فيما سجل 33 إصابة جديدة بسرطان الثدي
"سوار في اليد ووسادة تحت الإبط" مبادرة لمستشفى البليدة
- 202
"سوار في اليد ووسادة تحت الإبط"، هي المبادرة التحسيسية التي امتدت على مدار شهر كامل بمستشفى "فرانس فانون"، تزامنا وشهر التوعية ضد سرطان الثدي، بمبادرة من الفريق الطبي للمختصين النفسانيين العاملين في المصلحة المتخصصة في السرطان، والتي لقيت ترحيبا كبيرا من النساء العاملات في القطاع الطبي، من طبيبات وشبه طبيين وإدارين ومريضات السرطان، وكل النساء الوافدات على المستشفى للعلاج، وفي نهاية الحملة، تم تسجيل 33 حالة مؤكدة، أغلبهن في المراحل الأولى، حسب هجيرة غزالي، طبيبة بالمديرية العامة للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في معالجة السرطان بالبليدة.
وقفت "المساء" على التفاعل الكبير لزوار الخيمة الخاصة بالكشف على سرطان الثدي، الذي تم تنظيمه على مدار شهر داخل مستشفى "فرانس فانون"، على التوافد الكبير للنساء، بغية الاستفادة من الخدمات المقدمة، والتي تباينت بين الفحص الذاتي والتشخيص الأولي وجلسات مع مختصين نفسانيين. وفي دردشتها إلى بعض المريضات المصابات بالسرطان، من اللواتي اكتشفن إصابتهن بالمرض، ودخلن في رحلة العلاج، أشدْن بمثل هذه المبادرات التي وصفنها بالهامة، كونها تخفف عنهن ما يشعرن به من ألم وتعب، وحسبهن، فإن الدعم النفسي والمرافقة وتقديم بعض الحلول، على غرار الأسورة، التي كتب عليها عبارة "لا تلمس يدي"، والوسادة التي توضع تحت الإبط، حتى لا يشعرن باللأم، من اللواتي بدأن العلاج، رغم أنها حلول بسيطة، إلا أنها تعكس مدى الاهتمام الكبير بالمرضى، الأمر الذي يرفع من المعنويات.
أكدت الدكتورة هجيرة غزالي، في معرض حديثها لـ"المساء"، أن الفريق الطبي العامل في المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في السرطان، وتحديدا من المختصين النفسانيين، والتي امتدت طيلة شهر أكتوبر داخل المستشفى، كانت موجهة في المقام الأول، للطاقم الطبي وشبه الطبي العامل في المستشفى ككل، من الذين لا يملكون الوقت من أجل القيام بمثل هذا الإجراء الهام في شهر التوعية والتحسيس ضد سرطان الثدي.
أوضحت المتحدثة، أنه تم نصب خيمتين، الأولى للجانب النفسي، والثانية للفحص الذاتي والتشخيص، مشيرة إلى أن هذه المبادرة الهامة كشفت للأسف، عن تسجيل إصابة بعض العاملات في القطاع الصحي بالسرطان في مراحل متقدمة، ومنه الشروع في توجيههم لبداية مرحلة العلاج، لافتة في السياق، إلى أن المبادرة بدأت لفائدة العاملات في القطاع الصحي، وبعد صداها الكبير، تم تعميمها لفائدة مرافقي المرضى ولكل امرأة تدخل إلى المستشفى للعلاج.
اكتشاف 33 حالة مؤكدة بعد معاينة 279 امرأة
وحول الحالات المكتشفة، أشارت المتحدثة، إلى أنه منذ انطلاق الحملة، معاينة وفحص أكثر من 279 امرأة، ليتم اكتشاف 33 حالة مؤكدة مصابة بسرطان الثدي، ما يعني أن 14 بالمائة من النساء اللواتي تم فحصهن، مصابات بسرطان الثدي، أغلبهن في المراحل الأولى، حيث تم التكفل بهن، من خلال توجيههن إلى المصالح المتخصصة، لمباشرة فحوصات الماموغرافي، وتتبع بروتوكول العلاج، فيما تم تسجيل 439 تكفل نفسي، سلطت المختصة النفسية جهودها من أجل تهيئة النساء المصابات لتقبل الفحص، وتقبل فكرة الإصابة، ومنه تقبل العلاج، إلى جانب المرافقة النفسية للنساء اللواتي شرعن في العلاج، بالنظر إلى حاجتهن لمن يخفف عليهن عبء التفكير في المرض، ورحلة العلاج الطويلة وما يصاحبنها من ألم.
توزيع أساور وردية ووسائد لتخفيف الألم يلقى ترحيبا كبيرا
من المبادرات التي لقيت ترحيبا كبيرا، من المريضات اللواتي بدأن رحلة العلاج، والتي فكر فيها الفريق الطبي من المختصين النفسانيين، هو الأسوارة والوسادة، وكانت الفكرة، حسب الطبيبة غزالي، أن الأسورة المصنوعة من مادة "السيليكون" الوردية، والتي تحمل عبارة "احذر يدي"، الهدف منها تنبيه عامة الناس إلى المريضة، وهي في الشارع أو عند استعمال وسائل النقل، أو عند التنقل بالشارع، بأن لا يتم لمس يدها حتى لا تشعر بالألم، بينما فكرة الوسادة على شكل قلب ودري، والتي اقتنى المختصون النفسانيون القماش وكلفوا خياطة بإعداد عدد معتبر من الوسائد الوردية، هو وضعها تحت الإبط عند النوم، حتى لا تشعر المريضة بالألم، مشيرة إلى أن المبادرة لقيت ترحيبا كبيرا، بفضل جهود المؤسسة المتخصصة في السرطان، تحت رعاية رئيس المجلس الطبي، البروفيسور بونجار.
وحول درجة الوعي لدى النساء، أوضحت المتحدثة، بأن الوعي، من خلال التوافد على الأجنحة لطلب الاستشارة وطرح الأسئلة، موجود ويبعث على الارتياح، لكن الهاجس الأكبر والتحدي هو الخوف من الإقبال على مرحلة التشخيص والخضوع للفحص، وهو الأمر الذي تنبه له الفريق الطبي، من خلال التأكيد على الخدمة النفسية لتحفيز النساء على القيام بهذه الخطوة، التي تعتبر بداية الحماية والوقاية.