بينما أكد غوتيريس عدم وجود بديل لها

إدانة دولية واسعة لمخطط الكيان الصهيوني حظر "الأونروا"

إدانة دولية واسعة لمخطط الكيان الصهيوني حظر "الأونروا"
  • 169
ق. د ق. د

أثار قرار الكيان الصهيوني حظر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ردود فعل دولية واسعة وصفته بـ«الأمر غير المقبول" ومحاولة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقّ العودة.

أكد الأمين العام الاممي، أنطونيو غوتيريس، أن تطبيق قانون يحظر على "الأونروا" العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ستكون له عواقب مدمرة على اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهو" أمر غير مقبول" وأنه "لا يوجد بديل للأونروا" و"لا غنى عنها". كما شدّد على أن تطبيق هذه القوانين سيكون مضرا بحلّ النزاع الصهيوني الفلسطيني وإحلال السلام والأمن في المنطقة ككل، لافتا إلى أنه سيعرض الأمر على الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضو.

من جانبه، أكد المستشار الإعلامي لـ"الأونروا"، عدنان أبو حسنة، أن الاحتلال سحق جميع مقوّمات الحياة في غزة حيث لا يوجد أي مؤسّسة قد تقوم بأعمالها هناك. وأن الوكالة لديها 13 ألف موظف في القطاع و10 آلاف من أصحاب العقود ولها إسهامات كثيرة في مجالات الصحة والتعليم. وأضاف أن الكيان الصهيوني "يخطط الآن لإغلاق مقر الأونروا ووقف عملياتها في القدس الشرقية وتصفيتها بشكل عام في لبنان وسوريا". كما حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، فقد حذّر من أن يؤدي حظر الكيان الصهيوني لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى عواقب مدمرة. وقال إن "الأونروا منظمة لا يمكن للشعب الفلسطيني الاستغناء عنها وأنها تواصل عملها منذ 70 عاما"، مضيفا أن القرار يهدّد حياة وصحة كل من يثق بالوكالة.

وطالب وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، في بيان مشترك، الاحتلال الصهيوني بعدم المساس بصلاحيات "الأونروا" وضمان استمرار توفير المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للسكان المدنيين.  كما أكدت إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا، في بيان مشترك، أن "الأونروا تتمتع بتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأن عملها ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة خاصة في السياق الحالي في غزة"، مؤكدة أنها ستواصل العمل مع الدول المانحة والمضيفة لضمان استمرارية عمل الوكالة ودورها الإنساني.

من جهتها، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من المخطط  الصهيوني لحظر "الأونروا" من خلال فرض قيود شديدة على عملها، معتبرة أن ذلك يشكل "خرقا للقانون الدولي واستفزازا للمجتمع الدولي بأسره".
وأوضحت أن الوكالة الأممية "خط أحمر وقضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية. وأنه لا حل دون حلّ قضية اللاجئين حلا عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي"، لافتة إلى أن "الأونروا" أنشئت وفق قرار أممي في 18 ديسمبر عام 1949.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن القرار يهدف إلى تصفية قضية اللاجئين وحقهم في العودة والتعويض وهذا "لن نسمح به"، مشدّدا أنه على العالم التعامل مع الاحتلال ككيان عنصري وأن يخرجه من الشرعية الدولية.
ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، سفارات وبعثات دولة فلسطين بالتحرك تجاه وزارات الخارجية ومراكز صنع القرار والرأي العام في الدول المضيفة لحشد أوسع جبهة دولية وأممية ضاغطة لمحاسبة الاحتلال على إقرار قانون حظر عمل "الأونروا". وأشارت إلى أن الحراك الدبلوماسي المكثف يأتي بالشراكة مع الدول الشقيقة والصديقة في العالمين العربي والإسلامي. وطالبت كافة الدول بإصدار مواقف لإدانة ورفض هذا القرار باعتباره عدوانا على الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين خاصة.

وكانت الخارجية الفلسطينية، قد أكدت إن "الأونروا" تمثل شريان الحياة لأكثر من 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني. وتلعب دورا أساسيا وحيويا في الحفاظ على استقرار المنطقة.
كما أدانت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" قرار الحظر واعتبرته "جزءا من حرب الصهاينة وعدوانهم على الشعب الفلسطيني لتصفية القضية الفلسطينية وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا على يد العصابات الصهيوني". واعتبره  البرلمان العربي "تعديا سافرا وانتهاكا صارخا" للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة، محذرا من التداعيات المروعة للوضع الإنساني المتردي والمجاعة وانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة.
ونفس التحذير أطلقته منظمة التعاون الإسلامي من تداعيات القرار على دور "الأونروا" في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين، مذكرة أن مواصلة الاحتلال استهداف الوكالة وموظفيها وآلاف النازحين في مدارسها لن تغير من الوضع القانوني لها التي تتمتع بتفويض دولي بناء على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.