لقاءات وجولات ومعرض جماعي في الأفق
التشكيليون يكسرون حاجز الفراق ويَعِدون بالأفضل
- 219
لم يكن لقاء الفنانَين كمال بلطرش وجمال بن عصمان من المدرسة العليا للفنون الجميلة، بعد أربعين سنة من الفراق، مؤثرا وحسب، بل انبثقت عنه فكرة رائعة، تمثلت في تنظيم لقاءات بين التشكيليين، وهو ما تَحقق في أكثر من فرصة، في جو غمرته العاطفة، وبعض الدموع.
بالمناسبة، قال الفنان السينوغراف والأستاذ بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، كمال بلطرش لـ "المساء" ، إنه التقى برفيق دراسته الفنان جمال بن عصمان، وسعد كثيرا بذلك، خاصة أنه لم يره منذ أربعين سنة، لتتبادر إلى ذهنه فكرة تنظيم لقاءات بين الفنانين التشكيليين؛ حتى تعود اللمّة التي عرفوها في زمن كانوا يشكلون فيه، بالفعل، عائلة واحدة.
كمال كان نقابيا بالمدرسة، وبالتالي فهو يعرف جميع من درسوا فيها. كما أسّس رفقة زميل له، صفحة فايسبوكية عن الفنانين التشكيليين الذين درسوا بمدارس الفنون الجميلة، ومن ثم قرر فتحها بعد أن أصبح مسيّرها، أمام كل الفنانين التشكيليّين بمن فيهم الشباب والطلبة، ثم أمام مبدعين آخرين في شتى الفنون.
ونادى بلطرش، حسب تصريحه لـ "المساء"، عبر هذه الصفحة، إلى تنظيم لقاء بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، يضم الفنانين التشكيليين، فكان الرد رهيبا؛ بمشاركة أزيد من 50 فنانا، قدِموا من العاصمة ومن ولايات أخرى. وكان اللقاء حميميا، ذُرفت فيه الدموع، وتعالت الضحكات، وسُر الجميع بهذه البادرة التي أسعدتهم جدا، علما أن المدرسة كانت تضم في بداياتها، أيضا، طلبة الهندسة.
هل توقفت المغامرة هنا؟.. لا، بل تطورت؛ حيث التقى الجميع مرة ثانية في القصبة. وأدارت النزهة السياحية بجدارة، المختصة في الخرجات السياحية جميلة إسياخم، التي رافقت الوفد المشكَّل من أكثر من 70 فردا. وجالت به كل القصبة من أعاليها إلى أسفلها، وزوّدته بكمٍّ هائل من المعلومات عن المحروسة.
وقد شهد اللقاء الثاني حضور الفنان علي صاوشي من فرنسا، الذي افتقد أصحابه منذ عقود من الزمن، وحتى حضور فنان من جنوبنا الكبير.
وقال محدّث "المساء" إن هذه اللقاءات جمعت بين فنانين لم يلتقوا منذ أزيد من أربعين سنة. وهناك من غابوا عن أصحابهم لأكثر من خمسين سنة، كما كانت الحال مع الفنانَين علي بن يطو وفضيل بلونيس، علاوة على كونها فرصة لطلبة الفنون الجميلة، وحتى لمن تخرَّجوا حديثا، لمشاهدة، بأم أعينهم، الصداقة القوية التي كانت وماتزال تجمع بين الطلبة القدامى، وكيف أنهم كانوا يشكلون عائلة حقيقية، بالإضافة إلى احتكاكهم بهم، مذكرا بأن هذه اللقاءات جمعت، أيضا، أعضاء آخرين من صفحة "فنانو مدرسة الفنون الجميلة إلى الأبد" ؛ مثل الحكواتية يمينة بن ميهوب.
وتابع أن هذه اللقاءات لم تشهد، فقط، حضور الطلبة القدامى والجدد، بل حتى الأساتذة؛ مثل الأستاذة زليخة، والأستاذ زرقة. وكانت، أيضا، فرصة للتعرف على أعمال الفنانين، وحتى على واقع بعضهم ممن توجهوا إلى تخصصات أخرى. كما تم التواصل مع بعض ممن لا يملكون الفايسبوك عبر الهاتف والواتساب.
وسيتم تنظيم لقاء ثالث في 23 من نوفمبر المقبل، وهذه المرة إلى شرشال، دائما بالاعتماد على جميلة إسياخم. وقد حُدد عدد المشاركين بخمسين مشاركا، يدفعون مبلغا رمزيا لحجز مقعد في الحافلة المخصصة لهذه المهمة.
أما المفاجأة الكبرى فتتمثل في تنظيم معرض للفنانين القدامى في مارس من السنة المقبلة، بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، بمساعدة المدير؛ حيث سيشارك أزيد من مائة فنان بعمل فني واحد، وهو ما سيُسعد الجميع.
وبالمقابل، تحدّث كمال بلطرش عن إمكانية تأسيس جمعية تضم الفنانين التشكيليين، ولِم لا. وسيطرح هذه الفكرة على المشاركين في خرجة شرشال، شرط أن يديرها التشكيليون الشباب الذين سيهتمون، حتما، بها، ليؤكد أهمية استغلال العالم الافتراضي لتحقيق شيء من العالم الواقعي.