أكد أن قيم الثورة تبقى خالدة وغير قابلة للتفاوض.. ربيقة:
الجزائر حصن للدفاع عن القضايا العادلة في العالم
- 117
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس، أن "الجزائر اليوم كما بالأمس تبقى حصنا مدافعا عن القضايا العادلة في العالم بما فيها الفلسطينية والصحراوية، وكل قضايا الشعوب المستضعفة، تحفظ زخم الكفاح المشترك والقيم الإنسانية العادلة مع أصدقائها وكل أحرار العالم".
أبرز ربيقة خلال ندوة تاريخية نظمتها، أمس، وزارة المجاهدين بالتنسيق مع سفارة الفيتنام بالجزائر حول "معركة ديان بيان فو 1954" بالمتحف الوطني بالمجاهد، أن انتصار الفيتنام على فرنسا في معركة "ديان بيان فو" كان درسا وطنيا خالدا أثبت أن الأمة المستضعفة قادرة دوما على استعادة حقوقها، وفرض احترامها على الآخرين، وأن الحقّ الذي يستند إلى قوة تعلو كلمته لابد أن ينتصر.
وأوضح الوزير خلال هذه الندوة التي حضرها سفراء وممثلون عن 7 دول صديقة للثورة الجزائرية وكذا مدير معهد التاريخ العسكري بالفيتنام وابن البطل الفيتنامي الجنرال جياب، أن القيم التي حملتها الثورة تمثل رصيدا ثوريا وقيما من المبادئ والمثل التي ستبقى خالدة وغير قابلة للتفاوض في ظل التحديات المهدّدة للأمن والاستقرار وتحديات التنمية والتضامن الدولي.
وأضاف أن الجزائر تعتز بإشعاع ثورتها المجيدة ويشرفها الاحترام الذي أحرزته وعرفت كيف تحافظ عليه بالتزامها إزاء كل القضايا العادلة في العالم، واليوم تسعى بكل وفاء لأن تبقى حاضنة للدفاع عن القيم العادلة وكرامة الإنسان والإرث التاريخي لأصدقائها، وأداة للتعبير عن الثقافة الثورية المدافعة عن قيم حق الشعوب والأمم في الحرية والسلم. وأوضح ربيقة أن استحضار التاريخ المشترك هو استدعاء لروح الأمجاد والشرفاء واستلهام العزيمة وإصرار الأحرار في تحقيق أمالهم وطموحاتهم، في التحرّر والانعتاق من قيود الاستعمار، وتثبيت معاني الوفاء والعطاء، لاستكمال مسيرة البناء والتنمية.
وقال إن الاحتفال بذكرى سبعينية معركة "ديان بيان فو" الجليلة وسبعينية ثورة الجزائر المجيدة، مناسبة لإحياء محطتين نابعتين من سراج واحد، وإن اختلفت جغرافيتهما وسياقاتهما، باعتبار أن ما يجمع الجزائر والفيتنام من ذاكرة النضال ووحدوية الكفاح والمصير تجعلنا اليوم أكثر التحاما وتضامنا لمواجهة ما يفرض علينا من قيم زائفة ومحاولات تدنيس بائسة. وأضاف ربيقة أنه على الرغم من مرور سبعين سنة على معركة "ديان بيان فو" التي انتصر فيها الفيتنام على أكبر قوة استعمارية وهي الجيش الفرنسي، إلا أن ذكراها ستبقى عيدا لكن لكل الأحرار في العالم، تخليدا لقوة إرادة وصلابة الشعب الفيتنامي، ولكفاءة قواته، التي سطرت ملحمة وطنية خالدة في حفظ تراب الوطن.
وأشار إلى أن اسم البطل العسكري الثوري " فونكين جياب" مهندس معركة ديان بيان فو وصديق الثورة الجزائرية سيظل راسخا في ذاكرة الأجيال، لاقتران اسمه بتحقيق أكبر انتصارات حربية في التاريخ المعاصر خلال مسيرته كقائد عسكري محنك جعلت منه أيقونة عسكرية فريدة قل نظيرها في العالم، لأنها أنهت أحلام أكبر الامبراطوريات الاستعمارية في الشرق الأقصى.
من جهته ذكر سفير الفيتنام لدى الجزائر، تران كوك خانه، بعلاقات الصداقة التي تجمع الفيتنام بالجزائر، والمبنية على مبدأ السلم والحرية والسيادة، مؤكدا اطلاع البلدين نحو التقدم وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، كما أشار إلى أن معركة "ديان بيان فو" كانت مصدر إلهام للشعوب المضطهدة منها الجزائر التي استطاعت بعد ذلك أن تحقق إحدى أكبر الانتصارات الخالدة في التاريخ.
بدوره، نجل البطل الفيتنامي الجنرال فون نجوين جياب قائد معركة "ديان بيان فو"، فون نجوين غنام، الذي حضر الندوة، أمس، بمناسبة تواجده بالجزائر للاحتفال بالذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية، أشاد بمستوى العلاقات الدبلوماسية التاريخية بين الجزائر والفيتنام، والتي وصفها بـ"المميزة والخاصة" والتي يجب الحفاظ عليها، مؤكدا أن الفيتنام كانت السبّاقة للاعتراف بالحكومة المؤقتة الجزائرية خلال الثورة، وبعد الاستقلال بالجمهورية الجزائرية إيمانا منها بحق تقرير المصير وحرية الشعوب.