منسقة الأخصائيين النفسانيين فاطمة الزهراء غزالي:
هناك أوجه مختلفة للعلاج من الإدمان
- 395
أكدت فاطمة الزهراء غزالي، منسقة الأخصائيين النفسانيين، بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان بدرقانة، أن الشباب والمراهقين يمرون بكثير من التغيرات الهرمونية والنمائية، التي تنعكس بصورة مباشرة على شخصيتهم، مما يدفعهم أحيانا إلى ممارسة سلوكات غير صحية وسليمة، مثل تعاطي المخدرات، والتي تنعكس سلبا على صحتهم وتكون لها عواقب صحية طويلة المدى، وقد تكون دائمة حتى ما بعد الإقلاع.
أوضحت المختصة أنه يستوجب على الآباء متابعة أدق التفاصيل في حياة أبنائهم، مشيرة إلى أن هناك أسباب تدفع الشباب والمراهقين للإدمان، من بينها عدم القدرة على التكيف وتكوين صداقات وعلاقات جيدة، ما يترتب عليه مشاعر عديدة، إلى جانب تدني احترام الذات، والخوف من الرفض، وفقدان الثقة في النفس، وهو ما يدفع بالبعض إلى التجربة بهدف الشعور بالهدوء أو الانضمام إلى دائرة اجتماعية أكبر سنا، أو للشعور بالرضا، الذي لا يمكن الوصول إليه من خلال الملذات البسيطة، كالطعام والتدخين، إذ يتوهمون أنه بتعاطيهم المخدرات أنهم يوفرون لأنفسهم العلاج الذي يمنحهم شعورا بالتحسن، ويخفف عنهم حدة الاكتئاب والرهاب الاجتماعي والاضطرابات المرتبطة بالتوتر والقلق، إلا أن شعور الراحة هذا مؤقت ومزيف.
وأضافت المختصة، أن المراهقين والشباب فئة متهورة، وتميل إلى الطيش، حيث أن جزء التفكير الذي يتحكم في اتخاد القرار العقلاني وضبط النفس، يحتاج إلى سنوات من الخبرة والتجربة والمعرف، ليتمكن المرء بعدها من اتخاد القرارات السليمة.
أوضحت المختصة أنه لعلاج آفة المخدرات، هناك عدة طرق، منها العلاج السلوكي من طرف الأخصائيين، مما يساعد المدمن على بناء طرق التأقلم الإيجابية في المجتمع، وتطوير مهارات حل المشكلات، إلى جانب العلاج الجماعي، الذي يمنح المتعاطي فرصة للاعتراف والمشاركة والعمل للتعافي، إلى جانب الأقران، تحت إشراف مختصين. وأيضا هناك العلاج بالأدوية التي تستخدم للمساعدة في تقليل أعراض الانسحاب بعد ترك التعاطي، وهناك أيضا الرعاية الطبية الإضافية التي تشمل التدريب المهني، الذي يعالج المشاكل المرتبطة بتعاطي المخدرات.
هذه نصائح المختصين:
احم طفلك .. التدخين بوابة الإدمان
أكد مختصون في الصحة، أن التدخين يعد البوابة الأولى لعالم المخدرات، وهو ما يستوجب على الوالدين حماية أبنائهم منه، حيث اختار مجموعة من الأطباء والأخصائيين، بالمؤسسة العمومية للصحة العمومية، بمصلحه علم الأوبئة والوقاية بالرغاية، التحذير من أخطار أول سيجارة، لأنها باب التهلكة التي يجب الانتباه إلى أخطارها المتعددة، كونها تفتح باب الفضول، لاسيما لدى المراهقين.
وقد تم الإشارة إلى أن التدخين بمختلف أنواعه، بالسيجارة أو السيجارة الإلكترونية، يعد مشكلة صحية، لأنه سبب في إدمان "النيكوتين"، لوجود المواد الكيماوية الخطيرة والمسببة لأمراض الرئة، وقد تمت الإشارة إلى وفاة الملايين سنويا بسببه، كما أن الأطفال الذين جربوا السجائر لمجرد الفضول، يصبح ثلثهم من المدخنين، وغالبا ما يعمد أبناء 14 سنة للتجربة، ليتحول إلى شاب مدمن، مع الإشارة إلى أن الأطفال المراهقين مستهدفون من قبل شركات التبغ، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي تستدرجهم نحوه.
وفيما يخص طرق الحماية، أكد المختصون، أنه لتفادي سقوط الأطفال في هذا الفخ، لابد من حمايتهم من التقليد، لذلك يستوجب تجنب التدخين أمامهم، من خلال التأكد على عدم وجود أي شخص يدخن في المنزل أو في السيارة، إلى جانب عدم طلب شراء السجائر أو منتجات التبغ من الأطفال.
لا للصراخ .. حكم لغة العقل
وإذا حدث وأن شك الأب في أن ابنه يدخن، لابد أن يحسن التصرف معه، من خلال تجنب المبالغة في ردة الفعل، وتغليب صوت الحكمة والإقناع، بدل الصراخ والاستماع إلى وجهة نظره، ليتمكن من إقناعه بمخاطره بكل هدوء، لاسيما أنه من الأسهل الإقلاع عن التدخين إذا كان قرارا شخصيا وليس خوفا، وأوضح المختصون، أن ذلك يتم من خلال الاستمرار في إبلاغه بالمخاطر التي يتعرض لها أثناء التدخين، من خلال عرض صور أو حقائق لأشخاص نال منهم الدخان، وإقناع الإبن بضرورة الإقلاع عنه في أسرع وقت، مع العمل على دمجه في الأنشطة الرياضية التي يحبها. ومن المستحسن أيضا، أن يعمل الآباء على تحديد لحظات المناقشة، ليستطيع المراهق خلالها التعبير عن أسئلته، فمن الضرورة إعطاءه الكلمة وتحفيز تفكيره وتشجيعه على إبداء رأيه، على أن يتم إقناعه بحقائق علمية.