مجازر مروعة على مدار الساعة وتجويع ونزوح قسري
فصول الإبادة الجماعية تتواصل في غزة
- 188
تتواصل لليوم 402 على التوالي فصول حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمجازر المروعة والتجويع التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة، يمارس بحقهم أبشع أشكال القتل والتنكيل والاعتقال والتعذيب والتهجير ويمنع عنهم كل مقوّمات الحياة الإنسانية وينفذ جريمة الإخفاء القسري بحق آلاف المعتقلين من أبناء قطاع غزة المنكوب.
لليوم 37 يمعن الاحتلال الصهيوني في حصار وقصف شمال قطاع غزة وارتكاب مجازر مروعة بحق العائلات في بيوتهم وخيامهم ومراكز الإيواء والنزوح، انتقاما منهم على ثباتهم في أرضهم وصمودهم ورفضهم خطط التهجير العدوانية. ولا يزال الاحتلال يمارس سلاح التجويع ضد سكان غزة ويمنع عنهم الغذاء والماء والدواء والعلاج، حيث أنه وعلى مدار أكثر من 50 يوما على منعه إدخال أي مساعدات للمحاصرين بالشمال، فتكت المجاعة بالمواطنين ومات اطفال من شدة الجوع.
وبسبب انعدام أدنى مقومات الحياة الإنسانية، حتى الجرحى والمصابين في الشوارع وتحت الأنقاض والأبنية المدمّرة، يمنع هذا الاحتلال الطواقم الطبية والإسعاف والدفاع المدني من الوصولِ إليها. وقد دمّر المستشفيات والمراكز الصحية، بما يؤشر على تضاف وتتعمق المأساة الإنسانية التي يتخبط فيها فلسطينيو القطاع خاصة مع حلول فصل الشتاء.
وعلى إثر هذه الصورة المأساوية، أكدت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أنها بذلت جهودا حثيثة في مختلف المستويات ومع الدول الشقيقة والصديقة، مشيرة إلى أنه "قد ثبت للعالم أن من يعطل الوصول إلى اتفاق وقف العدوان في كل مرة هو الاحتلال بغطاء أمريكي".
وأمام استمرار هذه الحرب العدوانية، حذّرت "حماس" مجددا من أن هذه المجازر المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية من قتل وتهجير وتجويع واعتقال وتنكيل "تتم بدعم وشراكة كاملة من الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا، وفي ظل عجز وتقاعس وتخاذل كبير من المجتمع الدولي ومنظومتنا العربية والإسلامية الرَسمية، التي فشلت في الضغط على الاحتلال وداعميه لوقف عدوانه وكبح جماح هذا الاحتلال المتجرد من كل القيم الإنسانية".
وحذّرت أيضا من أن سلاح التجويع الذي يُمعن في استخدامه الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة منذ أكثر من عام "هو أداة من أدوات الوحشية في تنفيذ خطّة جنرالاتهم، وأقذر أسلوب همجي لا يقدّم عليه إلا مجرمو حرب وعديمو الضمير والإنسانية، ويؤكد للعالم، مرة تلو الأخرى، حقيقة هذا الكيان الصهيوني".
وشدّدت على أن "مواصلة حكومة الاحتلال الفاشية سياسة الاستهتار بكل الأعراف والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني وعدم التزامها بقرار مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية وعدم مراعاتها لنداءات وتقارير المنظمات الصحية والطبية والحقوقية والإنسانية الموثقة والمتكرّرة، تضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي في مدى التزامها بالقيم التي تأسست عليها".
وهو ما جعلها تؤكد على "جرائم القتل لأبناء شعبنا، قصفا وجوعا وعطشا ومرضا ونزوحا، على مدى أكثر من عام، ستبقى وصمة عار تلاحق كل الداعمين والصامتين والمتقاعسين، ما لم يتحرك هؤلاء جميعا لوضع حدّ نهائي لهذه الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية وحرب التجويع والعمل بشكل عاجل لتجريم الاحتلال ومحاكمته ككيان إجرامي معاد للإنسانية".
وختمت "حماس" بالتأكيد على أن "السبيل لمنع جرائم القتل والتجويع والتهجير ضد شعبنا في قطاع غزة، هو الوقف الفوري للعدوان وفتح المعابر وإدخال المساعدات الكاملة بشكل فوري ودائم إلى جميع محافظات القطاع".