الأعمال الأدبية والمسرحية لكاتب ياسين
من البيئة المحلية إلى فكر فلسفي عالمي
- 461
تحتضن قالمة، منذ أول أمس، أشغال الطبعة 11 للمنتدى الدولي حول حياة ومؤلفات كاتب ياسين، تزامنا مع الذكرى 35 لرحيله (1929-1989)، بالتأكيد على أن الأعمال الأدبية والمسرحية للكاتب، انطلقت من البيئة الجغرافية والاجتماعية المحلية، لتتحول إلى فكر فلسفي عالمي.
أوضح المفتش العام لولاية قالمة، السيد حسين ملياني، خلال إشرافه على افتتاح هذه الطبعة من المنتدى الدولي، التي تنتظم تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون بالمركز الثقافي الإسلامي "أمبارك بولوح"، حول موضوع "مرحلتا كاتب الأدبيتين: حلقة نجمة وحلقة المسرح الشعبي، التقارب والاختلاف والمؤثرات"، بأن البيئة الجغرافية والاجتماعية التي عاش فيها كاتب ياسين، كان لها تأثير كبير على أعماله، وعكست مقولة الإنسان ابن بيئته. وأردف أن عائلة كاتب ياسين تنحدر من منطقة عين غرور، ببلدية حمام النبائل بقالمة، المعروفة بمقاومتها للمستعمر الفرنسي، وتمسكها بقيم الهوية الجزائرية، ومنها اللغة والدين الإسلامي الحنيف، مضيفا أن هذه المنطقة المحاطة بالجبال الشامخة، كانت مصدر إلهام لكاتب ياسين، وصقلت موهبته وعززت ارتباطه الوثيق بأصوله.
من جهته، أفاد السيد علي عباسي، رئيس جمعية ترقية السياحة والتنشيط الثقافي لولاية قالمة، صاحبة مبادرة تنظيم التظاهرة، في كلمته بالمناسبة، أن منطقة عين غرور، التي ينحدر منها كاتب ياسين، كانت مكانا يستوحي منه المؤلف مختلف شخصياته الروائية والمسرحية، ما أكسبه قوة في التعبير عن واقع الطبقات الشعبية الواسعة، وتحكما في الخطاب الاجتماعي الصادق. فيما أبرز البروفيسور منصور مهني، أستاذ الأدب والحضارة الفرنسية بجامعة "تونس المنار"، ورئيس المجلس العلمي للمنتدى الدولي "كاتب ياسين" منذ 2015، بأن العلاقة الوطيدة بين الأعمال الإبداعية لكاتب ياسين، ومنها رائعته الأدبية "نجمة"، وكذا المسرح الشعبي، جعلت من فكره "فكرا متكامل الجوانب، بأبعاد أدبية وفلسفية واجتماعية عالمية، كما أنه فكر يمتلك تصورات مستقبلية ومفتوح على التطور".
عرفت الجلسة العلمية الأولى للقاء، تقديم عدة مداخلات، من بينها مداخلة البروفيسور فوزية ضيف الله، أستاذة قسم الفلسفة بجامعة "تونس المنار" بعنوان "دراسة مقارنة بين ‘الجثة المطوقة’ و’الرجل ذو الحذاء المطاطي’ فترتان أساسيتان في مسرح كاتب ياسين"، اعتبرت فيها بأن ذلك الكاتب انطلق من المسرح التراجيدي وفكرة الاستعمار والمقاومة في "الجثة المطوقة"، ليتحول إلى مجسد لفكر عالمي وأيقونة عالمية، تدافع عن الإنسان والتحرر في العالم، ومواجهة الإمبريالية والرأسمالية في "الرجل ذو الحذاء المطاطي".
ويتضمن برنامج المنتدى الدولي الذي سيدوم أربعة أيام، تقديم 17 مداخلة من طرف أساتذة من عدة جامعات جزائرية، وكذا باحثين ومختصين أجانب، مهتمين بأدب كاتب ياسين، من هيئات جامعية ومراكز مختصة من دول فرنسا وتونس وإيطاليا، إلى جانب تنظيم جولات سياحية للمعالم الطبيعية والأثرية بالولاية.