دعا إلى إعادة هيكلة النظام الدولي لمكافحة الظاهرة.. بن جامع:

حاربنا الإرهاب بمفردنا.. ومستعدون للمساعدة بما تعلّمنا

حاربنا الإرهاب بمفردنا.. ومستعدون للمساعدة بما تعلّمنا
ممثل الجزائر بالأمم المتحدة السفير عمار بن جامع
  • 251
ي. س ي. س

❊ الجزائر تقترح مقاربة شاملة ترتكز على التوازن بين الأمن والتنمية

جدد ممثل الجزائر بالأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، أول أمس، التزام بلادنا المستمر بمكافحة الإرهاب وإرادتها في المساهمة في بروز مقاربة أكثر فعالية وإنصافا"، مؤكدا استعدادها انطلاقا من التجربة الوطنية "لمشاركة خبرتها مع جميع الشركاء الذين يشاطرونها رؤيتها لعالم خال من الإرهاب".

قال بن جامع، خلال الاجتماع المشترك للجنتي مجلس الأمن الدولي المكلفتين بمكافحة الإرهاب وعدم الانتشار، إن الجزائر ستواصل العمل سواء من خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب أو بصفتها عضوا في مجلس الأمن،  على مكافحة أكثر فعالية وتنسيقا للإرهاب "إيمانا منها بأن المستقبل ليس ما يحدث لنا، بل ما يمكننا صنعه معا".

وفي هذا الإطار دعا إلى إعادة هيكلة النظام الدولي الحالي لمكافحة الإرهاب، مقدما بصفته رئيسا للجنة 1373 المعنية بمكافحة الإرهاب حصيلة مفصلة لأنشطة اللجنة.
وبهذه المناسبة سلّط الدبلوماسي الجزائري، في عرضه الضوء على التقدم الكبير المحرز خلال العام الماضي، لاسيما من خلال إجراء تسع زيارات تقييمية إلى مختلف الدول الأعضاء، مذكرا في هذا الصدد بتعزيز الحوار بشكل كبير مع المنسقين المقيمين للأمم المتحدة، واعتماد المبادئ التوجيهية بشأن التهديدات المرتبطة بالطائرات بدون طيار، علاوة على وضع أدوات تقييم متطورة لقياس فعالية التدابير المضادة للإرهاب.

وباعتباره سفيرا للجزائر قدّم بن جامع، تحليلا عميقا للهيكل الدولي لمكافحة الإرهاب، مستندا في ذلك إلى التجربة التاريخية لبلدنا، قائلا "لقد حاربنا الإرهاب بمفردنا في التسعينيات، وهي تجربة علّمتنا أن مقاربة المجلس ليست ناجعة"، قبل أن يدعو إلى "إعادة هيكلة النظام الحالي لمكافحة الإرهاب".
أما بشأن الوضع في إفريقيا على وجه الخصوص وجّه السفير بن جامع، نداء عاجلا إلى الخبراء الأمميين قائلا: "زوروا الأكثر هشاشة وتضررا من الإرهاب.. إذهبوا إلى منطقة الساحل وإلى بحيرة تشاد وليس إلى دول لا تعاني من الإرهاب".وأضاف أنه في إفريقيا يتم استغلال الفقر المدقع واليأس لتغذية التطرّف يوما بعد يوم، وأن المؤسسات هشّة عرضة للاختراق إذ يتحول شح الفرص إلى أرض خصبة للتطرّف.

وعليه تطرق بن جامع، إلى اقتراح الجزائر لمقاربة شاملة ترتكز على التوازن بين الأمن والتنمية، داعية إلى "دعم ملموس للدول الأكثر هشاشة"، ليستطرد بالقول "لا يحتاج الأمر إلى وعود بل إلى موارد، ولا إلى شروط إنما إلى التعاون.. فرجاء يجب إقامة المزيد من الشراكات في مكافحة الإرهاب بدلا من الدروس". وفي هذا السياق أوضح ممثل الجزائر، أن الرؤية الجزائرية قد تجسدت أيضا في الدعوة إلى تعزيز المقاربات الإقليمية لاسيما في إفريقيا، من منطلق أنه ليس للقارة وقت تضيّعه، مضيفا أن هذا النهج الإقليمي "يجب أن يصاحبه تعزيز الأطر التشريعية والقدرات الوظيفية للدول الأكثر هشاشة". 

للإشارة خصص هذا الاجتماع الذي عقد خلال جلسة علنية لعروض رؤساء اللجان الرئيسية الثلاث المسؤولة عن مكافحة الإرهاب وعدم الانتشار، إذ يتعلق الأمر باللجنة 1267 المعنية بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة، واللجنة 1373 المعنية بمكافحة الإرهاب والتي ترأسها الجزائر واللجنة 1540 المعنية بعدم الانتشار. وترأست المملكة المتحدة، هذا الاجتماع الذي يكتسي أهمية خاصة في ظل توسع الجماعات الإرهابية في إفريقيا وتزايد التهديدات في أفغانستان والاستخدام المتنامي للتكنولوجيات الحديثة لأغراض إرهابية.