في انتظار بزوغ تيار جديد في الأدب الجزائري
تهافت القراء الشباب على الكتب الإنجليزية
- 516
إلى ما يعود اهتمام القارئ الجزائري الشاب بالمؤلفات المكتوبة باللغة الإنجليزية؟ للإجابة على هذا السؤال، تواصلت "المساء" في إطار سيلا 2024 مع كل من دار النشر الجزائرية المتخصّصة في نشر الكتاب باللغة الإنجليزية "فليتاس"، والمكتبة الجزائرية "كوشكار" ودار النشر الجزائرية "الوطن اليوم" والدار المصرية "ببلومانيا" للحديث حول هذا الموضوع.
دار النشر "فليتاس": ننشر الكتب الإنجليزية حصريا
قال الناشر داود فليتاس لـ«المساء" إنّه ينشر فقط الإصدارت المكتوبة باللغة الإنجليزية، منذ أن فُتحت الدار عام 2007، وقد اتّخذ هذا القرار بفعل ندرة الكتاب الإنجليزي في الجزائر، وهو ما شكّل صعوبات بالنسبة لطلبة الجامعات في هذا التخصّص، مضيفا أنّنا نشهد في السنوات الأخيرة، تحديدا منذ اتخاذ قرار تدريس اللغة الإنجليزية في السنة الثالثة الابتدائي، اهتماما متزايدا بهذه اللغة.
وأشار داود إلى عدم توفّر الدار على ترجمات إلى اللغة الإنجليزية بل كلّ الكتب المقدّمة من طرفهم، كُتبت أصلا باللغة الإنجليزية، بعضها تم شراء حقوقها وأخرى لم تعد لها حقوق بفعل تجاوزها السنوات المحددة لذلك. كما أضاف أنه لم يتم لحدّ الآن نشر أعمال جزائريين بهذه اللغة بفعل عدم وصولها إلى المستوى المطلوب، في حين تلقى الكتب الموجودة بالدار رواجا كبيرا لدى الشباب خاصة الروايات المبسّطة حسب المستوى (من المستوى الثاني الى الخامس)، حيث أنّ العديد من الطلبة استطاعوا تحسين مستواهم من خلال مطالعة هذه الروايات التي يفوق عددها الـ70 عنوانا.
كما اعتبر المتحدّث أنّ تعلق الشباب بهذه اللغة مردّه أيضا حاجتهم إليها، فتقريبا كلّ مصادر البحث باللغة الإنجليزية، علاوة على وجود أقراص مضغوطة للاستماع إلى أحداث الرواية والقصة، وبالتالي تحسين الفهم بهذه اللغة، كما تعرف القصص المصوّرة أيضا إقبالا من القرّاء، خاصة وأنّها مزوّدة بـ«كود كويار" لسماع القصة أيضا وهو ما يعتبر مهما بالنسبة للطفل حتى يتعلّم اللغة الإنجليزية بالشكل الصحيح. بالمقابل، تعمل دار "فليتاس" على توزيع الكتب في مختلف المكتبات الجزائرية وكذا البيع بالتوصيل.
دار "الوطن اليوم": ميلاد موجة مقروئية باللغة الإنجليزية
تحدّث مدير نشر دار "الوطن اليوم" لـ«المساء"، عن ميلاد موجة مقروئية باللغة الإنجليزية منذ سنوات قليلة، في إطار إرادة الدولة تكريس اللغة الإنجليزية في المنظومة التربوية، إلاّ أنّه طالب بضرورة أن يتماشى السوق مع طلب هؤلاء الشباب الدارسين لهذه اللغة، فمن غير الممكن أن تتلخّص المبادرات لأجل توفير هذا الكتاب على مستوى الخواص بل يجب أن ترعاها الدولة.
وأضاف أنّ "دار الوطن" اليوم تسعى إلى الاستثمار في هذا التعلّق باللغة ونشر كتب باللغة الإنجليزية، خاصة وأنّ القارئ الجزائري أصبح مثلا يقرأ كتب التنمية البشرية باللغة الإنجليزية أي باللغة الأصلية، وهو ما يجب أن يستثمره الناشرون. مقدّما مثالا بتحقيق الدار لمبيعات معتبرة بالنسبة للكتاب الإنجليزي في الصالون الدولي للكتاب مثل كتابيّ" سحر التفكير" و«فكّر واصبح غنيا".
ورغم أنّ كمال لم ينشر بعد لكاتب جزائري يكتب بهذه اللغة، إلاّ أنّه سعيد لوجود كُتّاب يحاولون إصدار أعمالهم باللغة الإنجليزية، ويطالب بتشجيعهم وتخصيص جوائز لهم، ليعود ويؤكّد ضرورة تسطير برنامج وطني لدعم دور النشر للاهتمام أكثر بهذه الكتب، خاصة الروايات منها، باعتبار أنّ الكتاب المتعلّق بالقواعد في اللغة الإنجليزية يمكن استيراده، لكن هناك فراغ رهيب فيما يتعلّق بالرواية والقصة، وكلّ ما يمكن أن يطالعه الشاب المهتم باللغة الإنجليزية، ولم لا إنشاء حصص بهذه اللغة وأمور أخرى تدخل في مشروع الدولة لتكريس اللغة الإنجليزية بالجزائر.
مكتبة "كوشكار": نسبة القراءة بالإنجليزية في تزايد مستمر
أشارت الآنسة هاجر ممثلة مكتبة "كوشكار" بالصالون، في حديثها مع "المساء"، إلى استيراد مكتبة كوشكار كتبا باللغة الإنجليزية من جامعة أكسفورد، وهي كتب ذات جودة عالية توفّرها للطلبة وللقرّاء بصفة عامة، مضيفة أنّ نسبة القراءة باللغة الإنجليزية في تزايد مستمر خاصة بعد قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتعزيز هذه اللغة في الجزائر.
وتحدّثت هاجر عن إقبال مهم للقرّاء في جناح المكتبة لاقتناء الكتب كالروايات الكلاسيكية والروايات بوليسية والقواميس، كما أنّ بعضها مزوّد بتقنيات صوتية حتى يتعلّم الطفل والشاب أيضا النطق الصحيح.
دار النشر ببلومانيا: اندهاش من الرواج
عبرّ مدير دار النشر المصرية "ببلومانيا" الأستاذ جمال سليمان لـ«المساء" عن دهشته بروّاج الكتاب المكتوب باللغة الإنجليزية، خاصة المترجم إلى هذه اللغة في الجزائر وهو ما لاحظه خلال مشاركته في الطبعة السابعة والعشرين للصالون الدولي للكتاب بالجزائر، باعتبار أنّ اللغة الإنجليزية ليست اللغة الأجنبية الأولى في الجزائر.
وأشار المتحدّث إلى الإقبال الكبير على الكتب الإنجليزية للدار والمترجمة من الأدب الروسي والفرنسي وغيرهما، سواء في كتب التنمية البشرية وكذا علم النفس والفكر والروايات، خاصة من طرف الشباب وحتى الكبار، ممن تساعدهم اللغة في عملية البحث والدراسة الأكاديمية ومواكبة التطوّر والنقلة الجديدة في المجتمع الجزائري المتمثّلة في استبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية. ومن بين الكتب المترجمة إلى اللغة الإنجليزية والتي لاقت رواجا كبيرا في الدار، حسب جمال، مؤلّفات الكاتب الياباني، أوسامو دازي وكتب دوستفسكي.