خصص لمشروع حمايتها 84 مليارا
الأمطار تغرق أحياء مدينة سكيكدة مجددا
- 372
تسببت الأمطار الرعدية الغزيرة، التي تساقطت على سكيكدة، خلال 24 ساعة فقط، الأسبوع المنصرم، في فيضانات شهدتها المنطقة السفلى من المدينة، لاسيما حي مرج الذيب، الذي غمرته سيول الأمطار، ما تطلب التدخل السريع لمصالح الحماية المدنية، التي جندت كل إمكاناتها قصد امتصاص المياه، وكذا عمال الديوان الوطني للتطهير "فرع سكيكدة"، في وقت علمت "المساء"، أن أشغال حماية المدينة من الفيضانات، الذي خصصته خزينة الدولة 84 مليار سنتيم، لم تتجاوز نسبة الأشغال به 80 بالمائة.
حسب مديرية الحماية المدنية للولاية، فإن مصالحها، قامت منذ أيام، بتسخير عتاد كل من الوحدات العملياتية، منها الوحدة الرئيسية، والوحدة الثانوية سكيكدة، والمركز المتقدم سكيكدة وسط، من أجل التعرف والاستطلاع بمختلف النقاط السوداء، إلى قيام وحداتها بعملية امتصاص مياه الأمطار بكل من حي مرج الذيب، الذي غمرته سيول الأمطار، وكذا محور الدوران في حي "20 أوت 55" بجانب مؤسسة "سونلغاز" في إقليم البلدية، وعلى مستوى إكمالية "ابن جبير"، الواقعة بحي "الإخوة ساكر"، وهي تقريبا نفس الأماكن التي سبق لها وأن خضعت لعملية تهيئة. كما تجمعت المياه، بسبب انسداد البالوعات على مستوى ممرات "20 أوت 55" بمحاذاة "بريد الجزائر"، وهو نفس الشارع الذي خضع لعملية تهيئة كبرى، كما وقفت على ذلك "المساء".
مواطنو حي مرج الذيب مستاؤون
أبدى مواطنو حي الإخوة بوحجة، الذي يعد من الأحياء الأكثر تضررا بفعل السيول التي غمرت أجزاء كبيرة منه، استياءهم وتذمرهم، وغضبهم، خصوصا أنهم يعيشون ظروفا صعبة للغاية، بفعل الوضعية الكارثية التي خلفتها أشغال مشروع إنجاز شبكة التطهير للمياه المستعملة، مع الربط بمحطة الرفع المتواجدة بنفس الحي، الذي أضحى يغرق في الأوحال والأتربة. وما زاد "الطين بلة"، تراكم المياه أمام الانسداد شبه الكلي لقنوات صرف مياه الأمطار، مما صعب على المواطنين التنقل، في مشهد يعكس بصدق المعاناة التي يعيشونها منذ أكثر من 6 أشهر. والأكثر تضررا في كل هذا، تلاميذ المؤسسات التربوية، منها تلاميذ مدرسة "مفدي زكرياء" الابتدائية، حيث وجدوا صعوبات جمة في الولوج إلى مؤسستهم التربوية بسبب الأوحال والبرك أمام تذمر الأولياء، ونفس الشيء على مستوى متوسطة الإخوة ساكر بنفس الحي.
وما زاد في استياء المواطنين، انسداد البالوعات على مستوى كامل الحي، الذي أصبح عبارة عن ورشة مفتوحة، فيما لم يتم إلى حد الآن، ربط قنوات صرف مياه الأمطار بالشبكة، أما على مستوى الشارع الرئيسي لحي مرج الذيب، وعلى الرغم من ربط البالوعات التي تم إنجازها بالشبكة الرئيسة، إلا أن تلك البالوعات، لم تقم بأداء وضيفتها، مما أدى إلى تجمع مياه الأمطار على طول الشارع، وسط تساؤلات المواطنين عن نجاعة المشروع، الذي قيل إنه سيخلص الحي من مشكل الفيضانات، الذي تحدثه الأمطار كل موسم شتاء، فيما ناشد البعض الآخر وبصراحة، من أعلى الجهات المسؤولة على المستوى الوطني، بضرورة إيفاد لجنة تقنية مختصة للتحقيق في المشروع، خاصة أنهم متخوفون من أن يطول استلام المشروع، وأن وضعية الحي ستبقى على حالها، مما سيزيد من متاعبهم.
الأمطار تكشف عيوب مشروع حماية سكيكدة من الفيضانات
وحاولت "المساء"، الاتصال بمدير الري للولاية، من أجل الحديث عن المشروع الذي سجل فيه أحد المهندسين، التقيناه بالمكان نقائص، إلا أن المسؤول اعتذر، بحجة أنه مضطر للتوجه إلى الولاية لحضور مراسيم تنصيب الوالي الجديد. في حين أكد لـ«المساء"، مسؤول منتخب من المجلس الشعبي البلدي لسكيكدة، أن الأمطار التي تساقطت على المدينة، بقدر ما كانت نعمة، فهي نقمة، إذ كشفت بوضوح النقائص التي يشهدها هذا المشروع، لاسيما على مستوى البالوعات التي لم تقم بوظيفتها، مما يتطلب من شركة "كوسيدار" المكلفة بالإنجاز ـ كما أضاف ـ إعادة تصحيح ما يمكن تصحيحه، ومن ثمة، كما قال، فإنها ملزمة بإعادة أشغال النقاط السوداء من جديد، قبل استلام المشروع، الذي لن يكون إلا برفع كافة التحفظات. وأكد مصدر آخر لـ"المساء"، أن البلدية وبناء على المعطيات الميدانية الأخيرة، ألزمت شركة "كوسيدار" بإعادة إصلاح النقاط السوداء، التي تم إنجازها بعيدا عن المواصفات المطلوبة، من جهة، ومن جهة أخرى، الإسراع في إتمام المشروع قبل نهاية السنة الجارية، حتى يتسنى للمؤسسة المكلفة بأشغال إعادة تهيئة الطرقات وتزفيته، وكذا مؤسسة إعادة إصلاح الإنارة العمومية، الشروع في الأعمال.
الولاية ألزمت "كوسيدار" بتسليم المشروع نهاية أوت الماضي
سبق للوالي حورية مداحي، المنتهية مهامها، الأسبوع الماضي، أن أمهلت مسؤولي شركة "كوسيدار" العمومية المكلفة بأشغال إنجاز شبكة التطهير، لصرف مياه الأمطار بحي مرج الذيب في مدينة سكيكدة، لتاريخ 31 أوت المنصرم، تسليم المشروع بصفة نهائية، بالنظر إلى أهميته القصوى في حماية المنطقة المنخفضة للمدينة، من خطر الفيضانات، ومنه تأمين الأفراد والممتلكات، لكن تجري الرياح بما لا يشتهيه المواطن. وحسب أحد إطارات هذه الشركة، فإن الأشغال اصطدمت بعدة عوائق، منها طبيعة المنطقة المنخفضة عن سطح البحر، إضافة إلى تداخل الشبكات، منها شبكة الكهرباء والغاز والهاتف والأنترنت والماء وغيرها.
84 مليارا لإنجاز شبكة صرف مياه
بلغت تكلفة المشروع، الذي يدخل في إطار تنفيذ مخطط الوقاية من الفيضانات، ومنه حماية وتأمين الممتلكات والتجمعات السكنية بالمنطقة المنخفضة لبلدية سكيكدة، على غرار كل من حيي مرج الذيب، و«20 أوت 1955"، ما قدره 482.002.538 دينار، تقع على عاتق ميزانية بلدية سكيكدة، في آجال تعاقدية حددت بـ 5 أشهر، منذ بداية تاريخ انطلاق الأشغال في 8 فيفري من السنة الجارية. وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال، إلى غاية شهر جويلية الأخير من سنة 2024، حوالي 80 بالمائة، حيث تم الانتهاء من أشغال تثبيت القناة الرئيسة قطر 1800 ملم، وقناة قطر 2000 ملم، وأيضا قناة قطر 1000 ملم، التي التزم المقاول بإنهاء ما تبقى منها اليوم الأحد، كأقصى تقدير، إضافة إلى ذلك، تم الانتهاء من أشغال إنجاز غرفة التجميع (مصب إعصار)، بينما بلغت الأشغال بالمقاطع الداخلية بطول 7 كلم، نسبة 60 بالمائة، مع مواصلة أشغال تثبيت وربط بالوعات صرف مياه الأمطار، في حين دخلت محطة الرفع بنفس الحي، وهي المحطة الرئيسية لضخ المياه المستعملة ببلدية سكيكدة، التي استفادت من عملية إعادة الاعتبار ضمن برنامج الصندوق الوطني للمياه، بعد أن خصص له غلاف مالي قدره 10 ملايير سنتيم، حيز الخدمة، وتحتوي المحطة على 6 مضخات، تم إعادة وضعها في الخدمة، 4 منها خاصة بالمياه المستعملة، بقدرة 220 لتر في الثانية، ومضختين اثنتين خاصتين بمياه الأمطار بقوة 630 لتر في الثانية.
تنظمه مديرية توزيع الكهرباء والغاز
برنامج تحسيسي حول أخطار الغاز الطبيعي
باشرت مديرية توزيع الكهرباء والغاز سكيكدة، مؤخرا، حملتها التحسيسية حول أخطار الاستعمال السيئ للغاز الطبيعي، حيث استهلت حملتها من المجمع السكني الجديد حي "مسيون 1" بإقليم بلدية سكيكدة، من خلال الاتصال المباشر بالعائلات، وقد تم تحسيسها بأخطار القاتل الصامت والإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها.
وحسب مسؤول مديرية التوزيع للكهرباء والغاز لسكيكدة، فإن هذه الحملة، ستخص كمرحلة أولى، الأحياء السكنية الجديدة، حيث سيتم التركيز أكثر خلال البرنامج التحسيسي لهذا الموسم الشتوي، على التجمعات السكنية، التي سجلت حالات اختناق بغاز أحادي أكسيد الكاربون، خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك، ستنظم زيارات بيداغوجية للمؤسسات التربوية للأطوار الثلاث، بالتنسيق مع مديرية التربية للولاية، وكذا تحسيس المصلين على مستوى كل مساجد الولاية، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف.
كما سيتضمن البرنامج، تنظيم أبواب مفتوحة وقافلات توعوية على مستوى الساحات العمومية، بمشاركة مختلف الفاعلين، على غرار مديريات الحماية المدنية، التجارة، الصحة، الشؤون الدينية وفواعل المجتمع المدني. وأوضح نفس المسؤول، أن الفرق التقنية التابعة للمديرية، متأهبة للتنقل من أجل مراقبة التوصيلات الداخلية للشبكة الغازية مجانا، بطلب من الزبون على الرقم الأخضر "3303"، بهدف الحفاظ على سلامة المواطنين.
وأشار إلى أن الهدف من هذه الحملة، هو ترسيخ ثقافة الوقاية والتعريف بكيفية التعامل مع أخطار سوء استعمال الغاز الطبيعي، لتفادي تسجيل ضحايا، باعتبار أن هذه الحملة التي ستمس كل شرائح المجتمع، يقوم بتأطيرها مختصون مؤهلون من قبل المديرية، ومن خلال هذا السلوك، تعبر الشركة عن دورها الاجتماعي كمؤسسة مواطنة.