منحوتات ولوحات بأساليب متعدّدة بمؤسسة "عسلة"

التميّز والجمال عنوان "شظايا من الضفتين"

التميّز والجمال عنوان "شظايا من الضفتين"
الفنانين ناريمان سادات شرفاوي وأني محمد أوسعيد ومرزاق حنو
  • القراءات: 346
لطيفة داريب لطيفة داريب

تعدّدت الأساليب الفنية للأعمال المعروضة في المعرض المقام حاليا بمؤسسة "عسلة" للفنانين ناريمان سادات شرفاوي وأني محمد أوسعيد ومرزاق حنو. واشتركت في التميّز والجمال الذي أعجب الحضور في أوّل يوم افتتاح هذه الفعالية.

بالمناسبة، زيّنت الفنانة أني محمد أوسعيد، عدّة لوحاتها بأشكال هندسية مثلثية، مستعملة في ذلك ألوانا سائلة؛ مثل اللوحة التي رسمتها عن دون كيشوت، بيد أنّ لوحة أخرى عن نفس الموضوع، رسمتها بأسلوب آخر؛ حيث حدّدت تفاصيل وجه بطل الروائي الإسباني ميغال سرفنتس، وألبسته البرنوس، ليصبح جزائريا.
ودائما مع نفس الأسلوب، رسمت لوحات "امرأة معدنية" ، و"موكب في الصحراء" ، و"ليلة صحرواية" . وفي هذا أكدت حبها للتميّز، وكذا تعلُّقها بالصحراء التي زارتها أكثر من مرة، خاصة بألوانها المبهرة.

كما تهدف الفنانة، حسب تصريحها لـ"المساء" ، إلى رسم لوحات عن بلدها فرنسا، وبلد زوجها الجزائر، وهكذا رسمت زهرة دوّار الشمس بتقنية السكين. وهي زهرة أوروبية، لترسم، أيضا، زهرة منتشرة في الجزائر، وهي الصبار. حمتها بزجاج؛ ربما حتى لا تلدغ الزائر.
ومع أنّها لا تحب رسم الأزهار كثيرا، إلاّ أن نجاح إنجازها هاتين اللوحتين سيدفعها حتما، إلى إنجاز المزيد منها.
وصرحت أني لـ"المساء" بأنّ العلاقات الجزائرية الفرنسية تشهد بعض الاضطراب؛ لهذا فهي تهدف إلى توحيد الضفتين من خلال الرسم، لترسم أيضا لوحة عن بيكاردي الفرنسية، وأخرى عن جبال الجرجرة استلهمتها من صورة.

وتعرض الفنانة، أيضا، لوحات أخرى؛ مثل بورتريه عن جدها الفلاّح من منطقة "أوفرنيا"، علما أنّها تبتغي رسم البورتريهات والمناظر الطبيعية. كما تَسلمت لوحتها "المكتبيين" من أعمال كلود موني التي أنجزتها بالأسلوب الانطباعي، في حين أعادت رسم لوحتين؛ الأولى لإتيان ديني، والثانية لسيزان.
ومن جهتها، تعرض الفنانة ناريمان سادات شرفاوي مجموعة من اللوحات بتقنية اللصق والاسترجاع؛ رغبة منها في حماية البيئة، حسبما أكدت لـ"المساء"، مضيفة أنها فنانة متخصّصة في الرسم التجريدي، وفي تقنية اللصق، تحبّ استعمال جميع الألوان بتدرّجاتها، علاوة على عدّة مواد، وهي القماش، والخيشة، والحجارة، والرمال، والخيوط، والأشرطة وغيرها. والنتيجة لوحات يمكن تزيين الأمكنة بها؛ مثل لوحة " الربيع" التي غلب عليها اللون الأزرق.

وتتشكل من ملصقات، تعبّر جميعها عن فصل الربيع. وفي هذا قالت ناريمان إنّها أنجزت لوحة "الربيع" في فصل الصيف؛ لهذا غلب عليها لون البحر. أما لوحة "الطبيعة الجميلة1" فقد رسمتها في نفس الفصل، مستعملة فيها الألوان الحارة. وقد ألصقت فيها ريشة؛ رمز للفنان الذي يفقد ريشه طوال مسيرته الفنية نتيجة الصعوبات التي يتلقاها، إلاّ أنه مع ذلك، يستمر في العطاء؛ مثل العصفور الذي يطير حتى ولو فقد ريشه.

وتشارك ناريمان، أيضا، بلوحتين عن الهوية، وضعت فيهما ملصقات تضمّ قطعا من الفوطة والحلي القبائلي، بينما غلب اللون الأخضر على عدّة لوحات، في حين استعملت الخيوط أو الأشرطة الرقيقة في أكثر من عمل، معبّرة في ذلك عن المسار غير المنتهي الذي يسير فيه الفنان، إلى جانب لوحات أخرى للفنانة؛ مثل "الهدوء" و"عاصفة" . أما لوحة "ريشة" فقد ألصقت فيها الريشة؛ تكريما لها.

وفي إطار آخر، يعرض الفنان مرزاق حنو في هذه الفعالية الموسومة بـ"شظايا من الضفتين" ، منحوتات في غاية الدقة والبهاء، مستعملا في ذلك، النحاس الأصلي، وألوانا طوّرها، فأصبح ملمس المنحوتة كالقطيفة. كما تتشكّل قاعدتها من الكاجو، أو شجرة البلوط؛ لتجمع بين الجمال والصلابة، وتمزج، أيضا، بين الفن وعالم الحرف.
أكثر من تحفة استلهمها الفنان من رسومات بيكاسو؛ مثل تلك المنحوتة التي يمكن وضع الأقراط عليها. ومنحوتات أخرى في نفس الشاكلة، ينجزها مرزاق، حسب ما أشار إليه لـ"المساء" ، بسلك واحد من النحاس، يلويه باستعمال موقد اللحام "شاليمو" صغير مثل الذي يستعمله صانع المجوهرات.

ويعرض الفنان رأس أسد، وسيارات بالجملة، وأوجه أناس، وفردة حذاء، وشخصيات رسوم متحركة؛ مثل سيمسون، وداكستر، وآلات موسيقية، وباقات أزهار. وقد كشف لـ"المساء" عن قدرته على تحويل أيّ رسمة له إلى منحوتة. وأضاف أنه حينما تقاعد من مهنته (مهندس في الاتصالات السلكية واللاسلكية المتعلقة بالشبكة) اتّجه، فورا، إلى الفن الذي يعشقه، وأنجز أوّل منحوتة له عن رجل يسجد، ومن فوقه نحت دعاء "سبحان الله". كما يبتغي صنع العديد من منحوتاته بأسلوب بيكاسو؛ لأنه لا يحب الفن الواقعي المحض.