أمتع جمهور سطيف

"آهات الجزائر" عرض فني ملحمي

"آهات الجزائر" عرض فني ملحمي
  • 293
ق. ث ق. ث

استمتع جمهور الفن الرابع، مساء أول أمس، بالعرض الفني الملحمي "آهات الجزائر"، الذي احتضنته القاعة الكبرى للعروض بدار الثقافة "هواري بومدين" في سطيف، بمناسبة إحياء الذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.

يسلط هذا العرض الفني، المنتج بمبادرة من جمعية التواصل للمسرح والموسيقى المحلية، بالشراكة مع مديرية الثقافة والفنون لولاية سطيف، والذي أخرجه المسرحي عيسى جيرار، وألفت نصه كاتبة السيناريو عبلة بلعمري، وتقاسم أدواره 69 ممثلا مسرحيا، تتقدمهم نسرين بلحاج، الضوء على "الثمن الذي دفعه الجزائريون من أجل نيل الحرية"، من خلال لوحات فنية رائعة، تختزل أهم محطات مقاومة الشعب الجزائري الباسل للاستعمار الغاشم.

وقد استهل العرض، الذي دام 60 دقيقة، وحضره والي سطيف مصطفى ليماني، بمعية السلطات المحلية المدنية والعسكرية ومدير الثقافة والفنون عامر الهاشمي، ومدير المجاهدين حمزة واضح، والأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين عزوز جنان، وعدة وجوه فنية محلية، بلوحات فنية تمهيدية، يتبادل خلالها "التاريخ" و"الجزائر"، الحديث بشأن حضارات وشخصيات ومحطات خالدة في تاريخ الجزائر، مرورا بمختلف المقاومات الشعبية التي عرفتها، وصولا إلى مجازر الثامن مايو 1945، التي تفنن المخرج والممثلون في تجسيدها فوق الخشبة.

واستمتع الحضور، فيما بعد، بإبداع الفنانة نسرين بلحاج، التي أدت دور "الكاملة"، تلك المرأة التي أصابها الجنون بفعل المأساة والمعاناة التي عاشتها بعد التجنيد الإجباري لابنها "لخضر" من أجل الدفاع عن فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، لتعود مرة أخرى إلى رشدها، بعد مجازر الثامن مايو 1945، والتحاق أبنائها بصفوف جيش التحرير الوطني، عقب اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، من خلال لوحات فنية جد مؤثرة، تجاوب معها الجمهور الحاضر بكثير من التصفيق.
وقد وظف المخرج خلال هذا العرض، تقنيات فنية عصرية، على غرار الاستعانة بمشاهد من أفلام ثورية، ترسخت في نفوس الجزائريين، على غرار لقطات من فيلمي "الأفيون والعصا" و«ريح الجنوب"، كما تخللته رقصات كوريغرافية وأناشيد وطنية زادته جمالا.