عطاف خلال المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة الإفريقية الروسية
لا مكان للاستعمار قديمه وحديثه في إفريقيا
- 182
❊ الجزائر تتطلع للارتقاء بالشراكة الإفريقية-الروسية
❊ إشادة بالدعوة لاستكمال مسار تصفية الاستعمار في إفريقيا
❊ الإرهاب والجرائم العابرة للأوطان التحدي الأبرز في القارة
❊ الحلول المفروضة من الخارج لم تثبت دورها في إطفاء فتائل الصراعات
أشاد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس، بمخرجات المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة الإفريقية الروسية بمدينة سوتشي الروسية، لاسيما تلك المتعلقة باستكمال مسار تصفية الاستعمار في إفريقيا والقضاء عليه نهائيا، مؤكدا أنه "لا مكان للاستعمار قديمه وحديثه في عالم اليوم وإفريقيا اليوم"، كما نوّه بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وما يرتبط به من جرائم عابرة للحدود والأوطان، كون "هذه الآفة أضحت تمثل اليوم التحدي الأمني الأبرز الذي يهدّد استقرار إفريقيا ويقوّض تنميتَها ونهضتَها".
نوّه الوزير عطاف في كلمة ألقاها بالأولويات التي خصّها أشغال الاجتماع الروسي الإفريقي بالاهتمام، على غرار تفعيل الحلول الإفريقية لمشاكل القارة، انطلاقا من أن "الحلول المفروضة من الخارج لم تثبت يوما دورها في إطفاء فتائل الصراعات وحلّ مختلف الأزمات والنزاعات التي تُكابدها دول وشعوب القارة".
ولفت في هذا السياق إلى أهمية إنهاء التهميش المفروض على إفريقيا في مجلس الأمن الأممي وفي مختلف المنظمات الاقتصادية والمالية والنقدية العالمية، معتبرا أن "هذا التهميش يعد أكبر مصدر لغياب قارتنا عن صنع القرارات الدولية وحتى تلك التي تعنيها بصفة مباشرة"، في حين دعا إلى تعزيز مقوّمات التنمية الاقتصادية في إفريقيا وتوجيه الجهود نحو التسريع في تجسيد الأجندة الأممية 2030 والأجندة الإفريقية 2063، كون تخلف إفريقيا عن ركب التنمية المستدامة سيكون له الأثر البالغ في إطالة أمد التحديات الماثلة أمام دول وشعوب القارة.
ولم يتوان عطاف في إبراز التزام الجزائر بدعم الأهداف المسطرة من أجل تعزيز حجم المبادلات التجارية بين إفريقيا وروسيا، وكذا الرفع من قيمة الاستثمارات الروسية بالدول الإفريقية، مشيرا إلى أنه بالبرغم "من كل ما يتربص بها من تحديات وتهديدات، إلا أن إفريقيا ما فتئت تظهر للعالم أجمع أنها شريكٌ ملتزم، وأنها شريك موثوق، وأنها شريك يسعى على الدوام لبناء علاقات متوازنة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لفائدة الجميع دون أي استثناء أو إقصاء أو تمييز".
وإذ أعرب عن أمله في الارتقاء بهذه الشراكة إلى أسمى المراتب المتاحة بناء على ما يجمع الجانبين من التزام وتطلعٍ للإسهام في بناء منظومة علاقات دولية يكون فيها لكل بلد نصيبه المشروع من سبل الأمن والاستقرار والازدهار، أوضح عطاف أن الطرفين لهما من المقوّمات الأصيلة والمتأصلة في التاريخ البعيد والقريب، ما يجعل هذه اللقاءات مختلفة، لما تتسم به من ثقة دائمة، واحترام مُتبادل بين الأصدقاء.
وبعد أن عبر عن التطلع الموحّد لنظام عالمي جديد أكثر استقرارا واتزانا، وأكثر استجابة وعناية بحقوق الشعوب بعيدا عن التصادم والتصارع، أشار الوزير إلى أن الطموح اليوم يرتكز على إضافة لَبِنَةٍ جديدة إلى صرح هذه الشراكة المتميزة والواعدة، عبر ضمّ الجهودِ وتكثيفِها من أجل تجسيد ما أفضت إليه قمة سوتشي وسانت بطرسبرغ من قرارات وتوصيات.
واغتنم الوزير المناسبة لتأكيد ترحيب الجزائر بالتئام المؤتمر الوزاري في طبعته الأولى بالمدينة الروسية التي وصفها بـ"لؤلؤة البحر الأسود"، وتأييد بلادنا لتأسيس هذه الآلية الهامة لإثراء وتعزيز الإطار المؤسّساتي للشراكة الروسية-الإفريقية، مشيدا بالمشاريع المعروضة، "من حيث طابعها الشامل الذي لا يستثني أي مجال من مجالات التعاون والشراكة، ومن حيث دقتها ووضوحها في تحديد ما نصبو إلى تحقيقه من أهداف ومقاصد، وكذا من حيث أنها تتماهى بصفة كلية مع تطلّعات وطموحات قارتنا الإفريقية في المرحلة الراهنة".