الرئيس تبون في زيارة دولة إلى سلطنة عمان لتكثيف التعاون والشراكة
الاستثمار والطاقة والمعادن والأمن الغذائي في قلب الأجندة
- 183
❊ الجزائر – مسقط.. العلاقات بين البلدين الشقيقين متجذّرة تاريخيا
❊ رؤى وتنسيق سياسي عالي المستوى في القضايا العربية والسلم العالمي
التقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء الإثنين بمسقط، بأفراد الجالية الجزائرية المقيمة في سلطنة عمان، وذلك بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها إلى هذا البلد الشقيق، قادما إليها من القاهرة في جولة عربية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار العادة التي دأب عليها رئيس الجمهورية في زياراته الخارجية، حيث يحرص على الاستماع مباشرة إلى انشغالات الجالية الوطنية في الخارج. وشكل لقاء الرئيس بالجالية، أول نشاط له، بعد أن وصل نهار الإثنين إلى سلطنة عمان قادمًا من جمهورية مصر العربية الشقيقة، حيث تأتي الزيارة في سياق تعزيز أواصر الأخوة والتعاون والتشاور بين البلدين الشقيقين، فيما ينتظر أن تفضي الزيارة إلى اتفاقات وشراكات.
تجمع الجزائر وسلطنة عمان علاقات متجذرة في ظل الإرادة القوية التي تحدو قيادتي البلدين من أجل إعطاء ديناميكية جديدة للتعاون الثنائي وإقامة شراكة استراتيجية تشمل مختلف المجالات، حيث ينتظر أن تعزز زيارة الدولة التي شرع فيها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى هذا البلد، التقارب والتجانس في المواقف تجاه القضايا العربية والإقليمية والدولية.
تشكل زيارة الرئيس تبون إلى سلطنة عمان، فرصة هامة لتوطيد وتعزيز علاقات الأخوة المتينة والصداقة التاريخية والتفاهم الكبير الذي يجمع البلدين، علاوة على الارتقاء بها إلى مستويات أعلى وآفاق أوسع بما يستجيب لتطلّعات الشعبين الشقيقين، كما تعد سانحة لتحديد مجالات جديدة ذات طابع أولوي للتعاون الثنائي في مختلف المجالات التي تتصدر اهتمام البلدين.
ومن المرتقب خلال الزيارة، بحث فرص التعاون المشترك في مجالات الاستثمار والطاقة والمعادن والأمن الغذائي والزراعة الصحراوية وإمكانية إقامة مشاريع مشتركة في عديد القطاعات الأخرى.
ويحرص قائدا البلدين على التنسيق الدائم والتواصل المستمر في كافة القضايا لاسيما فيما يخص المستجدات التي تشهدها المنطقة والتطوّرات الإقليمية والدولية وذلك تجسيدا لتقاليد التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين على كافة المستويات، خدمة لمصالحهما ومصالح الأمة العربية والإسلامية.
في هذا الإطار، كان رئيس الجمهورية قد بعث برسالة خطية إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق في ماي الفارط، مقرونة بتحياته الأخوية وتمنياته الخالصة بدوام التقدّم والنماء لسلطنة عمان وشعبها الشقيق، سلّمها له وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، كما استقبل رئيس الجمهورية في ماي الفارط أيضا وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، حاملا له رسالة من أخيه السلطان هيثم بن طارق.
وعلى إثر إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية لعهدة ثانية، تلقى رئيس الجمهورية رسالة تهنئة من أخيه السلطان هيثم بن طارق، أعرب له فيها عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح وبالمزيد من التقدّم والرقي وقيادة الشعب الجزائري وللعلاقات القائمة بين البلدين اطراد التطوّر والازدهار.
وتفعيلا لهذا المستوى الرفيع من التنسيق والتشاور الدائم، شهدت العلاقات الجزائرية - العمانية مؤخرا حركية كثيفة جسّدتها الزيارات المتبادلة والاتصالات المختلفة بين مختلف مسؤولي مختلف الهيئات والقطاعات للبلدين، حيث سمحت بإجراء تقييم شامل للتعاون الثنائي وسبل ترقيته في مختلف المجالات.
كما تمّ عقد عديد اللقاءات بين ممثلي الشركات والمجمّعات ورجال الأعمال من القطاعين العام والخاص في البلدين سمحت باستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة بين البلدين في عدة مجالات. وكانت الدورة الثامنة للجنة المشتركة الجزائرية-العمانية قد انعقدت في جوان الفارط بالجزائر وأكدت على تقارب وتجانس الرؤى بين البلدين في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية والدولية.
وبهذا الخصوص، قال سفير سلطنة عمان بالجزائر، سيف بن ناصر البداعي، في تصريح لوكالة الأنباء العمانية، أن "العلاقات بين البلدين الشقيقين متجذرة تاريخيا"، مشيرا إلى وجود "رؤى وتنسيق سياسي عالي المستوى، خاصة في القضايا العربية وقضايا السلم العالمي".
كما وصف زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى سلطنة عمان بـ"التاريخية" من أجل "تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق كبيرة بفضل توجيهات قيادتي البلدين الشقيقين وحرصهما التام على الارتقاء بالشراكة الثنائية إلى آفاق أرحب".