة، أن مليون طفل في قطاع غزّة يعيشون "جحيما على الأرض" حيث استشهد نحو 40 طفلا هناك كل يوم خلال العام الماضي.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أمس، نقلا عن المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، جيمس إلدر، أنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزّة، يظل الأطفال يعانون أذى يوميا لا يوصف.
وأضاف المسؤول الأممي، أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، والتقديرات تشير إلى أن حصيلة الشهداء بين الأطفال في غزّة تجاوزت 14100، وهذا يعني أنه يقتل ما بين 35 و40 فتاة وصبي يوميا في غزّة.
وحسب ذات المسؤول، فإن الأرقام التي قدمت وقدرت إجمالي عدد الشهداء بأكثر من 42400 موثوقة، وهناك الكثير والكثير تحت الأنقاض، موضحا أن أولئك الذين نجوا من الغارات الجوية اليومية والعمليات العسكرية واجهوا في كثير من الأحيان ظروفا مروّعة.

وأكد المتحدث باسم (اليونيسف) بأن الأطفال وأسرهم ليسوا آمنين لا في المدارس ولا في الملاجئ ولا في المستشفيات، وبالتأكيد ليسوا آمنين في المخيمات المكتظة.
بالمقابل أكد خبير الإسكان في الأمم المتحدة، بالاكريشنان راغاغوبال، أن إعادة إعمار قطاع غزّة ستستغرق 80 عاما إذا استمر الاحتلال الصهيوني في عدوانه.
وحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، قال محقق الأمم المتحدة المستقل المكلّف بالحق في السكن الملائم، راغاغوبال، إنه بحلول يناير 2024، دمر ما يتراوح بين 60 و70 بالمئة من المنازل في غزّة وفي الشمال كانت النسبة 82 بالمئة، مشيرا إلى أن "الأمر أسوأ بكثير الآن" ولا سيما في الشمال الذي تقترب فيه نسبة التدمير إلى 100 بالمئة.

وبخصوص الوقت الذي ستستغرقه إعادة بناء غزّة، قال الخبير إنه "يجب أولا إزالة الأنقاض ثم إيجاد تمويل، والأهم من ذلك أنه لا يمكن إعادة الإعمار إلا إذا انتهى الاحتلال". وفي هذا السياق أشار إلى تقرير صدر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤخرا، والذي قدر أنه في مايو الماضي كان هناك أكثر من 39 مليون طن من الحطام في غزة، مبينا أن الركام مختلط بذخائر غير منفجرة، ونفايات سامة.

وأضاف أن تلوث المياه الجوفية والتربة وصل إلى وضع كارثي لدرجة أننا لا نعرف إذا كان يمكن علاجهما في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن القطاع تعرض إلى وابل غير مسبوق من الدمار، منذ السابع من أكتوبر 2023 ، محمّلا مسؤولية ذلك على الكيان الصهيوني الذي يفرض قيودا على مواد ومعدات البناء.