الدكتور مراد شتي لـ"المساء":
أكتب عن تاريخنا القديم لتصفيته من الأكاذيب الاستعمارية
- 105
اختار الدكتور مراد شتي تثمين تاريخ الجزائر القديم وبالأخص عهد حكم ماسينيسا لنوميديا وعاصمتها سيرتا، فكتب سبعة كتب عن ماسينيسا وثلاثة عن يوغرطة، يعرض بعضها حاليا بصالون الجزائر الدولي للكتاب، إلى غاية 16 نوفمبر الجاري.
بالمناسبة، أشار شتي في حديثه مع "المساء"، على هامش بيعه بالتوقيع لكتابيه، أحدهما صدر مؤخرا عن دار "القصبة" بعنوان "بربر. حانات غاديس"، إلى أنّ اختياره للكتابة عن ماسينيسا ويوغرطة مردّه تصفية كتابات حول تاريخنا من الاستعمار حيث نشهد كتابات استعمارية لتاريخنا القديم أوّلا من طرف الروم واليونانيين واللاتينيين ومن ثم من قبل الفرنسيين الذين أعادوا نفس الخطاب وكذا بهدف إزالة الغموض عنها وتبيان الحقائق من دون مبالغة. وتابع أنّ سالوس مثلا الوحيد الذي كتب عن يوغرطة وبالكاد ذكره، فأغلب من كتبوا عن الجزائر القديمة أقصوا تقريبا العنصر البربري.
وعن كتابته لنصوص تجمع بين الوقائع التاريخية والخيال، قال شتي إنّ هذا الأمر سهل بالنسبة له، فالوقائع موجودة ما عليه إلاّ إضافة لمسته، علما أنّه أستاذ متخصّص في الحضارات، تحصّل على الدكتوراه في فرنسا حول الفترة التاريخية القديمة للجزائر، تحديدا عهد ماسينيسا، مضيفا أنّ لكلّ منا حقيقته، لكنه بفعل بحثه في الموضوع أصبحت له حقيقة حدسية أو بديهية عن تاريخ الجزائر في فترة حكميّ ماسينيسا ويوغرطة.
كما تحدّث الدكتور عن ماسينيسا الذي اختار الوقوف في صفّ الروم بدلا من قرطاج، وهو ما اعتبره "قرارا صائبا"، حيث أنّ مراوغة ماسينيسا للروم جعله يوحد النوميديتين ويحكم لمدة 53 سنة (توفي في عمر 94 سنة)، واستطاع أن يؤسّس دولة قوية بجيش قوي واقتصاد محكم. فكانت نوميديا الدولة الوحيدة في القسم السفلي للمتوسط، التي تنعم باستقلالها.
وأضاف شتي أنّه كتب مؤلّفاته حتى يعمّم هذه المعلومات للقارئ وبالأخص تقديمها لطلبته الذين كانوا دائما يسألونه عن هذه الفترة التاريخية الجزائرية. أما عن اختياره لكتابة الأسلوب الأدبي "يوميات خيالية" (كرونيك رومانسي) فيعود الى رغبته في جذب عدد أكبر من القراء، وفي هذا قال "قليل من يكتب في هذا الجنس الأدبي الذي يتطلب احترام التواريخ والأماكن والشخصيات، ولهذا فإنّه لحدّ الآن عميد هذا الأدب. أما بالنسبة لمن يريد التعمّق في الموضوع، فما عليه إلا التوجه نحو الانترنت لقراءة رسالتي للدكتوراه". علما أنّ الدكتور لم يتوقف طيلة 40 سنة عن البحث والدراسة والتعمّق في تخصّصه المتعلّق بتاريخ الجزائر القديم علاوة على جلبه معلومات تخصّ التاريخ الشفهي للمنطقة التي ينحدر منها (قسنطينة).
وأشار مدير مذكرات تخرج في مجال استراتيجية ومناجمانت المؤسسات، الى استلهام طريقة كتابته من كريستيان جاك الذي بسّط علم المصريات، وكذا كتابات أمين معلوف، ليؤكّد كتابته في مجال غير مستغل بالشكل الكافي، كما يبتغي بحكم أنه أيضا أستاذ مناجمنت وماركتينيغ في تسويق كتبه. ليدعو الكُتّاب إلى مناقشة أعماله عبر موقعه الالكتروني.