"بين اللون والظل" برواق "محمد راسم"
بن ساسي يبدع في فلك الانطباعية
- 160
أسدل الفنان هاني بن ساسي، الستار، أمس، على معرضه "بين اللون والظل"، المقام برواق "محمد راسم"، مقترحا بعض الأعمال التي أنجزها سنة 2024 مع أخرى يمتد عمرها إلى سنة 2013، تَفنّن فيها في مزج الألوان والظلال والطبيعة والتراث؛ ما شجع الجمهور على الدخول والاستمتاع والانبهار بما يرى.
التقت "المساء" بالفنان هاني بن ساسي، الذي أكد لها أنه حمل معه 57 لوحة، أغلبها في الأسلوب الانطباعي، وقال: "أردت التخصص في هذا الأسلوب الانطباعي بعدما تعاطيت مع عدة أساليب أخرى خلال مشواري الذي بدأته سنة 2009. وأنا أرى بكل تواضع، أن على أيّ فنان تشكيلي البحث عن الأسلوب الفني الذي يلائم موهبته وإحساسه، وبالتالي يستطيع أن يبدع فيه، وذلك، طبعا، لا يتأتى بين ليلة وضحاها ".
وعن سر انجذابه للانطباعي قال إنه أسلوب يراعي أكثر من غيره، الألوان، عكس الأسلوب الكلاسيكي مثلا، الذي ينقل الألوان كما هي في الطبيعة دون زيادة أو نقصان. فالانطباعي يرى الألوان أكثر من العادي المشاهَد؛ إذ إن الأضواء والظلال كثيرا ما تعكس ألوانا قد لا تنتبه العين لها، وبالتالي فإن هذا الأسلوب يركز على اللون، والضوء، والظل أكثر من الرسم ذاته.
وأضاف المتحدث أن وجود الضوء يعني، بالضرورة، وجود الظل. كما إن هناك الألوان الحارة المرتبطة بالضوء، والباردة المرتبطة بالظل، وهكذا فإن لوحة رسم الفنان الانطباعي أكثر ثراء بالألوان.
وقال هاني إنه فنان عصامي متخرج من جامعة باب الزوار اختصاص علوم البيئة والمحيط البحري؛ لذلك يعشق رسم البحر وكل ما له صلة به. كما إنه مولَع بالتراث، الذي قال إنه مغروس فينا، ولا يمكننا تجاهله، وهو ما يبرزه في عدة لوحات؛ منها لوحات بسكرة وبوسعادة، مؤكدا أنه يحب التجوال في مناطق الوطن، حاملا آلة التصوير. وعندما يعجبه مشهد ما يحوّله إلى لوحة فنية.
ودائما في موضوع الانطباعية قال التشكيلي إن رسم البحر بها يبدو حيا متحركا، وتبدو اللوحة أكثر وضوحا عن بعد، وتبرز فيها، أيضا، معالم وخطوط وبصمات الريشة، عكس اللوحة بالأسلوب الكلاسيكي. وكذلك يتم الاستثمار في الألوان التي تنعكس من السماء مثلا، أو من المطر، أو من البيئة القريبة؛ مثل الجبال، والسهول القريبة من الشواطئ. وهنا أشار إلى أن لوحة إلهام بها اللون البنفسجي الذي تعكسه أشعة الشمس على الحجر، وأيضا الوردي، وكذلك الحال عند انعكاس الضوء على الوادي.
ومن جهة أخرى، رسم الفنان لوحات غاية في الإبداع؛ منها لوحة الجامع الكبير، والواجهة البحرية بالعاصمة، والقنطرة ببسكرة، وقرية بمنطقة الهامل ببوسعادة، مؤكدا أن كل منطقة يحط بها يتأثر بمعالمها، وبالحياة فيها التي قد تبدو مختلفة عن يوميات مدينته العاصمة.
كما أشار الفنان إلى أن مسألة البيع ليست همَّه الأول، بل يتجه بأعماله إلى الجمهور. كما تمنى أن يكون هناك نقاد مختصون في الفن التشكيلي، مؤهَّلون ومحايدون عوض الاعتماد، فقط، على فنانين في عملية النقد وقراءة الأعمال.
وفي جولته مع "المساء" بالمعرض، توقف الفنان عند كثير من الأعمال، ليجد الزوارَ يتبعونه أيضا، ويستفيدون مما يقوله. ومن ضمن ما قدّم لوحة "الأمواج" بتقنية السكين، وكذا لوحة "المزهرية" بالأسلوب الكلاسيكي. وهناك، أيضا، لوحات شدت الزوار؛ كلوحة أمواج البحر المتصاعدة، ولوحة الغروب، والزورقين المتوقفين في منعطف بحري خلاب، وأيضا ساحة غرداية للماشية، وغيرها كثير.
للإشارة، الفنان هاني بن ساسي من مواليد 1989 بالعاصمة. شارك في العديد من المعارض الوطنية. وله عدة معارض فردية، إضافة إلى مشاركاته الكثيرة بالخارج، منها في أيام قرطاج للفن المعاصر في 2023، وفي الملتقى الدولي للشباب بنابل بتونس، ومعرض أنقرة الدولي بتركيا، وغيرها.
وفي الأخير صرح الفنان بأنه يعمل على تقديم معرض خاص بالبحر بعنوان "نظرة على البحر" ، سيكون في السنة القادمة بحول الله.