ثمّنوا كلمة الرئيس تبون خلال القمة العربية الإسلامية.. خبراء:
الجزائر صوت يصدح عاليا نصرة لفلسطين
- 196
❊ بهلولي: الرئيس تبون يريد استغلال الآليات الدولية للضغطعلى المحتل الإسرائيلي
❊ بودهان: أحكام المحكمة الدولية سند لطرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة
أكد خبراء أن كلمة رئيس الجمهورية خلال القمة العربية الإسلامية بالرياض، تعكس قناعات الجزائر الثابتة في الدفاع عن قضايا الأمة، خاصة من خلال توقيف العدوان الصهيوني المتنامي على الدول العربية، مشيرين إلى أن الرئيس تبون قدّم اقتراحات عملية كفيلة بردع المحتل، مع وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ظل دوس إسرائيل على قرارات الشرعية الدولية.
قال المحلل السياسي في العلاقات الدولية أبو الفضل محمد بهلولي في اتصال مع "المساء"، إن كلمة الرئيس تبون تدعو إلى التمسّك بالشرعية الدولية وآليات حلّ القضية الفلسطينية، كون القانون الدولي اليوم على المحك خاصة مع فشل الأمم المتحدة، في الوقت الذي ترى فيه الجزائر أن القانون الدولي لا تكمن مهمته في تنظيم العلاقات بين الدول، بل يساعدها على إنهاء الاحتلال والاستعمار.
وأضاف بهلولي أن تصريحات الرئيس تبون نبّهت إلى وجود عرقلة لوقف إطلاق النار في غزة، مما يعكس انعدام إرادة سياسية دولية لإنهاء الإبادة الجماعية، فضلا عن إصرار عضو دائم بمجلس الأمن على الهيمنة عند إصدار القرارات خاصة ما تعلق بالملف الفلسطيني واحتكار الوساطات الدولية في ظل انسحاب قطر من الوساطة.
كما أشار إلى أن رئيس الجمهورية يسعى إلى استغلال واستعمال الآليات الدولية والدبلوماسية من أجل فرض عقوبات على المحتل على غرار تجميد عضويته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفا أن لقاء القمة يمثل سانحة لتجنيد الدول العربية والإسلامية للتصويت على القرار المستقبلي الذي سيقدم إلى الجمعية العامة والذي يفترض أن يتضمن مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية وحظر بيع الأسلحة.
وأوضح محدثنا أنه على الرغم من كون قرارات الجمعية العامة غير ملزمة من ناحية القانون الدولي، إلا أنها تشكل معيارا قانونيا وأخلاقيا للدول، إذ يمكن للمجتمع الدولي استغلالها للضغط على حكومات الدول من خلال دعاوى قضائية.
وقال إن رسالة الرئيس تبون أكدت على نقطة مركزية وهي الوحدة الإقليمية لدولة فلسطين من خلال تأكيده على أن الشعب الفلسطيني هو من يقرّر وضعية غزة، خاصة وأن هناك أصوات غربية تريد لفصل قطاع غزة عن الأراضي الفلسطينية، رغم أن الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية، أكد على هذه الوحدة الإقليمية.
وبخصوص العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، أكد بهلولي أن الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عراقيل من خلال استعمال حق الفيتو، بالرغم من توفّر الشروط الواردة في الاتفاقية الدولية منتفيديو التي توحّد الإقليم والحدود.
من جهته، قال المحلل السياسي والقانوني موسى بودهان، إن كلمة رئيس الجمهورية عبّرت عن قناعة الجزائر بضرورة تكثيف الضغوط على المحتل الصهيوني، من خلال تجميد عضويته في الأمم المتحدة والذي أضحى أكثر من ضرورة، لحمله على توقيف العدوان على الدول العربية.
وأشار إلى أن هذا الضغط الذي تحدث عنه الرئيس تبون يمكن أن يؤتي بثماره، شريطة العمل بالجدية اللازمة، مثلما كان الأمر عندما حاول هذا الكيان التغلغل في الاتحاد الإفريقي، غير أنه طرد شرّ طردة، بفضل تنسيق جهود الجزائر مع بعض دول الاتحاد الإفريقي رغم محاولات المخزن عرقلة هذه المساعي.
وأضاف بودهان أنه لتحقيق هذا المسعى النبيل يمكن الاستعانة بأحكام وقرارات الشرعية الدولية لاسيما تلك الصادرة عن محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن تضافر جهود الدول المحبة للسلام سيمكّن من الوصول إلى تفعيل هذا الضغط السياسي، والدبلوماسي والقضائي، والقانوني والتجاري على الكيان الصهيوني، ليس فقط بتجميد عضويته في الأمم المتحدة بل بطرده أيضا.
دعت لحشد المزيد من التأييد لتمكين فلسطين من عضوية كاملة بالأمم المتحدة
القمّة العربية الإسلامية تشيد بجهود الجزائر لنصرة فلسطين
أشاد قادة البلدان العربية والإسلامية، المجتمعون، أول أمس، في قمة مشتركة بالرياض لبحث تطوّرات الأوضاع في الشرق الأوسط، بجهود الجزائر في نصرة القضية الفلسطينية. وقد نوّه القرار الذي اعتمدته هذه القمة غير العادية، المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بمساعي الجزائر الداعمة للقضية الفلسطينية ودورها في توحيد الصف الفلسطيني ولمّ شمله.
كما دعت القمّة إلى حشد المزيد من التأييد الدولي لتمكين دولة فلسطين من العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة ودعم الجهود المقدرة والمتواصلة التي تبذلها الجزائر داخل مجلس الأمن بغرض تحقيق هذا المبتغى. وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد ذكر في كلمته خلال هذه القمة، التي تلاها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، بأن الجزائر عملت منذ انضمامها لمجلس الأمن على إبقاء الضوء مسلّطا على الدوام على القضية الفلسطينية بصفة خاصة وعلى تطوّرات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة.
كما أكد رئيس الجمهورية، بأن الجزائر ستستجيب للطلب الموجّه لها من قبل القمة العربية-الإسلامية لإعادة طرح موضوع العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالمنظمة الأممية.