مهنيّو الصحة بالبليدة يتجندون لإنقاذ الوضع
شحٌّ كبير في مخزون بنوك الدم
- 122
دفعت الحاجة الملحّة إلى الدم على مستوى مركز حقن الدم بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، بالعاملين في القطاع، إلى تنظيم حملة للتبرع بهذه المادة الحيوية داخل المؤسسة الاستشفائية لفائدة العاملين في القطاع؛ من أطباء، وشبه طبيين، وعمال، وحتى وافدين عليه من مرافقي المرضى؛ لتلبية احتياجات المرضى بالمصلحة المتخصصة في مكافحة السرطان، التي تحتاج بصورة دورية ودائمة، لوجود هذا السائل.
اختارت المؤسسة المتخصصة في مكافحة السرطان، بالتنسيق مع الفرع النقابي تزامنا والشهر الوردي، تنظيم حملة للتبرع بالدم لفائدة مرض السرطان، بعد الوقوف على النقص المسجل بمركز حقن الدم على مستوى مصلحة حقن الدم. هذا النقص الذي يسجَّل على مستوى المؤسسة الاستشفائية بالبليدة نتيجة الطلب الكبير عليها، خاصة أن مستشفى فرانس فانون أصبح من المؤسسات الاستشفائية الجهوية التي تستقطب أعدادا كبيرة من المرضى من خارج الولاية؛ الأمر الذي جعل الطلب كبيرا، والحاجة ملحّة على التكثيف من حملات التبرع بالدم، وتزويد البنوك بحاجتها من هذا السائل الحيوي.
وعرفت الحملة التي انطلقت في وقت مبكر، توافدا من طرف العاملين بقطاع الصحة؛ من أطباء، وشبه طبيين رحبوا بالفكرة، ودعوا إلى التكثيف من مثل هذه الحملات؛ لتحفيز، خاصة، الشباب على التقدم من أجل التصدق بدمهم، ولِم لا يتحول إلى سلوك دوري للتأسيس لمتبرع نظامي.
وحسب الأمين العام للفرع النقابي ياسين برصالي، فإن هذه المبادرة تأتي من أجل دعم مرضى السرطان على مستوى مستشفى فرانس فانون، الذي يتوفر على أربع مصالح، ممثلة في مصلحة طب الأورام، والجراحة، والأشعة، ومصلحة أمراض الدم، مشيرا إلى أن الطلب كبير على الدم من طرف مرضى السرطان، خاصة عند إجراء مختلف العلاجات الكيميائية، لافتا إلى أن المبادرة مست في أول الأمر، العاملين في القطاع الصحي، ليتم تعميمها بعد الإقبال المسجل من طرف المواطنين للتبرع بالدم، مؤكدا أن مراكز حقن الدم تعاني على مدار السنة، من نقص الدم؛ ما يفرض حتمية التكثيف من هذه الحملات، وعدم الاعتماد على ما تقدمه عائلة المريض من متبرعين؛ لأن الأمر مؤقت. ومشكل النقص يظل مطروحا؛ يقول: "وبالتالي نحن بحاجة إلى متبرعين دائمين ".
بنوك الدم لا تلبّي احتياجات كل المرضى
أوضحت الطبيبة لمياء بسونة من مصلحة حقن الدم، من جهتها، أن مركز حقن الدم على مستوى المستشفى، يشهد، باستمرار، نقصا في هذه المادة رغم وجود متبرعين متطوعين، والذي يظل غير كاف بالنظر إلى الطلب الكبير على المستشفى، وبالتالي الحاجة ملحّة على متبرعين بشكل دوري خاصة من طرف الفئة الشابة. وحسبها، رغم الحملات التي يتم تنظيمها خارج المستشفى من طرف جمعيات أو على مستوى بعض المؤسسات مثل المساجد والجامعات، إلا أن ذلك، حسبها، يبقى غير كاف؛ ما يدفع إلى تفعيل الحس بالمسؤولية تجاه هذا العمل الإنساني؛ من خلال تحويله إلى سلوك دوري، يعوَّل عليه؛ لتفادي الوقوع في النقص.
وردّا على سؤال "المساء" حول أكثر المصالح التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الدم بصورة دورية، أوضحت المتحدثة أن الطلب لا يقتصر على مصلحة دون أخرى؛ لأن كل المصالح تحتاج إلى الدم، ويأتي على رأسها مصلحة السرطان للبالغين والأطفال، خاصة أنها تستقبل مرضى من خارج الولاية، تليها مصلحة التداوي بالعلاج الكيماوي.
وقال: "كلهم يحتاجون للدم ومصلحة الجراحة؛ حيث تتطلب أقل عملية، ثلاثة أكياس، بعدها تأتي مصلحة الاستعجالات وحوادث السير"، مشيرة بلغة الأرقام، إلى أن بنوك الدم تسجل دائما، أقل من خمسين من المائة؛ ما يعني أنها أقل من المستوى المطلوب لتأمين حاجة المرضى رغم وجود متبرعين نظاميين.
وبخصوص فصائل الدم الأكثر طلبا من طرف المرضى، أكدت المتحدثة أن كل أنواع الدم ضرورية؛ لأنه لا يمكن القول إن نوعا ما متوفر، ويجب التركيز على الأنواع الأخرى؛ لأن الأمر يحكمه الطلب.
متبرعون يحصرون دمهم في العائلة فقط
من جهته، أوضح جمال لامالي، مساعد تمريض رئيسي في مصلحة الجراحة، أن النقص المسجل على مستوى بنوك الدم، راجع إلى تراجع ثقافة التبرع بالدم من عامة الناس من الذين أصبحوا يحصرون تبرعهم على أفراد عائلتهم فقط؛ الأمر الذي يتطلب تغيير هذه الذهنية، خاصة أن الحاجة على مستوى مستشفى البليدة، ملحّة على هذا السائل الحيوي بالنظر إلى التوافد الكبير من المرضى عليه من خارج الولاية، بعدما تحوَّل إلى مستشفى جهوي يقصده المرضى من مختلف ولايات الوطن، خاصة على مصلحة السرطان، مقترحا، بالمناسبة، تكثيف حملات التبرع بالدم بالساحات العمومية، والأماكن التي تعرف توافدا كبيرا من المواطنين على غرار المستشفيات، لافتا بالمناسبة، إلى أن تنظيم حملة للتبرع بالدم داخل مستشفى فرانس فانون، تتم لأول مرة؛ في مبادرة للفت الانتباه إلى ضرورة التبرع لدعم المرضى.