تقطن عمارة هشة بـ7 شارع حسان عاشور في باب الوادي
عائلات تطالب بترحيلها قبل الموت تحت الأنقاض
- 309
تناشد ثلاث عائلات، مقيمة بـ7 شارع حسان عاشور في بلدية باب الوادي، سلطات ولاية الجزائر، ترحيلها من العمارة المهددة بالانهيار في أية لحظة، والتكفل بوضعيتهم بصفة مستعجلة، قبل حدوث ما لا يحمد عقباه، بالنظر إلى تدهور العمارة التي يقطنون بها وهشاشتها، والتي أكدت تقارير الخبرة التقنية، أنها مهددة بالانهيار، خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية، التي أدخلت السكان في دوامة الخوف من الموت تحت الأنقاض.
عاد ملف البنايات المهددة للانهيار ببلدية باب الوادي، والعديد من المقاطعات الإدارية التي تضم نسيجا عمرانيا هشا، إلى الواجهة، هذه الأيام، تزامنا مع حلول فصل الشتاء وسقوط كميات معتبرة من الأمطار، بالنظر إلى الخطر الذي يهدد العائلات القاطنة بالعمارات القديمة، منها البناية الواقعة في شارع حسان عاشور بباب الوادي، والتي أثبتت تقارير الخبرة، المحررة من قبل مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر، والمراقبة التقنية للبنايات، خطر انهيارها، حسبما أوضحه لـ"المساء"، أحد سكان العمارة المتضررين من الوضعية (ح-عبد الفتاح)، مؤكدا أن حالة العمارة تستدعي نقل السكان منها والنجاة بهم، قبل فوات الأوان، خاصة وأن المعنيين ليس لهم مأوى آخر، ينقذون فيه أنفسهم من الهلاك.
وحسب المتحدث، فإن السلطات المحلية لمقاطعة باب الوادي، على علم بوضعية العمارة، بما فيهم رؤساء البلديات السابقين، الذين تعاقبوا على تسيير شؤونهم المحلية، وكذا الولاة المنتدبين، بالنظر إلى قدم ملف هذه العمارة الواقعة مقابل قاعة "الأطلس"، الذي بقي يراوح مكانه، رغم نداءات الاستغاثة العديدة المرفوعة للمعنيين، آخرها كان الإثنين الماضي، استغلته العائلات لنقل معاناتها للوالي المنتدب لباب الوادي، الذي أكد أن لا حل لديه لوضعيتهم في الوقت الحالي، وأن مقاطعة باب الوادي فيها الكثير من الحالات المماثلة، حسبما أضافوا في تصريحهم لـ"المساء".
وتأسف هؤلاء لما آلت إليه حالتهم، التي لم تجد آذانا صاغية، رغم الوضع الصعب الذي أقرته كل تقارير الخبرة، وخطر الانهيار المفاجئ، بعد أن انشق السقف إلى قسمين، فضلا عن تآكل أساسات البناية وسلالمها، والتي مسها الصدأ، ما جعل العائلات تعيش معاناة حقيقية، منذ عشرات السنين داخل شقق جدرانها متصدعة، إلى درجة تكشف ما يوجد في محيطها الخارجي، حيث لم تعد تنفع عمليات الترميم أو تأهيل البناية التي تزداد مع مرور الوقت هشاشة، خاصة مع حلول فصل الشتاء، حيث يقضي هؤلاء ليالٍ بيضاء مع أطفالهم، خوفا من سقوط الأسقف فوق رؤوسهم والموت تحت الأنقاض.
وما عمق المشكل أكثر، حسب تقرير الخبرة الذي تحصلت "المساء" على نسخة منه، تعرض البناية لأضرار مختلفة، نتيجة عدة عوامل، أهمها عدم خضوعها لأعمال صيانة، خاصة على الدرج والأرضيات وقنوات صرف المياه، فضلا عن الزلازل والعوامل الطبيعة، وبعض التعديلات التي قام بها شاغلو هذه العمارة، المملوكة لمحافظة حزب جبهة التحرير الوطني، بباب الوادي، الذي رفع وقتها دعوى قضية ضد القاطنين بالعمارة، الذين استغلوا شغورها، وأقاموا فيها منذ فترة العشرية السوداء، إلى أن صدرت في حقهم قرارات بالطرد منذ فترة التسعينات، غير أنه لم ينفذ إلى حد الآن، وبقيت العائلات تقطن البناية إلى حد الساعة، حيث استفادت خمس عائلات من صيغ سكنية مختلفة، فيما تبقى ثلاث أخرى تنتظر نصيبها من السكن والعيش في أمان، وترحيلها بصفة مستعجلة قبل انهيار العمارة في هذه الأيام الماطرة.